المقالات

الفوضى ... أحذروها أنها قادمة .

1921 2019-10-22

قاسم العبودي

 

في لقاء قديم من على شاشة أحدى القنوات الفضائية قلت ما نصه : أحذروا الشعب أذا غضب والفتــــنة أذا حيكت من خارج الحدود .

جميع الحكومات المتعاقبة على العراق بعـد عام 2003 لم تنجــح بـأدارة الـدولــة العراقـية أدارة ناضجة صحيـحة . فكثـيره هي المطبات من محسوبيـة , وأستفراد ببعض مفاصل الدولة , ونهب من قبل بعض الأحزاب , كل هذا أفرز شرخ طبقي داخل النسيج المجتمعي العراقي , وصلت تداعياته الى ما نراه اليوم من مظاهرات عارمة .

الدستور كفـل حق التظاهر , والقوانين رسمت مسـار التعامـل مع المتظاهـرين , لكن أن يقـتل الشرطي والمتظاهر في وقت واحد , هذه هي الفتنة التي حذرنا من تداعياتها . نحن نعلم جـيدا أن الشباب العراقي يعيش حالة بطالة وفقر مدقع , وبالمقابل هناك فئة تتنعم بخيرات البلاد والعباد بمعزل عما يجري في العراق .

هذه المتلازمة ( الموضوعة ) سمحت لبعض ممن باع نفسه للشيطان أن يركب الموجه لتحقيق مأرب شخصي ويفـرغ المسيرات المطالـبة بالحقوق من محـتواها القيـمي , وتجيـير( فوضى ) التظاهر لأجندات جلها خارجية .

اليوم معارضي الديمقراطية الحديثة في العراق في فرح وسرور , هناك تصعيدي أعلامي داعم للفـوضى , يقـابلـه أعـلام حكومي خـجـل , لايرتقي الى منصة من منصات التواصل الأجتـماعي . المفروض الأعلام الحكومي الرسمي يملأ الدنيـا ضجـيجا بفضح سراق المسيرات , وسراق مطالبات الشعـب في حقوقه التي سرقتها بعض الأحزاب الفاسدة .

الغريـب في هذه الفوضى اليوم , أنها تعـمـل على تدوير نفـس الخطاب التحريضي الذي رافــق جميع المظاهـرات , مما يـــدل دلالة واضحة على أن من يـدخل هـذه الفوضى الخلاقـة مع كل مســيرة مطـالـبة بالحــق هي نفس الجــهـة التـي تـروج للخطاب التحريضي على كل حكـومة منـتـخبة من الشعب وومثليهم .

أن لم تحـتوي الحـكومة مطالب الشـــعب بحزمة قرارات تمـس حياتهم فأعتقد أننا ذاهـبون الى فوضى كبرى قد لاتحـمد عقـباها , فضلا عن فتـح باب الــتـدخــلات الخارجية المسمـوم الذي يحاولون من خلاله عرقلة بناء الدولة العراقية .

رفقا بالشعب أيها المسؤولون فأنهم أبنائكم , وهم من أوصلكم الى دائرة صنع القرار . وأنتم أيها المتظاهرون الذين غابت حقوقكم , كونوا متحضرين جدا وأن تطالبون بحقـــوقـكم المشروعة , ولا تسمحـوا لأي كان أن يركب موجة مطالبــكم من أجـل خلق الفوضى والشغب وبالتالي تضييع حقوقكم التي تم التغافل عنها طويلا . اليوم حكـومة السيد عـادل عبد المهـدي مطالبـة بتطبيق وصايـا المرجعية المباركة التي رسمت خارطة طريق واضحة جدا .

فقد شخصت المرجعيــة الخلل , وأعطــت العلاج . فـلا لبس ولا تدليـس , فأن كـان السيد عبد المهدي مع المتظاهرين في حقوقهم فأن دعـم المرجعية واضح جدا , وأنا أعتقد أنه طوق نجاة . وأن كان ضدهم فأن الفوضى قادمة لا محالة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك