المقالات

ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ...


ﻇﺎﻓﺮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ

 

ﺣﻴﻦ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﺘﻨﺔ ﻗﺘﻞ ﻋﺜﻤﺎﻥ، ﻛﺎﻥ ﻷﻣﻴﺮ ﻛﻞ ﺧﻴﺮ ﻛﻼﻡٌ ﻫﺬﺍ ﺑﻌﻀﻪ :

‏( . . . ﻭَ ﺃَﻧَﺎ ﺟَﺎﻣِﻊٌ ﻟَﻜُﻢْ ﺃَﻣْﺮَﻩُ : ﺍِﺳْﺘَﺄْﺛَﺮَ ﻓَﺄَﺳَﺎﺀَ ﺍَﻟْﺄَﺛَﺮَﺓَ، ﻭَﺟَﺰِﻋْﺘُﻢْ ﻓَﺄَﺳَﺄْﺗُﻢُ ﺍَﻟْﺠَﺰَﻉَ . ﻭَﻟِﻠَّﻪِ ﺣُﻜْﻢٌ ﻭَﺍﻗِﻊٌ ﻓِﻲ ﺍَﻟْﻤُﺴْﺘَﺄْﺛِﺮِ ﻭﺍﻟﺠﺎﺯﻉ . . . ‏)

ﺃﺩﻫﺸﺘﻨﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻮﺟﺰﺓ ﻓﻲ ﻭﺻﻒ ﺣﺎﻟﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ . ﻓﺎﻻﺳﺘﺌﺜﺎﺭ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ . ﻭﺍﻟﺠﺰﻉ ﻫﻮ ﺍﻟﻬﻤﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﺭﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺑﻼ ﻃﺮﺡ ﺑﺪﻳﻞ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ﻭﺍﻟﺤﺮﻕ . ﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺎﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ! ﺑﻞ ﻟﻴﺖ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻛﺎﻟﺒﺎﺭﺣﺔ .

ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻟﻒ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻳﺸﻌﻞ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﻳﻨﺘﻈﺮ ﻗﺘﻞ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻟﻴﺄﺧﺬ ﻗﻤﻴﺼﻪ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻛﻒُّ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻓﻴﻌﻠﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠﺤﻤﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﻛﻒ ﺃﺑﻲ ﺗﺮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﻴﺺ ﻋﺜﻤﺎﻥ . ﺑﻘﻤﻴﺺ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺟﻴّﺶ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﻟﻘﺘﺎﻝ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺑﻨﻰ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺠﻮﺭ ﺍﻷﻣﻮﻳﺔ .

ﻟﻴﺖ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ، ﻷﻥ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺃﻟﻒ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﻭﻻ ﻋﻠﻲٌ ﻭﺍﺣﺪ . ﻭﻟﻜﻲ ﻻ ﻧﺸﻴﻊ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻓﻠﺪﻳﻨﺎ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻣﻨﻬﺠﻪ . ﻳﺘﺒﻌﻪ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻭﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﺇﻟﻴﻬﻢ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻷﻣﺔ . ﻭﻟﻦ ﺗﺴﻘﻂ ﺃﻣّﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺤﻖ .

ﻟﻘﺪ ﻟﻘﺤﺖ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﻭﺭﺛﺔ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﺭ ﻗﻤﻴﺺ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻏﺎﺭﻗﺎً ﺑﺎﻟﺪﻣﺎﺀ ﻟﻴﻄﻠﺒﻮﺍ ﺑﺜﺎﺭﻩ . ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻟﻜﻞ ﺟﻨﻴﻦ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﻳﻦ، ﻓﻠﻬﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺯﺍﻧﻴﺎﻥ ﻫﻤﺎ :

ﻓﺎﺳﺪﻭ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﺃﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻌﻬﺮ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻭﺍﻟﺴﺮﻗﺎﺕ .

ﻭﻣﻄﺎﻳﺎ ﺻﻬﺎﻳﻨﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ .

ﺑﻬﻤﺎ ﻟﻘﺤﺖ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻓﻲ ﺭﺣﻢ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻫﻤﺎ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﺭ ﻭﻻﺩﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻘﻴﻂ . ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺇﺟﻬﺎﺽ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﻭﻭﺃﺩ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺑﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﻭﻓﻀﺢ ﻃﺮﻓﻴﻬﺎ ﻭﺇﻳﻘﺎﻉ ﺣﺪ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ .

ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﻋﺒﻴﺪ ﺃﺻﻨﺎﻡ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺟﻤﻬﻮﺭﻫﻢ ﺍﻟﻤﻐﻠﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻠﻪ ﻟﻘﻮﻝ ﻛﻞ ﻧﺎﺻﺢ ﻭﻣﺤﺬّﺭ . ﻭﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻃﻴﻠﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ‏( ﺍﺳﺘﻀﻌﺎﻓﺎً ﻟﻜﻞ ﺻﻮﺕ ﻳﺪﻋﻮﻫﻢ ﻟﻠﻬﺪﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺍﻩ ‏) ﺃﻧﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻼﺀ ﻭﻣﻤﻦ ﻻ ﻧﺎﺻﺮ ﻟﻪ ﻭﻻ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﻭﻧﺤﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻚ ﻣﺎﻻً ﻭﻭﻟﺪﺍ . ﻭﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺮﻣﻮﻥ ﻛﻞ ﻣﻘﺎﻃﻊ ﻟﻠﺰﻭﺭ ﻭﺧﺪﺍﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺑﺄﻧﻪ ﻫﻮ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺑﻤﻘﺎﻃﻌﺘﻪ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ . ﻓﻬﺎ ﻫﻢ ﻓﺎﻗﺪﻭ ﺍﻟﺒﺼﻴﺮﺓ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺘﻬﻤﻮﻥ ﻣَﻦ ﻳﺤﺬّﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻤﻴﻞ ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﻳﻦ ﻭﻣﻤﻮﻟﻴﻬﻢ . ﻣﻨﻬﺞ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻴﻨﻬﺎ .

ﻣﻨﻜﺮﻭ ﻭﺟﻮﺩ ﻓﺘﻨﺔ ﻫﻢ ﺍﻟﺴﺎﻗﻄﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻣﺸﻌﻠﻮﻫﺎ ﻭﻣﻄﺎﻳﺎﻫﻢ .

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك