المقالات

الطريق الى التغيير


قاسم آل ماضي

 

ليس لك الحقُ يا صاحبي أن تفرضَ رؤاك عليَّ وأنتَ تدعو إلى اختلاف الآراء وحريتها,

أنتَ ترى أنَّ المظاهراتِ طريقٌ نحو التغيير إلى الأصلح, وبذا تُطلب الحقوق, وقلتَ في نفسك سنرى لمن تكون الغلبة.

وأنا أرى أنَّ الاستقرار خيرٌ من الفوضى, وبذا يُحفظُ الوطن, وقلتُ في نفسي سنرى ما تصنعُ الأيام,

وقلتُ إن الحق يُؤخذ بالأصابع البنفسجية إذا لم تبع صوتك برصيد, وإذا لم تقعد مع القاعدين عنها, وأن الفساد ليس في صياغة الدستور, ولا في قانون الانتخابات, بدليل أنك صعَّدت بصوتك من تريد له صعودا, وأنزلتَ من تريدُ له نزولا, وإنما الفساد في العقل الذي يحرك اليد التي تنتخب, وفي القلب الذي يتبع الهوى الذي يُردي.

احترمتُ رأيك رغم عدم إيماني به طيلة تلك الفترة, ولم أخطّ بجرة قلمٍ, ولم أتحدَّث ببت شفة,

كان بمقدوري أن أصفك بالغبيّ وأنت تصفني بالعميل,

وبوسعي أن أنعتك بالمخرّب, وأنت تنعتني بالخائن,

ولكن هل التنابز بالألقاب هو الحلّ؟

دعني أقولُها لك بصراحةٍ, أنا لا أثق بك, ولا بكفاءتك, ولا بوعيِّك وطول نفسك, ولا أثق بتمثيلك لي, ولا أرى أنَّك تجلب لي حقوقي,

ومن أول حقوقي عليك أن تفتح لي الشارع الذي أغلقته, فليَّ فيه حقٌ مثل حقك الذي لك فيه,

وأن تحفظ لي السّلم المجتمعيّ الذي تخلخل بسبب مظاهراتك, ولا تقل أنَّ هناك مندَّسون يعتدون على المراقد, ويهاجمون المستشفيات, ويغلقون المدارس, ويحرقون الممتلكات,

وظيفتك أن تطرد هؤلاء المندسين؛ لأنك لم تحفظ صفوفك فدخلوا فيها, وليس هذا ذنبي, وعذرك أنهم لا يسمعون كلامك بالعودة, وأنت لا تستطيع إقناعهم معناه أنك فشلتَ في المهمة الأصغر, طرد المندسين وهم عشرات, فكيف تطرد أحزاباً من الحكم ومافيات؟ وأنَّك لا تستطيع حفظ الأمن وحين تتقاطع المصلحة وهي المطالبة بحقك مع المفسدة وهي انتشار الفوضى وخروج الأمور عن السيطرة فدرءُ المفسدة مقدَّمٌ على  جلب المصلحة.

ليس ذنبي أنكم جميعٌ وقلوبكم شتى, متوحدون في الساحات متفرقون في الآراء,

ولستُ مجبراً على تأييدك وأنت ترى في شارب الخمر رمزاً تتحلَّب له الأعذار من أخلاف الجهل, تحارب قيمي , وتُصادر مفاهيمي التي تربَّيتُ عليها.

فحين تنقلب المفاهيم, وتُستباح الحرمات من الأموال العامة, والرموز الدينية, وقيم المنظومة الدينية فلستَ تمثلني.

على أنني أعي جيداً أنَّكم مجرد أداةٍ بيد أحمد البشير وغيث التميمي وستيفن نبيل وحسين تقريباً, كما أخرجوكم من الفيس من قبل من بيوتكم وهم راضون, سيرجعونكم لها حين تتم اللعبة رغم أنوفكم وأنتم كارهون.

يا سيدي, حين تلعب القوى الكبرى فليكن لك كبير,

وقلنا لك من قبلُ أن كبيرك المرجع,

ولكنَّك أبيتَ إلا أن يكون كبيرك صغار البوبجي وصِبية التكتك, وحين أتناولهم بالنقد تحاربني وكأني تهجمتُ على معصوم, او انتكت مقدَّسا.

فسُفِك الدم الشيعيُّ, وقتل الشيعة بعضهم بعضا, وتعطَّلت مصالح وأرزاق الناس, ولم نرَ سياسياً رثى تلك الأرواح, وتألم لهذي الدماء, بل رأينا المتاجرة بها والمساومة الرخيصة عليها.

غاية ما فعلتموه أنكم أسقطتم رئيس الوزراء الشيعي, وأبقيتم رئيس البرلمان السنيّ, والجمهورية الكرديّ, وكأن الخلل في شخصه فقط وليس في المنظومة الحاكمة أجمع.

حاربتَ التعليم وكأنَّك تطلبه ثأراَ,

ورفعت من شأن الفاسق وكأنَّ له عليك يدا,

وخالفتَ المرجعيَّة وكأن تنتحلُ خلافها دينا,

بالنسبة لي ستُثبت الأيام حين تذهب السكرة وتأتي الفكرة أن أهل الإرادات الدولية والإقليمية وأهل المصالح اتخذوكم مطيَّةً لمآربهم, وأن تدخّل المرجعية العُليا كان لسحب البساط من تحت أرجل أصحاب هذه الإرادات.

ولكن ..لا رأي لمن لا يُطاع.

نصيحة أخيرة إن أردتم فعلاً النجاح فمرجع النجف هو البوصلة, بشرطها وشروطها وهي الطاعة العمياء له,

فهو الرمز,

وهو الايقونة,

بل هو العراق حين يكون العراق لحماً ودما,

وهو الحكمة لو شاء الله أن يخلق الحكمة بشراً سويا.

وعسى أن لا يكون قد فات الوقت,ولات حين مناص.

إنّي أرى فتنةً تغلي مراجلُها *** والحكم بعد أبي ليلى لمن غلبا.

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك