( بقلم : الشيخ خالد عبد الوهاب الملا )
قال تعالى :{وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً }الإسراء33
لربما يستغرب من يقرأ هذا العنوان! ولكي نتعرف على هذه الشخصية (الشيخ عبد الصمد الهجول) وأسباب ذكرها( قتله والتمثيل به ) لابد من مقدمة بسيطة أضعها بين يدي القارئ الكريم .
لقد عودتكم أيها العراقيون الأحباب على الصراحة في قلمي والكلمة على لساني دفاعا عن العراق وأهله من الجنوب وحتى الشمال... ومن زاخو إلى الفاو، وسأبقى هكذا مدافعا مابقيت في هذه الحياة الدنيا الفانية مقدما في ذلك مصلحة الدين والوطن، الوطن الذي اعشقه أكثر من عشق قيس لليلى وأذوب في مائه وترابه ومن الصراحة التي حملتها وحملتني الكثير من الأعباء !!!!!!!!! هو أنني تصديت وإخواني معي من أهل العلم والمعرفة، للزمر الإرهابية الإجرامية من القاعدة والتكفيريين والعصابات الإجرامية والذين كانوا في بداية الأمر يستهدفون وبشكل علني وصارخ وواضح شيعة العراق وكان في مقدمة ذلك استهدافهم لسماحة السيد (محمد باقر الحكيم)(طيب الله ثراه) واستمر المسلسل الإجرامي وانتهى بأن هذه الزمر بدأت تستهدف سنة العراق وغيرهم بل استهدفت من كان يطبل ويزمر لها في وقت من الأوقات!!! .
أقول: في هذه الفترة كنت قد تصديت بقوة وشجاعة ذاتيتين يدفعنا لذلك إيماننا بالله عز وجل وحرصنا على الوحدة الوطنية وحبنا للعراقيين بكافة أطيافهم ومذاهبهم ولكي يسجل التاريخ دفاعاتي عن أهلي وإخواني الذين ارتبط بهم برابطة الدين والوطن وهي أغلى الروابط واجلها وأقواها في البناء .
وتمضي الأيام بنا سريعا لنفتح أعيننا على قتل مروع للأبرياء في بصرتنا( البصرة ) الحبيبة هذه المدينة التي قدمت الشهداء والضحايا منذ عشرات السنين، هذه المدينة التي ثارت بوجه الطغاة وقالت: لا ..لا... لا للظلم والدكتاتورية، البصرة التي طوت في بطنها الآف القتلى من أبناء العراق، نعم هذه المدينة التي عُرفت بطيبة أهلها فما تُذكر البصرة إلا وذكر الطيب والسماحة والسخاء والأمان والعطاء والوفاء معها، فهي بمقدر ما تمتلكه من الثروات الطبيعية فان أهلها يمتلكون من الخزين الحضاري والتاريخي والعشائري المتمثل في أخلاقهم وكرمهم . هكذا عُرف البصريون وهكذا عُرفت البصرة منذ القدم ولكنّ الشيء المحزن هو أن نرى ذلك القتل المروع للبصريين الأبرياء ........ وللبصريين جميعا دون أن يفرقوا بين سني وشيعي ومسيحي وصابئي فتارة يُستهدف وكلاء المراجع الدينية السيد حسين الحسيني والسيد مسلم البطاط نموذجا وتارة يقتل العلماء والخطباء البارزون من أهل السنة الشيخ العلامة يوسف الحسان والشيخ نادر الربيعي نموذجا.
فإذا الكل يقتل بسيف الأجرام والتطرف والإرهاب في البصرة الحبيبة والتي كانت حاضرة العالم الإسلامي في مدارسها الفكرية والأدبية والأخلاقية وأنا اعرف جيدا أن وضع العراق كله وضع مضطرب لأسباب معروفة ولكن أن يصل الحال بهؤلاء المجرمين أن يقتلوا رجلا ويمثلوا في جثته ويلقوه على القمامة وقد بلغ من العمر خمسا وثمانين عاما رجلا تربى في المساجد ودور العلم ورجلا أحبه الشيعة قبل السنة فهو الذي يحضر مجالس العزاء للجميع ويشارك فيها! ويساهم في أفراح الناس ومسراتهم .
أقول: لماذا لا يُفتح التحقيق في البحث عن الجناة الذين فعلوا هذه الفعلة الشنيعة؟ أم انه بشر من الدرجة الثانية!ولماذا لم نسمع مذكرة احتجاج صوتية من عضو مجلس النواب عن جبهة التوافق وهو الوحيد فيها؟ وهو وزملاؤه النواب يكشفون خطورة هذه العصابات الإجرامية في البصرة وليتنا انشغلنا بالصراخ والعويل كما انشغلنا في قضية اختطاف الصحفيين البريطانيين!!!! وان كنت استنكر هذا العمل وادعوا لإطلاق صراحهما فورا لأنهما بشر ولكننا أيها الناس نحن بشر أيضا فلماذا يستمر القتل بنا!!
فيا سيادة الوزير وأنت ابن العراق واصله وذاته وقيمه وإحساسه وأخلاقه ادعوك من خلال هذه المقالة المتواضعة أن تضع عينك على هذه الجريمة بشكل خاص واسمح لي أن أقدم تحذيرا ونصيحة لأخواني في وزارة الداخلية والشرطة الوطنية من عودة الإرهاب والتكفير من جديد لزرع الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب بأثواب أخرى ولبوس شتى ولكنَّ الاسم واحد وواحد فقط انه الإرهاب وفعلتهم في ساحة الحرية في منطقة الجادرية دليل على صحة أقوالي وإننا نعاهدكم ياسيادة الوزير أمام الله وشعبنا العراقي الأبي أننا سنبقى صوتا معتدلا يعمل لخدمة العراق والعراقيين ونبذ الإرهاب والتكفيريين .
الشيخ خالد عبد الوهاب الملا رئيس جماعة علماء العراق فرع الجنوبالأربعاء، 13 شباط، 2008، 06 صفر، 1429
https://telegram.me/buratha