المقالات

العراق..نهاية نفق الجوكر وبداية نفق التأليف الحكومي


الشيخ ضياء البصري

 

يبدو ان الدماء الزكية التي اريقت في الاحداث التي رافقت المظاهرات والتي كان اخرها جريمة الوثبة المروعة هذه الدماء كانت كفيلة بفضح مؤامرة عصابة الجوكر حيث بدأت هذه الورقة بالاحتراق في يد اللاعب الامريكي امام وعي الجماهير وادراكها لحجم المؤامرة واستطاعت هذه الجماهير ببركة توجيهات المرجعية ان تميز صفوفها عن المخربين والمندسين من عصابة الجوكر وبالتالي تسنى للقوى الامنية ان تضع حدا لاستهتار هولاء وتلقي القبض على المجرمين الذين تلطخت اياديهم بدماء الشهيد المظلوم في ساحة الوثبة..هذه المؤشرات تدل بشكل واضح على خفوت هذه الورقة القبيحة واضعاف مفاعيلها وتدني مضاعفاتها السلبية على الشارع لكن هذا لايعني تخلي اللاعب الامريكي عن مؤامراته وخططه الشيطانية حيث لازالت ادارة الشر تضغط بقوة لافشال المشروع الوطني الذي يتبناه الثلاثي الضامن اقصد المرجعية والمتظاهرين السلميين والنخب الوطنية المنبثقة عن الحشد الشعبي وهو المشروع الذي يكفل اعادة الامور الى نصابها من خلال تشكيل حكومة مؤقتة تستطيع العبور بالأزمة الى انتخابات مبكرة تنهي ظاهرة الفساد والمحاصصة التي نخرت في البنية الاقتصادية والاجتماعية للبلد..

من هنا يحاول اللاعب الامريكي بتسويلاته الاعلامية الشيطانية ان يصور للشارع خلو العملية الدستورية الحالية من أي مشروعية وعدم قدرتها على توخي نقطة الشروع باتجاه الخروج من ازمة التأليف الحكومي هذا من جهة ومن جهة ثانية يضغط اللاعب الامريكي على المكونات الاساسية في الحكومة (الكرد والسنة وبعض الشيعة) على قبول املاءاته في فرض الصيغة النهائية لهذا التأليف بما يتناسب مع مصالحه في ادارة موازين القوى وغاياته التقسيمية المدمرة.

وعليه فاننا امام مرحلة جديدة من مراحل هذه الازمة ونفق طويل من المزايدات والضغوط وتدوير الزوايا ومع اختلال عامل التوقيتات الدستورية بسبب تماهي رئاسة الجمهورية مع بعض هذه الضغوط اصبحنا امام مفترق طرق خطير فاما ان نذهب الى فراغ دستوري يضعنا امام احتمالية التدويل او نذهب الى فوضى الشارع من جديد من خلال محاولة المخطط الامريكي لاعادة الثقل النوعي لعملية الجوكر.

لكننا في الوقت نفسه نضع املنا بحكمة المرجعية الدينية وتقديرها للموقف لتضع النقاط على الحروف وكذلك بوعي الجماهير وهمة النخب الوطنية التي ستتفاعل بشكل دؤوب مع تطلعات الجماهير ومع خطورة المرحلة المقبلة ولن يتنازل الشعب عن استحقاقاته المطلبية من جهة واستحقاقاته الدستورية في تأليف الحكومة على قاعدة الكتلة الاكبر التي ستنبثق عنها حكومة انقاذ مؤقتة تتجاوز الازمة وتعبر بالبلد الى ضفة الامان المنشود..

ــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك