المقالات

تجربة ستة عشر عاما

1035 2019-11-03

هادي جلو مرعي

 

هذا هو الذي حصل، وربما دون إتفاق، فالحوادث الكبرى تصنع أتفاق الناس تلقائيا حتى وهم في بيوتهم دون الحاجة ليجتمعوا ويقرروا. فحين تهاجمهم الطبيعة، وحين تتسلط عليهم الأنواء، فيسقط مطر غزير يغرق البيوت والشوارع، ويقتل الزروع والمواشي، ويخرب الدروب، وحين ينزل من اعالي الجبال غبار وركام من الرمل الأسود فيهدد الحياة، وحين يحدث زلزال عظيم يدمر كل شيء، وحين تفيض الأنهار، وتحترق الغابات، وحين يهاجم تسونامي، لايعود الناس بحاجة الى مواقع تواصل إجتماعي، ولا الى تلفاز وإذاعة، ولا لتحشيد ودعوات صاخبة ليصنعوا ردود أفعال، بل يكون عملهم الرد المباشر، والتحرك لدرء الخطر، ولمواجهة التحدي، وتقليل الخسارات.

في الحالة العراقية، وعلى مدى ستة عشر عاما كان ممكنا الجمع بين الرؤيتين، القائلة بالتحضير والتحشيد للرد، والقائلة بالا حاجة لكل ذلك على غرار ماذكرنا من حوادث الطبيعة. فقد عاش المواطنون في بلدنا تراكمات الحروب والحصارات والموت والسجون والغربة والتهجير والنزوح والطائفية والفساد والبطالة والتهميش وغياب الرؤية واللامبالاة السياسية بأوضاع الناس ومعاناتهم وقرفهم من عيشتهم المرة دون أن يلتفت إليهم أحد بعد أن غرق الساسة بالنزاع والمنافسة وجني ثمار العمل السياسي المنفصل عن واقع المجتمع.

كان الساسة يخوضون في المنافسة الفاسدة على المناصب والأموال والنفوذ والتحكم بالقرار، بينما كان الناس يخوضون في الحرمان والمرض والدماء، وما سببه العنف والإرهاب الأعمى لهم من ويلات، فلا الساسة إنتبهوا من سكرتهم، ولا الناس تخلصوا من عذاباتهم بمرور الوقت حتى حدث الإنفجار العظيم الذي نعيشه اليوم.

فالجميع غاضب، وراغب في التظاهر ومنزعج ممايجري من حوله، ويشعر باليأس والإحباط، ويريد إقتلاع كل شيء من جذوره لأنه لم يعد مستعدا للمطاولة، ولا للإنتظار غير المنتج. الجميع يريد التغيير، وهناك رغبة في تحقيقه مهما كان الثمن. نحن في قلب العاصفة، وأمامنا المزيد من التحديات والمصاعب. ساعد الله العراقيين على تجاوزها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك