المقالات

التفكير في بكرى

1773 2019-12-17

هادي جلو مرعي

 

كل عراقي يمكن الجزم بأنه لا يفكر في بكرى، أو قد يفكر من غير حماس، ويتجاهل الآمال والطموحات والأحلام. مكتفيا بالتفكير في بكرى لأنه يوم لا بد يأتي ليعيشه كغيره من الأيام، شبيها باليوم الذي سبقه.

الطريف إن أيام العراقيين متشابهة،  سواء الماضية، أو التي تليها. يقول الإمام علي"ع": من تساوى يوماه فهو مغبون. فكيف من تشابه عاماه، وتشابهت أيامه كلها، بل ايام السنة كلها، بل العمر كله، حتى قيل: إن العراقي هو الوحيد الذي لايندم حين موته لأنه لايترك برحيله ما يندم عليه في الدنيا، ولامايستحق أن يعيش لأجله.

في العراق تبدو سلوكيات الناس صادمة، وصحيح إنهم يبحثون عن الخلاص والتغيير، ولكن فاتنا أن سلوكتا الجمعي صادم. فالإبتعاد عن القيم والأخلاق والتقاليد الطيبة أوهن المجتمع، وحولته الى غابة، فالحروب والحصارات واليتم والفقر والبطالة والإنفلات الأخلاقي، وإستخدام الدين بطريقة سيئة أنتجت جيلا غير مؤمن بشيء، ويرغب بالتمرد والمشاكسة، وفعل ماهو غير مألوف وصادم بفعل التغيرات الفكرية والنفسية، والإنفعال الوجداني، وهذا الجيل يقرر الخروج عن المحددات، والذهاب بإتجاه تغيير الأوضاع غير المواتية، والتي إنعكست سلبا على المجتمع برمته، ودفعته في سبيل تحقيق الغايات الى متاهة لم يعد قادرا على الخروج منها، ويظل يلف ويلف دون خلاص.

لماذا يفكر الإنسان في بكرى طالما إنه لايأمل في النجاح، وتحقيق الرغبات والآمال، هو يأكل لأنه يجب أن يأكل، ويشرب لأنه يجب أن يشرب، ويمارس الجنس لأنه يجب أن يمارس الجنس، ولكنه لا يشعر بالسعادة، لأن عناصر وجودها في نفسه غير متوفرة، ولا يمكن أن تتوفر تلك الشروط في بلد يلتذ ابناؤه بقتل أسباب سعادتهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
بنت المرجعية
2019-12-17
مع احترامي لكلامك الرائع ولكن الانسان يجد السعاده كنتيجة وليس هدف يستمده من الواقف الماديه السعاده هي احساس ناتج من شعور داخلي بنفسك تحصل على السعاده عندما تقوم نفسك للافضل بمعنى اجاهد نفسك لتكون افضل فتكافئك بسعاده لذلك الوضع الموجود في البلد ليس هو سبب سعادتنا او عدمها وإنما انفسنا التي ممكن ان نقيمها او لا عند ذلك نجد السعادة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك