المقالات

زينب الكبرى تتحدى الطغاة وتدافع عن الفضيلة

1419 14:06:00 2008-02-16

بقلم: حسن الهاشمي

إن للمرأة مكانة ومنزلة ومقاماً في المجتمع، فهي نصف المجتمع وهي الأم التي تنجب شخصيات وعظماء وأبطالا وعباقرة، وهي التي تقف وراء كل رجل عظيم، وهي المدرسة المعطاء وهي السكن واللباس، وهي الأخت والزوجة والعمة والخالة.

فقد كان للمرأة في صدر الإسلام وأيام الدعوة الإسلامية دور مهم وبارز، فكانت تشارك الرجال في المصائب والنوائب، وفي السلم والحرب، فكانت تضمد الجرحى وتداويهم وتشجعهم وتحثهم على الجهاد والكفاح والنضال، وكانت زينب بنت أمير المؤمنين شريكة للامام الحسين في نهضته المباركة وثورته العملاقة، وقد تحملت مسؤولية التبليغ والإعلام للثورة ووقفت بكل شموخ وإباء مرفوعة الرأس، صابرة، متجلدة، تخاطب قتلة الإمام الحسين وتقول لهم: يا يزيد فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تمت وحينا. فكانت هي المكملة والمتممة لنهضة الحسين عليه السلام، وقد دخلت ساحة الصراع الدائر بين الحق والباطل غير مبالية بالحرب وبأسنة الرماح وقعقعة السلاح وهي التي حفظت عيال وأولاد ويتامى الحسين، وكانت تمرض ابن الإمام علي بن الحسين، وتكلم الرجال حول مصير الأسرى ومواضيع أخرى.فمن حياة زينب نعرف أن مسؤولية المرأة كبيرة لأنها بالإضافة إلى أعمالها المنزلية وتربية أولادها والقيام بواجباتها يجب عليها أن تدخل الساحة وتطالب بحقوقها وحقوق بنات المجتمع وتدافع عن الحق وتتصدى لنشر الإسلام الأصيل ويكون لها رأي في القضايا المطروحة على الساحة.

ونعود لنقول انه لولا دور المرأة البطلة زينب الكبرى في كربلاء لما كان لتلك الدماء الزكية الطاهرة تأثير في نفوس المسلمين، فقد بعثت فيهم روح الشهادة والجهاد والنصرة لدين الله والانتقام لدم سيد الشهداء وصحبه الأخيار، وخير دليل على ذلك ثورة التوابين وثورة البطل المختار بن أبي عبيده الثقفي وثورة زيد بن علي وغيرها من الثورات ضد الباطل والمنحرفين والطغاة.

فالمرأة المسلمة هي جزء لا يتجزأ من المجتمع وهي نصفه الأحلى المفعم بالعاطفة والحنو والمشاعر ولولاه لأضحت الحياة جافة ومعقدة لا حراك فيها ولا عطاء ولا تطور، يجب ان يكون لها دور في الأمور السياسية في البلد سواء من خلال الجمعيات النسائية او من خلال المشاركة في الانتخابات والتمثيل في مجلس النواب او المجلس البلدي او مجلس الوزراء، ومن خلال المشاركة في الندوات الثقافية والاجتماعية والسياسية أو من خلال التعليم والتدريس وغيرها من النشاطات، كل ذلك مع الالتزام الكامل بالحجاب الإسلامي والحشمة والعفة والحياء والابتعاد عن المحرمات والاختلاط غير المشروع.

المهم أن تؤدي دورها الريادي المطلوب في نشر الفضيلة وتربية الأجيال المؤمنة بالمسيرة الحسينية الرائدة التي تأبى الظلم والظالمين وتكرس القيم والأخلاق في المجتمع الإسلامي، فقيمة ومقام المرأة يكمن في الحفاظ على عفتها وكرامتها وتلبليغ الرسالة في أوساط الجماهير، ولولا هذه الأهداف التي تتدثر بها المرأة المسلمة لأصبحت ألعوبة بأيدي الطامعين أصحاب الغرائز الحيوانية الذين لا يهمهم من المرأة سوى جسدها والجنبة المادية فيها وهذا ما سيؤول بها إلى الإنحطاط والإسفاف وبالتالي ضياع المجتمع تحت حراب النظرة المادية المقيتة، فالحياة عقيدة وجهاد وموقف هذا ما أثبتته زينب الكبرى في كربلاء، وكل من يسير على هذا المنوال فإنه يرتقي لا محالة مدارج الكمال في الدنيا والآخرة...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك