المقالات

خسرتم القلوب فخسرتم المعركة

1321 2019-11-02

هادي جلو مرعي

 

سهل جدا التفريق بين التظاهرات بوصفها فعلا شعبيا جامحا نتج عن حرمان كبير عاناه الشعب، وإهمال غير مبرر من منظومة الحكم لهذا الشعب ماأدى الى أن يتحول الى مارد لاتنفع معه اساليب الترغيب، ولاالترهيب، وبين التظاهرات بوصفها فعلا نتج عن مؤامرة، وتحضيرات خارجية مطولة. لكن هل ينفع الحديث عن نظرية المؤامرة؟ بالطبع لا، وسيواجه من يتحدث بالأمر بسخرية وإستهجان وقد يهان. فلو قلت ذلك لقيل لك: ولماذا تركونا لنكون جزءا من مؤامرة؟ هذا يعني إن الذين خرجوا الى التظاهر، وهم فئة إجتماعية كبيرة هم جزء من المؤامرة، وبالتالي فالمؤامرة صارت رغبة شعبية، وهناك حجب للإسماع عن سماع كل تبرير وشرح. بل وإن هناك من لم يعد يقبل بالحلول التي تقدمها الحكومة، وهناك عدم ثقة كاملة، وهناك إنسداد في الأفق السياسي، فماهو الحل؟

خسارة القلوب مشكلة تحدثنا عنها طوال خمسة عشر عاما عبر التلفاز لمئات المرات، وعبر آلاف الأعمدة الصحفية، قلنا لمرات: لاينفع هذا الأسلوب في الإدارة، ولاإهمال الشعب بهذه الطريقة، ولا أن ننشغل بالقتال والنزاع والمنافسة عنه فأصبحنا مثل أب يكرس وقته للعمل، ويهمل اسرته الى ان يكتشف أنها خرجت عن المسار الذي يتوخاه ويريد، ولايعود قادرا على إستعادة الأسرة. هكذا يبدو حال النظام السياسي الذي نسي الشعب ومافيه من أمزجة وأهواء وأحلام ورغبات، وظل يريد منه أن يفكر برد الدين لمن عاشوا محنة التجربة، وواجهوا التحديات الماضية، ونسي إن الشعب هو أجيال تترى وتنسى وتفكر في المستقبل. فلافضل لأب حين يطعم صغاره، ولكنهم حين يكبرون تترتب عليهم إلتزامات مماثلة للتي يؤديها ذلك الأب عندما يكون الأبناء صغارا.

تجاهلتم طموحات الشباب، وإن الشعب ليس شكلا واحدا من الدين والمذهب والعرق والفهم والثقافة والنظرة الى الحياة، فمن يقد دولة يجب أن يلتفت الى إن فيها الوعاة والرعاة والدعاة والجياع والشباع والمرضى والأصحاء والفقراء والأغنياء، وفيها الجامح وفيها الطامح وفيها الساخط وفيها الراضي، وكل هولاء بحاجة الى من يبتكر الأساليب لإرضائهم وإشباعهم وإلا ثاروا عليه وكرهوه، وتمنوا الخلاص منه.

خسرتم القلوب، فخسرتم المعركة.

ــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك