المقالات

وماذا بعد؟

1706 2019-12-03

أحمد كامل عودة

 

وماذا بعد ياعراق ألم ترتوي أرضك بالدماء؟ ألم يحن الوقت ليهدأ انين الثكالى ولوع اليتامى؟ ألم يحن الوقت ليعم الأمان في ربوعك الخضراء؟ ألم يحن الوقت ليسدل الستار عن المآسي والويلات التي تمر بشعبك المظلوم؟

كل الشعوب والدول تمر عليها مراحل صعبة وازمات عسيرة لكنها تنتهي فيما بعد لتستقر الأحوال عندها، الا انت ياعراق لايكاد شعبك يتنفس بعد مرحلة تقض المضاجع حتى تبدأ مرحلة جديدة يكون فيها الأسوء اكثر سوادا من قبلها، فبعد سنوات مر فيها العراق من الاقتتالات والانفجارات الدموية والتي حصدت الآلاف من الأبرياء حتى دخوله بصراع دام لأكثر من ثلاث سنوات مع داعش عندما احتل ثلث الأراضي العراقية حتى تحقيق النصر المؤزر على يد أبناء العراق الغيارى الذين هبوا شيبا وشبابا لاستعادة الأراضي وفعلا تحقق ذلك بفضل دماءهم وصبرهم وشجاعتهم وقدمت قرابين آلاف الشهداء ثمنا لتحرير الأراضي، وما ان مضت فترة وجيزة حتى دخل العراق بالعديد من الازمات الاقتصادية بشمولها، جراء الفساد المستشري في اروقة الدولة وعدم وجود حلول ناجعة لتلك الأزمات، جعلت حالة من الغليان الشعبي خصوصا شريحة الشباب التي دأبت على مطالبها في إيجاد فرص التعيين بعد توقفها لسنوات وعدم وجود فرص للعمل في القطاعات الخاصة، وتطورت الحالة شيئا فشيئا بسبب عدم توفر أيسر الحلول لهم بالإضافة إلى عدم وجود الحكمة في استيعاب الشباب المطالبين بأبسط حقوقهم في بلد انعدمت فيه أبسط الخدمات، يقابلها ظهور طبقة مترفة من الذين اتهموا بسرقة المال العام، كل تلك العوامل ادت إلى غليان الشارع والخروج بتظاهرات موحدة تطالب بوضع حد لازمات البلاد في بداية تشرين الأول، سرعان ما تطورت لتكون أكثر اتساعا خصوصاً بعد سقوط العديد من المتظاهرين بين شهيد وجريح، وترتفع معها سقوف المطالب لتطالب بتغيير النظام بأكمله ، وازدادت الأوضاع سخونة بعد التلكؤ الواضح من قبل النظام السياسي في العراق وتنفيذ المطالب، إضافة إلى ازدياد حالات سقوط الشهداء ليصل إلى اكثر من ٣٠٠ شهيد حسب احصاءيات مفوضية حقوق الإنسان، وفشلت جميع الخطط الرامية إلى اخماد التظاهرات والمراهنة على عامل الصبر، لكن يبدو الشباب مصرون هذه المرة على عدم التراجع مهما طالت المدة الزمنية ولاشيء يرجعهم سوى تحقيق ما يبغونه دون تسويف او تأجيل، ويستمر معها نزف الدماء ووصول البلاد إلى مرحلة خطيرة للغاية، تتطلب دخول الحكمة والضمير الحي من الطبقة السياسية والتنازل عن الكراسي التي تكاد تحرق العراق بأهله والاكتفاء بذلك، وبدأ مرحلة جديدة وتطبيق نظام جديد يرضى الجماهير التي هي مصدر القرار في العراق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك