بقلم : سامي جواد كاظم
المعلوم عن كل سياسي ناجح هو الذي يكسب الحلفاء من خلال اتخاذ قرارات او خطوات جريئة وايجابية تؤدي الى نتائج ايجابية في الوسط الذي يمارس فيه عمله السياسي .صحيح هنالك عدة اساليب لكسب الحليف الا انه يبقى الاسلوب الاقوى هو الخطوة الجريئة الفعالة في اتخاذ القرار دون الاساليب الاخرى .
والمتتبع لمسيرة الدكتور اياد علاوي يجد نفسه واقفا امام كثير من المواقف التي تصدر من الدكتور علاوي لا يمكن لها ان تصدر من سياسي متمرس مثله ولا سيما انه استلم اول حكومة عراقية بعد سقوط النظام وفي احلك الظروف . فمنذ ان كان تواجده في بعض الدول العربية المجاورة والغير مجاورة تحدثت الانباء واكدها هو عن نيته في التحالف مع عدة اطراف وشخصيات سياسية تعارض الحكومة العراقية ومنهم مشعان الجبوري على سبيل المثال وهو يعلم ان الاخير موقفه غير سليم اتجاه القضاء العراقي .
وعاد الكرة الدكتور علاوي وباقراره هو من خلال تعامله مع شركة امريكية للدعاية و الاعلان ذات العلاقات الوطيدة مع سيناتورات لها ثقلها في الادارة الامريكية لتمهيد الطريق السياسي له لغرض اعادته الى ما فقده من منصب ولو كان اياد علاوي سياسي مغمور لعُذر على فعلته هذه الا انه سياسي معروف وغلطة الشاطر بالف .وغيرها وغيرها الكثير والان نراه في كردستان وكما قلت من خلال عنوان مقالتي انه يفتش عن خلافات السياسيين ( مصائب قوم عن قوم فوائد ) فاذا ما لاحت في الافق خلافات بين طرفين احدهما الحكومة العراقية يكون الدكتور علاوي قد وجد ضالته في كسب حليف فيسارع للاتصال به ليحاول تقريب وجهات النظر مع هذا المخالف حتى يحصل على مكسب سياسي يعتقد فيه قد يكون خطوة الى الامام نحو رئاسة الوزراء ، والمادة 140 مادة دسمة ومرتع خصب لنشوب الخلافات بين الاكراد والحكومة العراقية وعليه مع كل اثارة لتنفيذ هذا القرار ينفض الغبار عن الخلافات السياسية لتظهر في الافق السياسي العراقي .
من خلال مكالمة تليفونية لعلاوي مع جريدة الشرق الاوسط ذكر فيها انه لم يلتقي بالمالكي الذي اتهمه بالتامر وعلاقته باحداث الزركة وما الى ذلك ، بالرغم ان هذا لم يصدر من المالكي بالشكل الذي قاله علاوي ولكن لنفرض جدلا صحة ما ادعى اليس الافضل للسياسي عندما يكون على ثقة تامة في نفسه انه لم تصدر منه هذه الاتهامات ان يلتقي بالمالكي ويجعل هذا اللقاء على مرأى ومسمع وسائل الاعلام حتى يتضح الصحيح من الخطأ وعندها يكون الدكتور علاوي قد حصل على مكسب افضل من عشرين حليف تحصل عليهم من خلافاتهم مع الحكومة وتكون في نفس الوقت قد وضعت علامة سلبية على حكومة المالكي .
اللقاءات بين القادة السياسيين وبغض النظر عن الخلافات فانها والله تثلج صدري وما ان قرات نبأ لقاء الدكتور علاوي بالسيد الحكيم حتى منحت الاثنين نقطة ايجابية وبغض النظر عما جرى بينهم من تجاذبات وحوارات والمؤكد نتيجة اللقاء هو تقليص الهوة بين الائتلاف والعراقية .
ملاحظة مهمة هل لاحظها الدكتور علاوي ام لا ؟ لاادري واذا لاحظها فهذا يعني عدم مبالاته بالنتائج المترتية عليها ، وهذه الملاحظة مع كل تحرك لعلاوي في محاولة كسب حليف وخلق تحالفات ينسحب من كتلته احد اعضائه ومن الذين لهم فكر وثقل سياسي . واخر المنسحبين هو القاضي وائل عبد اللطيف بسبب الادارة السياسية الغير صحيحة التي يدير فيها الدكتور علاوي كتلته .هذه المؤشرات من تحالفات وانسحابات لا تعد في صالح السياسي الناجح .
https://telegram.me/buratha