المقالات

قراءة في بيان الاستقالة


مقال لكاتبه

 

ليس جديدا ان يستعين الساسة الاسلامويون في خطابهم بآية من القرأن او ان يبتدئوا خطاباتهم بها  لكن علينا ان نقرأ الاية بتمعن لانها لم تأتِ للتبرك وانما لاشارة مهمة ودقيقة فهذه الآية تلخص الخطاب وتربطه بالواقع من منظور عقائدي وتنظر الى المستقبل بروح المؤمن العارف ( وهذه المقدمة ليست مدحا بأحد انها فقط قراءة موضوعية)

اذا عدنا الى بيان استقالة السيد عادل عبد المهدي اليوم ٢٠١٩/١١/٢٩ فهو يبدأ بالاية ( يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) الصافات

ومن المعلوم عند المسلمين ان هذا هو جواب نبي الله اسماعيل لابيه ابراهيم عندما قال له ( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102)

فعادل عبد المهدي يقول ضمنآ ان المرجعية الدينية اليوم قدمته كبش فداء مذبوحا لمصلحة العراق كما قدم اسماعيل ع مذبوحا لمصلحة التوحيد. ويؤكد هذه القراءة ان السيد رئيس الوزراء رفض سابقا الاستقالة من دون تقديم بديل.. لان الامر سيقود الى الفوضى خاصة ونحن نعلم مدى تكالب وتصارع الكتل السياسية التي قادت العراق الى  مستوى كبير من الفساد.. وتجربة الفراغ اللبناني اكبر دليل.. لكن عادل عبد المهدي استقال وبدون بدائل طاعة لابيه.. المرجعية... فهل يأتي النداء  ( وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)

عادل عبد المهدي ذبح سياسيا فهل سيكون هناك له فداء

الكتل السياسية ربما تكون سعيدة بهذا الفداء والبعض لا.. لكن هل هذا هو مطلب الجماهير؟؟؟؟؟

وتبقى حقيقة مخفية هي الشيطان ودوره في هذه العملية كلها طبعا هنا الشيطان هي امريكا التي يراها البعض ويغض الطرف عنها الكثيرون.. ابراهيم ع كان يراه ويرجمه واسماعيل يطلب من اباه افعل ما تؤمر.. لكن هاجر لم تكن ترى وهاجر هي الام العاطفية كتله المشاعر والاحاسيس.. وهذا هو واقعنا البعض يقوده المشاعر والاحاسيس بل الاكثرية.. والكثرية يعلمون بدور امريكا لكنهم لا يرونها مثل الشيطان في قصة ابراهيم عليه السلام

على الرغم من اننا ما زلنا نرجم الشيطان بالحصى كل سنه لكننا لم نتعلم كيف نرجم امريكا بالمواقف..

الرجاء لا تفسروا كلماتي بطريقة انني احول عادل عبد المهدي الى نبي او غيرها من الامور التي يخدع بها السذج من الجهله

هي فقط محاوله توضيح البعد العقائدي للاية القرانية التي استشهد بها الرجل اليوم....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك