المقالات

الدولة المدنية .... الوجه الآخر للعلمانية

1675 2019-12-22

عبد الكريم آل شيخ حمود الشموسي

 

تتجلى عظمة الإسلام ،بانه دين عقيدة وسلوك، عقيدة لأنه يربط الإنسان بالمعبود الحق وهو الله سبحانه وتعالى فلا معبود سواه إلا هو؛فقد ترسخ هذا الإعتقاد لدى الجنس البشري منذ الخلق الأول للإنسان وإلى يومنا هذا ، والنصوص القرآنية زاخرة بهذا الإرتباط الوثيق بين الإنسان وربه ، لايسع المجال لذكرها ؛ ولأنها فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تغيير لخلق الله ولا تبديل،فالله جل وعلا لم يترك هذا الإنسان سدى ولم يخط له النهج الحياتي القويم وإنما أرسل الرسل والأنبياء والمصلحين ليكونوا هداة لهذا الكائن وتعليم هذا الإنسان سبيل النجاة والفوز بالعالم المثالي الراقي الذين هو الجنة التي أعدها المعبود الحق لمن نجح في الإختبار واجتاز الصراط المستقيم.
وهو سلوك لأنه نظام متكامل وضعته يد القدرة الإلهية لتنظيم حياة الإنسان في عالم الحضور ،فلا يحتاج إلى مقوّم أو أيدلوجية من وضع البشر فالعليم الخبير هو أعلم بحاجات الإنسان منذ نفخة الروح فيه إلى شهقة خروجها من الجسد؛ وعندما ناتي على مفهوم الحضارة نراه متجسد في الاسلام ، فكل الحضارات القديمة سادت ثم بادت؛الا الحضارة الإسلامية فهي تتجدد مع تجدد الحياة وتعطي أجوبة على كل سؤال يمكن أن يتبادر إلى العقل الإنساني؛ عكس النظريات والاطروحات الإنسانية التي لم تصمد طويلا بسبب محدوديتها وحسب محدودية العقل البشري.
واليوم نرى دعاة المدنية يحاولون جهدهم ايجاد أرضية صلبة لتحييد الدين عن مجمل حياة المجتمع، متأثرين ببريق مسمى الحضارة المادية الغربية التي فصلت الدين عن حياة شعوبها وأبقت هامش الدين حبيس الكنائس والكاتدرائيات والمعابد حتى أنهم قَولبوا الدين في كيان حبيس الجدران واعطوه صفة دولة تشريفات لا أكثر وهو الكنيسة الكاثوليكية في وسط روما وغيرها من كنائس الطوائف الأخرى.
لقد فات دعاة المدنية أن فصل الدين عن السياسة وأبعاد احكام الاسلام ،ماهو إلا ترتيب أثر وضعي بتغيير خريطة طريق حاكمية الإنسان التي أودع الله فيه قدرته على سائر الموجودات ....(عبدي اطعني تكن مثلي تقل للشي كن فيكون).
من هنا تكمن أهمية الإرتباط باحكام الله والتي ترسم طريق السعادة الأبدية النورانية والتخلص من اعباء الحياة الترابية الفانية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك