المقالات

كونفدرالية بطعم التظاهر..!  


علاء الخطيب

 

طالب  السيد مسعود بارزاني بالكونفدرالية  كالتفاف على مطالبة العراقيين بتغيير الدستور،  وهي عملية تحايل ورفض  لتغير الدستور وإحراج الطبقة السياسية المتواطئة معه أصلاً  امام المتظاهرين . فهي مقايضة ومساومة مفضوحة.

قد لا يعرف البعض منا معنى الكونفدرالية ولماذا يطالب بها البارزاني . 

الكونفدرالية هي اتحاد دول مع بعضها لاسباب اقتصادية او عسكرية ، على ان تحتفظ كل دولة في الاتحاد بسيادتها وعلاقاتها الخارجية وتمثيلها في المنظمات الدولية  كالأمم المتحدة والاتحاد الاوربي وغيرها . 

والكونفدرالية إطار ليست له  هوية وطنية او مدنية   فارتباط الدول بالاتحاد الكونفدرالي محدود ولا يكاد يتجاوز التصويت على المعاهدات والاتفاقيات المنظمة.

فهو انفصال بطريقة اخرى  ، اي ان  اقليم كردستان لا يكون  جزءاً  من العراق باعتراف  ومباركة عراقية . 

ومعنى ذلك هو ان تقوم بغداد بالاعتراف بدولة السيد  البارزاني بشكل رسمي وتمنحه حق الدولة بكامل امتيازاتها ، مقابل ان يوافق السيد مسعود على تغيير الدستور ، أي ما لم يحصل عليه بالاستفتاء سيحصل عليه  بالحيلة والإيهام .  

لقد فشلت كل التجارب الكونفدرالية في العالم  كالتجربة الجرمانية والأمريكية والسويسرية ، لانها تجربة تمزق الشعوب  وتلغي مفهوم الوطن والهوية  والانتماء  والشعب ، كما انها لا توفر اي قوة للاتحاد،  ويكون عرضة للاختلافات والصراعات فهو نظام مشلول  . 

ومن مساوئ النظام الكونفدرالي  هو توزيع السيادة وغياب القرار السياسي الواحد .

كما ان فشل النظام الكونفدرالي يؤدي الى  أزمات سياسية كبيرة والعراق في غنىً عنها  .

ولعل اسوء تجربة   لتوزيع السيادة  في الوقت الحاضر هي التجربة البلجيكية ، هذا البلد الذي تتنازعه قوميتان هي الفلامون  الهولنديين والوالون الفرنسيين ، فقد نشبت بينها صرعات سياسية شلت البلد لفترات طويلة ، ففي العام 2007 بقي البلد بلا حكومة لمدة تسعة أشهر وفِي العام 2010  نشب صراع سياسي  جعل البلد بلاحكومة لمدة سنة ونصف ، حتى تعالت الأصوات  بالانفصال . 

ان الكونفدرالية التي يطالب بها البارزاني هي فخ جديد يريد ان يوقع العراق فيه وهي بذات الوقت توفر له الفرصة  بالبقاء بالسلطة وجعل الشمال العراقي مملكة خاصة به.

ان هذه المساومة  والابتزاز الذي يقوم به البارزاني هو لتقويض الدولة العراقية والإجهاز على ما تبقى منها و خلق مشكلة مستدامة ، فهو لا  تعنيه مطالب العراقيين ومعاناتهم  ، كما ان هذه المعاناة والمطالبات لا تخص الاكراد باعتقاده ، بل هي  مطالب العراقيين الشيعة لزعمائهم ، باعتباره دولة اخرى ، ان هذا النفس في التعامل مع قضايا الوطن  لا يمت بصلة للهوية الواحدة  ولا يخدم العراق كدولة ،ويجب ان يكون هناك موقف صلب وموحد  من العراقيين تجاه هذا التعامل اللامسؤول من قبل البارزاني  بالنسبة لقضايا البلد المصيرية ، فالعراق هو عراق الكرد والعرب والسنة والشيعة والتركمان والمسيح والايزيدين والشبك  وكل المكونات  ، فلا يمكن لاحد ما دام تحت هذا الإطار ان يتخلى عن مسؤوليته . 

لقد انتفض المتظاهرون العراقيون  على الفساد ولم يميزوا بين الفاسدين  فهذا التظاهر ضد الفاسد الشيعي كما هو  ضد الفاسد السني والفاسد الكردي ، فكلهم في الفساد سوى، ولا احد فوق الشبهات أو معفى من المسائلة.

ـــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك