المقالات

رئيس الجمهورية وسيناريو الفوضى ..


د. هاتف الركابي..

 

ياسيادة الرئيس : قد يقرأ البعض او الكثير بأن انسحابك كان لمصلحة الشعب او الثائرين واصبحت في عيون البعض بأنك بطل المرحلة  بموجب هالة إعلامية.. ولكن دعني اقول لك بأنك قد خلطت الاوراق لمراجعة النص المحبوك من المخرج الامريكي لتهرب من المصادقة على قانون الانتخابات الذي رفضته كتلكم الكوردستانية ، ولا ننسى كيف كان موقفكم ووجوهكم يوم التصويت ، برسالتك هذه فأنك تمهد لرسائل مستقبلية خطرة

إيذاناً لمرحلة الفوضى التي لا كابح لها ، إن كنت صادقاً فكان عليك الاستقالة منذ البداية ، منذ ان سقطت الشهداء تلو الشهداء ، إن كنت صادقاً لقدمت الاستقالة بشكل صريح لا ان تقدم استعداد بالاستقالة ، سئمنا سيناريوهاتكم النتنة، لو كنت صادقاً لغادرت بغداد الى الناصرية وهناك في ساحة الحبوبي وعلى جسر الزيتون تضع اكليلاً على ارواح الشهداء، لا ان تغادر الى اربيل ، فليس من الشجاعة ان تعمل الى تعقيد الوضع بحجة الدستور ، فلطالما خرقتم الدستور وضربتموه بأحذيتكم يوم قمت بالتصويت لصالح الانفصال من العراق..

ايها الرئيس ان النظام السياسي في العراق برلماني وليس رئاسي ولايحق لك ان تضع العراق في بحر الفوضى ، فلو كنت صادقاً ويهمك الشعب ، لكان عليك الاستقالة مع رئيس الوزراء الذي كان شجاعاً، لكنك جبنت ولم تقدم الاستقالة ، فالثائرين لم يخرجوا على رئيس الحكومة لوحده بل ان قيامتهم عليكم جميعا وعلى كل الرئاسات، فقد ماطلت كثيراً واستفسرت ثلاثة مرات بعد فوات الوقت للبرلمان عن الكتلة الاكبر علماً ان الاجابات كانت واضحة جداً كوضوح الشمس في رابعة النهار، لكنك خلقت وقيعةً بمكرٍ مفضوح لتخلط الاوراق عدة مرات وادعيت انك تواجه ضغوطاً ، مالك والضغوط واي ضغوط التي تدعيها ، فلا يحق لك الاعتراض على السياقات الدستورية ، فأن كان تفكيرك بالحراك الشعبي ، لكان الاجدى عليك احترام الخيارات الوطنية وتقديم الاستقالة إن كنت وطنياً ، فالمقاصد الخفية والمشبوهة اصبحت واضحة ولاتنطلي علينا بعد اليوم .

فلا يمكن استبعاد حصول السيناريو اليمني بالعراق الذي تقصده، لتفتعل أزمة و لا يتم الاتفاق على رئيس وزراء او لم تحصل المصادقة عليه لاي سبب كان ، فتنسحب الى ( اربيل ) كما انسحب ( هادي منصور)  الى عدن والرياض،،

فتتحول الشرعية الى شرعيتك  فتصدر  قرارات اقالة وعزل ونقل قوات ( معينة ) فترفض بعض الجهات،  فيطلب ( الرئيس الشرعي )  من مجلس الامن تشكيل محكمة دوليه لمحاكمة الفاسدين او المجرمين او الإرهابيين وتطلب تدخل دولي .. او مساعدة القوى الدوليه ، كما حدث في اليمن  فتدخل امريكا كحمامة سلام لتوزع اطراف المعادلة حكم آخر.

لابد ان يعي الوطنيون مخاطر هذا السيناريوا ليمنعوا وقوعه او يحولوا دون وقوعه ؟؟.. فليس من الحكمة والشجاعة ان تغرق البلاد في الفوضى حتى تحقق خطط الجوكر الامريكي والاسرائيلي ، فانسلاخ القانون عن الدولة هو انسلاخ الروح عن الجسد ، فهل نصدق انك ايها الرئيس تستطيع ان تتخذ قراراً كهذا بعيداً عن اليكتي ، فهناك مشروعين في العراق أولهما لاصلاح العملية السياسية الذي تدعمه المرجعية وثانيهما هو مشروعك ياسيادة الرئيس مع المثلث الامريكي والاسرائيلي لاسقاط العملية السياسية.

ــــــــــــــــــــــــ

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك