المقالات

هل أنت سعيد هل انت سعيدة

990 2019-12-24

هادي جلو مرعي

 

يخرج المواطن في الصباح متوجها الى مكان عمله، أو الى شأن يعنيه، فيتعثر في مطبات وحفر، ينظر الى السماء ليست زرقاء، بل هي شاحبة كأنها صفيح مترب، ويتطلع الى ماحوله، اشجار متيبسة، وأغصان متحجرة تشبه أعمدة الكهرباء القديمة، والبيوت تبدو مثل قبور الموتى العالية والمزخرفة، والوجوه تائهة تبحث عن خلاص من مئات الهموم والمشاكل والتحديات الجسيمة التي تراكمت في وطن، وحيرت الناس الباحثين عن حلول، وفرص للتغيير، والنجاة من العذابات.

الحزن يطبق على النفوس، ويحيلها الى خرائب، ولنعترف فليس كل مانعيش نتاج الوقت الراهن، بل هو ركام تجمع على بعضه بمرور السنين، وغطرسة الحاكمين، وتنازع الناس، وضياع أرواحهم الطامحة الى تحقيق مايريدون دون أن ينجحوا في ذلك.

عندما لايعيش الناس في وطنهم كما يرغبون، عندما يتجاهلهم أصحاب القرارات، عندما تتحول القرارات الى فرمانات لضمان مكاسب الحاكمين، ومن معهم ومن يواليهم وينصاع لفسادهم وطغيانهم، عندما تنتفي عناصر تكوين السعادة، عندما تتحول البيئة المحيطة الى وباء وملوثات وخرائب، وأشكال من البؤس الذي يخيف الناس ويوقفهم على ناصية المعاناة، حينها يكون الأمل نوعا من الترف، وربما العبث الكامل، والتجاوز على طبيعة الاشياء، فطبائع الأشياء عندنا ليست كطبائع الأشياء عند أهل الأرض.

الناس حين يكتشفون إنهم في دائرة الوهم يتغلغل الضباب في نفوسهم وعقولهم، ويجمد الحواس، ويعطل حركة العقل، ويكون كل شيء مرهونا للصدفة، ولعل وعسى وياريت وياليت. فلايتحقق لهم الحد الأدنى من الأمنيات والمطالب التي هي حق لهم سلبه منهم غيرهم من الباحثين عن المكاسب.

سبب التظاهرات في العراق هو اليأس، وفقدان السعادة.. السعادة ليس بمفهومها الساذج الذي يعرفه كل الناس، بل حقيقة السعادة في نفسك، وفي البيئة المحيطة بك، وفي نفوس الناس الذي تلتقيهم وتشاركهم الحياة..

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك