المقالات

استراتيجيات العراق الفيدرالي

1324 14:47:00 2008-02-18

بقلم: عبد الرزاق السلطاني

بعد ان تركت ازمة الثقة بصماتها على تحديد المواقف واعلان الهواجس التي فرضتها السنوات الاربع الماضية على الواقع العراقي بكل تداعياتها مما يجعل تحمل المسؤولية تتوزع على الجميع بنسبها على اكثر من ملف, ولايمكن اجتزاؤها او تسطيحها, ولاينظر الى هذه الملفات بمعزل عن الموقف الاقليمي الضاغط على الشأن العراقي او دول الجوار على اختلاف ابعادها, وكل هذه الجهات لها وجهة نظر مغايرة وتنظر الى مصالحها بطريقة معينة وتعمل على الارض العراقية بطرقها الخاصة, كما لايمكن النظر الى الحالة العراقية بكل ما يحيط بها بمعزل عن الظروف الدولية المعقدة.

ان معطيات المقاربات الاخيرة بين الساسة العراقيين بلورت تصورات جديدة ووضعت اليد على المشاريع المعطلة التي لها مساس مباشر مع المواطن, كما انها تنسجم مع الثوابت والمبادئ التي اقرها الدستور لتأسيس معادلة تصنع الفرص المتكافئة للجميع من خلال التوازن السياسي الحقيقي لدعم الاتحادية لضمان افضل فرص الادارة, بعد ان سببت المركزية الكثير من المشاكل والتلكؤ الواضح في اعادة بناء البنى التحتية, فقد ذابت وتبددت هواجس دعاة الانفصالية بعد ان رفع اقليم كوردستان العلم الجديد مما اكد على ان الخارطة الاتحادية الادارية العراقية لا تتاثر بالجيوبولتيك, وهذا ما يتطلب تفهما داخليا واقليميا ودوليا, فهنالك اكثر من سبعين دولة تدار اتحاديا وهي تعيش اعلى حالات الرخاء والانماء, فضلا عن مركزة القرارات التي تمنع مشاركة الجميع وحصرها كل الامكانات والقرارات الوطنية في العاصمة, اذ لا بد من تاكيد حتمية المشاركة الفاعلة لبناء وحدة وطنية رصينة قائمة على ضمان حقوق جميع المكونات العراقية, فان المنجز السياسي الدستوري يسوغ ما تحتاجه الشرعية الدستورية التي تمنع القفز على الحالة الوطنية وتقبر الراديكالية(المتشددة) والتي تنشد الاحادية المغلقة التي تفضي الى ثقافة الكراهية والعنف والارهاب, فعقلنة هذا الخطاب هو باشاعة روح التسامح والاعتدال والبناء بدل الضجيج والزعيق المتخلف, غير ان اعداء العراق لم يتوانوا في ضرب كل مقدراته اذا سنحت الفرصة بذلك لا قدر الله, فتاكيدنا البناء المؤسسي الدستوري الاتحادي يمثل ابرز الاولويات الاستراتيجية لاستشراف الرؤى الوطنية بخطوات جريئة لصنع قفزات ديمقراطية والتقدم بمسيرة الرقي واحترام حقوق الانسان لضمان بناء مقومات ترسيخ مفهوم المواطنة وتعزيزها, ولابد من القول ان ذلك لا يتحقق الا في اطار دولة القانون، وحمل السلاح لا يمثل خيارا وطنيا لبناء العراق المؤسساتي ولا حصانة لمن لا يحترم القانون الذي يعتمد الشعارات المجوفة لتسقيط الاخرين ومجانبته الحقيقة, اذ تقع على جميع العراقيين مسؤولية الاخفاقات التي تقع هنا وهناك، ولابد من وضع الاسس الصادقة والمعالجات الموضوعية التي تنطلق من توحيد الثوابت المستقبلية للعراق الفيدرالي التعددي الدستوري الآمن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك