( بقلم : حيدر شامان الصافي )
يجوب بنا القارب في بحر الجود والكرم والهدايه بحر الامام الحسين بن علي (عليهما السلام) ،بحر شواطئه الرضا الالهي ،ومكنوناته تمخضت من التقاء النبوه والامامه فخرج منها اللؤلؤ والمرجان ليٌزيّنا جيد الزمن من الخطوه الاولى الى اول خيط للفجر المرجى،بحر انطلق من محراب الفجر حاملا هام الرسالة،ليوصله الى عرصة كربلاء العبقه نحراّ زكيا .
ان بحر الرحمه هذا محتاج الى غواص قلبه مملؤ بنور انساني سليم ليسبر اغواره ويغوص في اعماقه ليلتقط ما استطاع من جواهره ودرره لينير درب الجاهليه المبرمجه . ففي عاشوراء تجلى الدم بابهى صوره ليعلن عن انتصار الحق والعدل وانبثاق الحريه واندحار الباطل والظلم وجميع اشكال العبوديه والهمجيه والقبليه ،وفي عاشوراء كتب الحسين العظيم سيناريو وحوار العشق الالهي المقدس بعد ان جعل من السيوف اقلاما ومن الدماء مدادا ومن القلوب المؤمنه صحفا فتالقت كلماته على شغاف القلوب التي لاتخمد حرارتها الى قيام يوم الدين .ومن هنا نقرأ على صفحات عرصات كربلاء أي كلمه ارادها الحسين(ع) ان تعلو بدمائه ودماء اهله واصحابه ...فلم تكن نهضته ضروره دينيه حسب.. بل هي ضروره انسانيه .. ارادها انشوده على شفاه الانسانيه .. وصوره على جبين العالم.. وقمه تلوذ بها سفوح الاباء ما اخلق الزمان وما تقادمت السنون ، لانه لم يخرج اشرا ولابطرا ...وانما لطلب الاصلاح المفعم بالاباء .. هذا هو سبيل الله الذي احتضن تلك الدماء الزواكي والاجساد الطواهر ...راسما لكل احرار العالم اقوى رفض في تاريخ البشريه حينما اطلق تلك الكلمات (اني لاارى الموت الا سعاده والحياة مع الظالمين الا برما ) اراد لكلمة الله ان تعلو ......
ولان صورة تلك التضحيات تجعلنا نذرف الدموع ونلطم على الصدور ونمشي ونزحف الى ابي الاحرار فاننا مطالبون اليوم بان تكون دموع مواساتنا ودموع حزننا اكثر طهاره واكثر نقاوه ..وان نتصور صورة الحسين (ع) وهو يرمي بدمه الطهور نحو السماء ويخضب شيبته المقدسه وثيابه بذلك الدم الزكي وان لاتغيب عنا اثار المصيبه العظيمه لكي لانفقد طعم عاشوراء ونعمة عاشوراء ، فلا بد من تهذيب وتشذيب لكثير من تصرفاتنا في رحاب الذكرى المؤلمه والرزيه التي عظمت في السماوات والارض ولننظر الى انفسنا نظرة تامل نظرة مقارنه مع اصحاب الحسين وانصاره الذين لبسوا قلوبهم فوق دروعهم وذبحوا شهواتهم امام انظار العباد وتوجهوا يفتشون عن الموت في ساحة الوغى حتى وقعوا عليه واردوه قتيلا وخلدوا ......
https://telegram.me/buratha