المقالات

مطالبة بفرز المواطن العراقي الأصلي عن غير الأصلي بفحص(DNA )


الروائي صباح مطر

 

فكرة تحاصرني منذ زمن لكنني أخرت البوح بها إلى أن تتضح بعض مصاديقها علناً وبوضوح لا يداخله لبس أو إلتباس وإني لأعلم يقيناً بأن الكثيرين  سيقولون قد أصاب صاحبنا الخرف وسيهزأ بي آخرون ولا غرابة في الأمر فهكذا هو حال الأفكار الصادمة وحال أصحابها وبما أن العرب يقولون ان المستحيلات ثلاث ( الغول والعنقاء والخل الوفي ) وأنا الآن أضيف في طرحي هذا مستحيلاً رابعاً أو وهماً أو قد يصفه البعض خرافة:

كان عدد سكان العراق قبل الفتح الإسلامي يقرب من (٧) ملايين انسان جلهم من غير العرب ولرب قائل يقول كيف يكون ذلك وأين ذهب المناذرة ودولتهم ؟، لكن الحقيقة التأريخية تقول ان المناذرة كانوا عرباً غير أن رعاياهم لم يكونوا من العرب المهم ان العرب المسلمون فتحوا العراق والفتح في أحد معانيه الحديثة هو الاحتلال بدليل أنهم دخلوا العراق ونشروا الاسلام ولم ينسحبوا بل استوطنوه حتى قال قائلهم( العراق بستان قريش ) .

العرب الذين دخلوا العراق قادمين من جزيرتهم هم في غالبيتهم من البدو الغزاة يأنفون كل أنواع العمل وارزاقهم تأتي من قوائم سيوفهم وهم يغزون وينهبون وقد شرعنوا خصلتهم هذه بالاسلام حين دخلوه تحت يافطة الفتوحات.

أما سكان العراق الاصليين فهم السومريون المعرفون بالجدية وحب العمل، السومريون صناع حياة، صناعيون ومزارعون وتجار وفنانون اضافةً لكونهم مسالمون وديعون لا يحترفون الغزو ولا يقتلون ولا يسرقون ولا ينهبون ولا يعتدون وأهل دين وعبادة بحسب ملتهم .   آخر ملوكهم كان ( أبي سن) اسره العيلاميون ليبقوا ومن ذلك الحين يعيشون على هامش التأريخ والى اليوم يحاصرهم الغرباء ويضيقون عليهم عيشهم ويمسخون هويتهم وها نحن أحفادهم نعيش تحت وطأة ذات المعاناة ومن نفس الاعراب الحفاة الذين دخلونا بعمائهم الملتفة على أدمغة لا تحوي غير عقول لا تحمل من الهم غير ما يطلبه النثيل والمعتلف وقد يعترض معترض مستشهداً بأسماء امبراطوريات ودول أقاموها وحتى وإن كان الجواب بنعم يبقى ان ما بهذه المسميات من حضارة لم يصنعها العرب ولكن أقامها وأنشأها الموالي وهم من غير العرب .

ولكي لا يطول بنا الحديث أكثر فإنني كنت أستهجن ما معمول به في دولة الكويت من تقسيم لسكانها بين كويتين وبدون أي بدون جنسية كويتية أصلية وتكتفي السلطات بمنحهم بطاقة خاصة على أنهم من غير أهل البلاد أما الآن فأنني أرى بذلك أنه عين الصواب في مجتمعات مثل مجتمعاتنا ودول كدولنا.

ونحن في العراق وفي جنوبه بالذات كان من الصعب عندنا الفرز بين المواطن الأصلي وهو السومري والوافد الغريب وهو العربي وأصبح الأمر الآن في متناول اليد بطريقة علمية وهي اللجوء إلى فحص الحمض النووي(DNA) و يفرز المواطن العراقي من البدون وبذلك يكون هذا البدون مخيراً بين حق البقاء في بلدنا كيد عاملة أو العودة إلى أرض أجداده وهي اليمن كما يحلو للكثيرين التغني بها أو إلى الجزيرة لأنه وللحقيقة وبعيداً عن الغل والعنصرية ان هؤلاء الأعراب لم يتخلصوا من مواريث ثقافة اجدادهم ولربما هو أمر يتنقل في جيناتهم فهم لا يستوعبون مفهوم الدولة وقوانينها وأسلوب الحياة المتحضر فيها فهم دائماً يتربصون الفرص بالدولة لينقضوا عليها وعلى ممتلكاتها وعلى أرواح أهلها وأموالهم فتراهم لا يعرفون غير القتل والسلب والنهب والحرق والتخريب أنا وفي حياتي القصيرة رأيت هذا منهم مرات عديدة ففي العام (١٩٩١) وتحت مسمى الانتفاضة إنقضوا على مؤسسات الدولة يحرقونها وينهبون كل ما تقع عليه ايديهم من محتوياتها ولم يبقوا ولم يذروا شيئاً خاصاً أو عاماً إلا طالوه بالتخريب والسلب والنهب بحجة كراهيتهم للحكومة آنذاك وكأنهم لا يعلمون أن الحكومة هي ليست الدولة ولم تسلم منهم حتى الرحلات في المدارس مثلما قاموا قبلها بنهب كل ما في دولة الكويت عند غزوها وأتو لأهلهم حتى بالملابس الداخلية المستعملة للاطفال والنساء وفعلوها ثانية بصورة أكثر قبحاً وبشاعة و تركوا البلاد قاعاً صفصفاً عند اسقاط النظام الصدامي في العام( ٢٠٠٣) وهاهم يعيدون نفس فعلتهم الآن في تشرين الأول( ٢٠١٩) يحرقون ويقتلون بحجة كراهيتهم للحكومة والعمل على تغييرها ناسين أن حكومات الدول في العصر الحديث هم أفراد يحكمون دولهم ولا يملكونها.

هؤلاء العرب ما زالوا يحملون ثقافة الصحراء والبداوة ولم تروضهم القرون والسنين المتعاقبة الطويلة فهم يكرهون الحكومات مهما كانت ولم يروثوا من البداوة مفهوماً للوطن ولا للوطنية وكل ما يعرفونه عن الوطن انه منجم يأخذون منه ولا يعطونه .

نحن السومريون نحب وطننا وتشدنا نحوه وطنيتنا شداً غريباً يدفعنا أن نضحي له بكل شئ ولا نخونه لذا هي دعوة لأهل العراق الأصليين على العمل على فرز الاغراب ومعالجة أمرهم وكل معضلة ولها حل أنا أعلم أنها صرخةٌ في واد ولكنه أمر لابد منه لاستعادة سومريتنا ولنثبت للعالم أننا أهل العراق لسنا أجلافاً ولانهابين ولا سلابين و  لنميز  أنفسنا كما نحن وطنيون أقحاح وشتان ما بيننا وبين هذه الجموع من الرعاع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك