المقالات

الحنين الى تلك السنين

1292 2019-11-25

هادي جلو مرعي

 

الحنين ليس هواية، هو جزء من حالة التعبير عن الرفض. رفض الحاضر المتفرد بعبثيته، وسوء سلوكه وعنجهينه، وكم الحقارات التي يحتفظ بها، ويرميها على رؤوسنا الخاوية إلا من تفكير مزعج، وصراخ لاينقطع ويدوم كأنه ملازم لنا، وعلى وفاق، بينما هو غير ذلك في الحقيقة. فليس له في خواطرنا من أهمية سوى إنه دكتاتور متجبر.

 الذين لايحبذون الحاضر لايحنون الى الماضي فقط بوصفه جميلا، ولكنه كان متاحا لهم فيه أن يعبروا عن رغباتهم وأمزجتهم، ولأنهم أبدعوا فيه ما لم يعودوا قادرين على الإتيان به، فالحاضر نتاج مراحل مرت، ولكنه حاضر زاخر بالمزيد من الإبداع والعبث والفن الهابط والسخافات التي يطلقها قياصرة الغناء الجدد الذين يوهمون العقل الجمعي التافه إنهم ممثلوه وقادته الى الرومانسية المتجددة.

الممثلون كذلك، والفلاحون وكناسو الشوارع والمهندسون والأطباء والشعراء ورجال الدين والعاهرات وبنات الليل، وكل صاحب مهنة شريفة وعفيفة وسخيفة ووسخة ونظيفة. الجميع يحن الى الماضي، والبعض يحن الى الجلاد، والبعض يحن الى كم النفايات التي في رأسه، والبعض يحن الى أشياء سيئة، ولكنه يتصورها أجمل وأكمل، ولكنها في الحقيقة غير ذلك، فالماضي لم يعد يكلفنا أسئلة، ولا إلتزامات ولاقيودا، ولايتطلب منا أن نقدم المال. هو مجرد شيء عبر، وصار ذكرى، بينما الحاضر قد يكون جوعا، أو كارثة، أو فضيحة، أو حربا، أو نكاية، أو نفاقا، أو موتا يوميا، أو صراعا دائبا لانتحمل تكلفته، ولانقوى على تبعاته وعواقبه، ونحن نميل الى الأسهل، والأقل تكلفة من كل شيء.

حن وآنا أحن

وأنحبس ونه ونمتحن

مرخوص بس كت الدمع

شرط الدمع حد الجفن

جفنك جنح فراش غض

وحجارة جفني وماغمض

يل تمشي بي وية النبض

روحي إعلا روحك تنسحن

هذه من روائع مظفر النواب الذي يحن الى ماض راح ولن يعود. ماض من العذابات والوجع، لكنه وجع مرخص له لأنه وجع لم نعد نتحسسه كما كان، بل لأننا ألفنا وجعا مختلفا.

وسواء قادنا الحنين الى الماضي، أو كبلنا بقيود من الوجع، فنحن لانستطيع تغيير شيء، ونبقى نلف وندور وحسب.

ـــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك