المقالات

وزارة منتجة واخرى مستهلكة

1688 15:08:00 2008-02-18

( بقلم : علي جاسم )

شاعت خلال الحقبة الصدامية المظلمة مفاهيم عديدة غطت على حقوق وحريات المواطن العراقي وكتمت انفاسه وحاولت ايادي تلك الحقبة السيطرة على عقول ابناء البلد وابداعاتهم وانجازاتهم فابتكرت وابتدعت آراء وعناوين سلطوية كان غرضها والهدف الوحيد منها هو اعاقة أي اعمال داخل الوزارات والمنشآت الحيوية تدفعها الى أمام وتعطي ثمارها ونتائجها للشعب.

ومن بين تلك المفاهيم مثلا ان بعض الوزارات ودوائرها تسمى بالوزارات والدوائر المنتجة أي انها باختصار تستطيع تحمل نفقات رواتب موظفيها والمصارف الاخرى، في حين تنعت وزارات اخرى تكون مصاريفها اكثر من وارداتها المالية بانها وزارة مستهلكة.  ذلك النظام تلاعب بالمفاهيم والنظريات الاقتصادية لغايات سياسية واضحة ومعلومة و(لغاية في نفس يعقوب)، فمثلا وزارة الصناعة سابقا كونها تعتمد على نفسها(وان كانت الصناعة متدهورة ايضا) وتستطيع من خلال مصانعها ومعاملها ان تعود بفوائد مالية كبيرة تمكنها من دفع رواتب واجور موظفيها، اما وزارة التربية ولعدم وجود منافذ وطرق تستطيع بها الوزارة سد اجور منتسبيها فكانت انظمة(القائد الفذ) كثيرا ما تصف التربية بالوزارة المستهلكة وانها تستهلك اكثر مما تنتج امعانا في الحاق الذل والهوان بالمعلمين وجعلهم لا يتفانون في اداء واجباتهم بتربية الاجيال ولتنفيذ الخطة الصدامية بالقضاء على التعليم في العراق بطريقة غير مباشرة وبخطة مدروسة ولحجر الفكر العراقي والقضاء على أي ابداع يرفض الذل والجور. وعلى الرغم من زوال ذلك الصنم واياديه القمعية لكن يبدو ان افكاره و(مفاهيمه) لم تزل تطبق لدينا ونعمل بها من حيث لا نشعر وكأننا كنا نرفض(الصنم) لاسمه وشكله لا لجوره وظلمه وافكاره التعسفية وانظمته الديكتاتورية،

 فما زال الراتب الشهري وملحقاته لموظفي الوزارات المنتجة كالكهرباء والنفط والصناعة يعادل اضعاف راتب المعلم الذي يعتبر سيد المنتجين واولهم فلولاه ما كانت تقوم للمهندسين والاطباء و(الكهربائيين والصناعيين والنفطيين) قائمة، ولو تم حساب الاجور بمقدار الانتاج فلا شك ان راتب المعلم سوف يمتلئ بالاصفار العديدة من جهة اليمين، كما ان الوزارة المنتجة ستعود بالنفع الوافر لوزيرها المنتج في حين ان الوزارة المستهلكة ستكون وبالا على وزيرها وكان الله بعونه حينما يغدو وزيرا مستهلكاً غير منتج! انها مفاهيم ونظريات تحمل الاخطاء والاغلاط وهي بحاجة ماسة الى التصحيح والتصويب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك