المقالات

أمريكا إعلان الوصاية رسميا على العراق


صالح الطائي

 

بعد ستة عشر عاما من الاستعمار الخفي تحت حجج تحرير العراق، وبعد أن عجزت القاعدة وداعش والتحريض الطائفي عن شل قدرات العراق كليا وتحويله إلى مجرد خرقة تستخدم لمسح ارضيات إسرائيل وأذنابها من دعاة الفرقة والطائفية، أمريكا تعلن استلام مقاليد الحكم في العراق رسميا وعلنا، وسيكون ذلك بموجب القانون، أقصد قانون H.R. 4591 الذي جاء ليعيد لسمعة إسرائيل هيبتها في العراق بعد أن تبنت التنظيمات العراقية، وتبنى الحشد الشعبي سياسة الوقوف بوجه التطبيع مع العدو الإسرائيلي.

جاء سن هذا القانون ليتقصد تحديدا إيران وكل ما ينسب إليها ويمت إليها بصلة، وأضع خطين أحمرين تحت (كل ما يمت إليها بصلة) للتوضيح، بما في ذلك بعض فرق الحشد الشعبي التي تطلق عليها أمريكا وأعوانها في المنطقة والعراق اسم (الميليشيات)، وهذا ما يفهم من تغريدة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي على حسابها بموقع “تويتر”، مساء الثلاثاء: (إن المجلس مرر مشروع قانون يهدف إلى التصدي لمحاولات إيران زعزعة الاستقرار في العراق). وما يتضح أيضا من قول أحد الذين أسهموا في تعديل هذا القانون بعد أن أضاف إليه أسماء حركات عراقية هي لواء “الفاطميون” ولواء “الزينبيون”، بعد أن كان مشروع القانون مقتصرا على “عصائب أهل الحق” و”حركة النجباء”، التي يدعون بأنها ترتبط بصلة وطيدة بمليشيا “حزب الله” اللبناني. هذا الشخص هو “جو ويلسون” عضو الكونجرس الأمريكي عن المقاطعة الثانية بولاية كارولاينا الجنوبية؛ الذي قال في بيانه: “لا بد من توفر استراتيجية شاملة لمكافحة النفوذ الإيراني المدمر في المنطقة. يجب أن تشمل هذه الاستراتيجية فرض عقوبات على منظمات إرهابية محددة في العراق وسوريا تدعمها إيران”.

يذكر أن قانون H.R. 4591 سن ليعطي للرئيس ترامب والحكومة الأمريكية صلاحية فرض عقوبات مشددة على كل من يزعمون أنه يتسبب بزعزعة الاستقرار وتهديد الأمن في العراق، وهذا ما يتضح مما جاء في تقرير “معهد راند بول” الأميركي من أن القانون الجديد يدعو الرئيس الامريكي الى فرض عقوبات على اي اجنبي ينوي بشكل متعمد ارتكاب عمل من اعمال العنف له غرض او تأثير مباشر على تهديد السلام والاستقرار في العراق او حكومة العراق وتقويض

العملية الديمقراطية في العراق او تقويض الجهود الكبيرة لتعزيز البناء الاقتصادي والاصلاح السياسي أو تقديم المساعدات الإنسانية إلى الشعب العراقي.

والغريب في الموضوع أن هذا القانون وفقا لما جاء في تقرير معهد راند بول يتضمن دعوة للعمل من شأنها المساعدة في الدفع باتجاه تصعيد مشروع امريكا لزعزعة الاستقرار في ايران، ويمكنه استخدام ادعاءات التدخل الإيراني في العراق لبناء قضية التدخل الشامل في إيران للقيام بعملية عسكرية.

وهذا يعني بالقلم العريض أن أمريكا هي أكبر من يهدد استقرار المنطقة واستقرار العراق بعد ان دمرته، وشلت حركته، وسلطت عليه إمعات ودمى يحكمونه، وأن كل من يقف بجانبها في تطبيق هذا القانون هو خائن خيانة عظمى!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك