بقلم : سامي جواد كاظم
لا حصر للامثلة على شخصيات مفكرة تقحم نفسها في مجالات تعتقد انها تفهمها ولكن سرعان ما يظهر جهلها بهذا المجال الذي اقحمت نفسها فيه وذلك من خلال كتابة جملة واحدة تكون مفعمة بجهالة هذا المفكر فكيف الحال اذا كتب مقال والاتعس عندما يؤلف كتاب .
رشيد الخيون الذي له اطلاع واسع بالتاريخ الاسلامي عامة والشيعي خاصة وجدته في كثير من كتاباته يقحم نفسه في مواضيع هو الجهل بعينه ولا اعلم لماذا لايدقق في المعلومة التي يكتبها او يطعّمها في كتاباته والتي تكون ملك قارئها وليس ملكه اذا ما نشرت .
في جريدة الشرق الاوسط الصادرة يوم الاربعاء 13/2/2008 كتب مقال تحت عنوان ( انصار المهدي هزيمة العقل البشري ) تضمن هذا المقال الغث والسمين الا ان غثه قاتل لا يمكن له ان يصدر من كاتب كبير مثل رشيد الخيون ولكن لكثرة شطحاته وزلاته ستكون في المستقبل صفة ملاصقة لكتاباته حقيقية وليست مجازية .يقول الخيون في مقاله هذا ( وكان صادقا اخر السفراء ( للمهدي اربعة سفراء ) عندما اعلن الغيبة الكبرى بانقطاع الامام الابدي عنه ( 329هـ ) لوفاته مثلا ) .
اقول للخيون ماذا قصدت بكلمة بانقطاع الامام الابدي عنه في حين نص العبارة التي قالها السمري (رض) قبل وفاته هي " ولا توصي الى احد فيقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور الا بعد اذن الله تعالى ذكره " فاين معنى هذا عن ما ادعيت يا خيون ، ومن ثم تقول لوفاته مثلا وفاة من تقصد ؟ ان كانت وفاة السمري فلا تكون مثلا بل حقيقة وان كان قصدك غير ذلك فالمعنى مبهم ويحمل في طياته مساوئ لايحق لكاتب مثلك ان يقترفها .
ثم يقول ( وما كان للقوى الدينية الحالية وهي الجاهدة لتكريس الخيالات ان تتحدث عن انحراف ( انصار الامام المهدي ) ... ولو كانت في المعارضة بل لجعلتها ثورة ضد الظلم ) اسال الاخ الخيون هل هنالك جماعة ادعت كما ادعى اليماني سابقا وجعلته المعارضة ثورة ضد الظلم ام ان كلامك هذا اشبه بالمقبلات التي تمنحها المطاعم مجانا حسب ادعائها والحقيقة هي بثمن مع وجبة الطعام فتذكر انت مثل ذلك في كتاباتك ، كما وان الافضل لك ان توضح الخيالات التي تكرسها هذه القوى الدينية افضل من جعل الكلام عمومي لانه سيكون مرده عليك .ثم يقول ( فكرة المهديين الاثني عشر من ظهر المهدي ) عبارة مبهمة ودليل يحمل في طياته كل التفسيرات من جهل وسوء نية وانتقاص عقيدة وما الى ذلك ما يمكن تنسيبه الى كاتبها ، من هم الاثني عشر من ظهر الامام المهدي ومن اين لك هذه المعلومة والتي حالها حال المعلومات التي تقحم نفسك في ذكرها بين ثنايا سطور كتاباتك يا خيون .
وهنا في هذه العبارة التي تستحق وقفة طويلة ولكني ساحاول ان ارد بشكل مقتضب عليها يقول الاخ الخيون ( فيما انبرى حاصل على الدكتوراه في علم الاحياء تأكيد حياة المهدي بعد غياب اكثر من الف عام عبر البرهنة على قدرة الخلية من البقاء حية طول مئات السنين .....ثم يقول ان المهدي عقيدة لا تدخل المختبر ! اضافة الى ما يوحي به المقال من استخفاف بالعقل البشري )
اولا اود سؤال الاخ رشيد الخيون هل تؤمن بوجود واجب الوجود ام لا ؟ ان كان جوابك لا هنا ينتهي النقاش في هذا الصدد لان منحى النقاش يتخذ شكل اخر في اثبات وجود الله ، وان كنت مؤمن بوجود الله عز وجل هنا تاتي عدة اسئلة ، ماذا تفسر عدم احتراق النبي ابراهيم (ع) في النار بالرغم من ان العقل يرفض ذلك ؟ ماذا تفسر بقاء يونس (ع) في بطن الحوت والعقل يرفض ذلك ؟ ماذا تقول في عمر الخضر عليه السلام وبقائه على قيد الحياة بعمر اكبر من المهدي (ع) والعقل يرفض ذلك ؟ ماذا تقول في عمر نوح عليه السلام واصحاب الكهف وعزير وكلها ترفضها العقل ؟ ماذا تقول لكثير من الحالات العلمية التي يعجز عن تفسيرها العقل اليوم هل هي خرافة اذا ما لم يستطع العقل من حل الغازها ؟ فليس كل ما يدركه العقل هو حقيقة وكل ما لا يدركه هو خيال واما اعتمادك على العقل فهذه فلسفة تجريبية اخذت حيزها في وقتها ومن ثم فشلت .،ففي الوقت الذي كان فيه الوصول الى القمر خرافة اصبح الان امرا ميسورا وعلميا وعمليا ، بالرغم من اطلاعك على كثير من الكتب التي تتحدث بهذا الشان انصحك ان تقرأ كتيب صغير للسيد محمد باقر الصدر ( قدس) بعنوان "اسئلة حول المنتظر" لكي تزيل الغشاوة من على عقلك قبل عينك .
وهنا في هذه العبارة نستدل على قصر التفكير للخيون في هذه المسالة حيث يقول ( نتفهم جيدا لماذا يسخر المحقق الايراني من استفسار الاسير العراقي عن مدى اسره بالقول "" حتى زهور [ ظهور ] المهدي "" ! وذلك للهبوط به الى ادنى الياس ) ، هذه العبارة ان دلت على شيء فانما تدل على حال الكاتب وتوجيه تفسير الشيء حسب اهوائه ، فان جواب المحقق للاسير هو مجهولية موعد الافراج كما يجهل موعد الظهور وليس كما فسرتها انت ياخيون ومن ثم من اين لك هذه المحاورة بين الاسير والمحقق ؟ وتعقب جنابك باعتبار جواب المحقق هو الياس ومن قال لك ان ظهور الامام المهدي (ع) ميؤس منه ؟ الا في عقلك .
وحتى يعبر عن ما موجود في نفسه من غرائز يقول ( بينما مؤيدو الثورة الاسلامية بهتفون في الطرقات " مهدي بيا " يامهدي اخرج !) لا اعلم ماذا يضير الكاتب ومن على شاكلته اذا ما نادى احد يامهدي اظهر لنا ؟!!واخر طامة ذكرها الخيون هي ( عندما كثر الجدل حول ادعاء ابي الطيب المتنبي ( ت 354هـ ) النسب الى الامام المنتظر " الملاح، المتنبي يسترد اباه "وكان لابي الطيب اكثر من دليل مؤيد لادعائه ) اقول للخيون اذا كان الاحياء لم يسلموا من طعنك في معتقداتهم فمن السهولة جدا تنسيب الاكاذيب على الاموات ، اولا ان المتنبي لم يدعي نسبه للامام المهدي (ع) ولكن طالما انك تبحث عن قشة لمحاولة تثبيت ما تتدعي فلم تجد ضالتك الا عند الكاتب المسيحي عبد الغني الملاح في كتابه المتنبي يسترد اباه والذي هو عبارة عن ادعاءات هذا المؤلف المسيحي وليس ادعاء المتنبي بنسبه وطالما ان الخيون والمسيحي في الهوى سوى فمن الطبيعي ان تكون كتابات وادعاءات المسيحي تروق للخيون ، وثانيا المعلوم ان الشعر يمكن له ان يفسر عدة تفسيرات ولا يعلم تفسيره الدقيق اقول الدقيق الا كاتبه او من عايشه فالتفسير والتحليل الذي اعتمده الكاتب المسيحي عبد الغني الملاح في اثبات ادعائه هو ان المتنبي كان اباه سقة وانه دخل مدارس الاغنياء وكيف يكون ذلك الا لمن هو اباه رجل غني ومعروف ومضيفا الى ذلك بعض الابيات الشعرية للمتنبي فاستدل بها وكذب على المتنبي بتنسيب الادعاء له بانه ادعى ابوة الامام المهدي (ع) له .
لرشيد الخيون كتاب اسمه طروس من تراث الاسلام عبارة عن مجموعة من المقالات وتحت عنوان كل مقالة يضع حديث ولاذكر واحدة منه لتكن شاهدا على اعتماده على اقول غير صحيحة او ضحلة ففي كتابه طروس من تراث الاسلام وفي ص 54 وتحت عنوان المقال ( المسلمون في اوربا معاكسة الليبرالية ) استشهد بالقول التالي تحت العنوان ( ان طعام الانكليز نجس فلا يجوز مؤاكلتهم ) .
تخيلوا من قال هذه المقولة قالها لاجئ في لندن وكم اتعب نفسه الخيون للحصول عليها وما هو المستوى العلمي لهذا اللاجئ في كلامه هذا وهل يستحق ان يستشهد به في كتابة مقال ، هذا كله يشير وبوضح الانحراف الفكري الذي يعيشه الخيون ، والا كاتب كبير مثله ما كان ينبغي له الاعتماد على هكذا اقوال وضيعة .
https://telegram.me/buratha