المقالات

الاربعين والحرب الناعمة

1636 2019-10-16

رافت الياسر

 

ابتدع المفكر الامريكي الكبير جوزيف ناي مصطلح القوة الناعمة والذي ترجم فيما بعد كأستراتيجية امريكية في عالم ما بعد مفارقة القوة.

حيث بدأت امريكا بسبب ما أُسس له مرحلة جديدة من حروبها سمي بالحرب الناعمة.

والحرب الناعمة تعني احتلال الشعوب عن طريق الحب والجاذبية بدل الاحتلال العسكري بمعنى انك تجعل عدوك هو من يدعوك له وبرغبته.

في كل بلد عناصر قوة ناعمة وعناصر مضادة لها.

يمتلك الشعب العراقي اعظم قوة ناعمة تتمثل بزيارة الاربعين. وهذا الفلكور لمن يعتبره فلكلورا وطقسا لمن يعتبره طقسا لا يكلف الدولة ميزانية تخطيط وتفكير ونفقات فهو سلوك شعبي عفوي تطوعي .

ولكنه ماذا يفعل؟

تجذب السفارات في كل البلدان اعداد كبيرة من الطلبة بما يسمى بالزمالة الدراسية او ما شابه او التبادل الثقافي، والسفارة الامريكية رائدة في هذا المجال وكذلك بقية الدول كفرنسا وروسيا والخ.

تبدو الامور طبيعية وعفوية، ولكن بالعقلية الامريكية التي خطط لها امثال جوزيف ناي تعتبر هذه المسألة من ابجديات الامن القومي الامريكي، حيث يصاغ برنامج ذكي للمبتعثين لامريكا

و بهذه البرامج الثقافية يوفرون خريطة للطالب هناك تجعله مجبر على رؤية المعالم الايجابية لامريكا فقط من ثقافة وبنى تحتية وما شابه.

فيرى امريكا حلم العالم, فعندما يعود لبلده يعود وهو مبشر للثقافة الامريكية وسياساتها ومبهور بها، وهذا الامر كان يعمل به الاتحاد السوفيتي سابقا ودول اخرى، فيصبح الشاب سفيرا لامريكا في اي مكان يذهب له وبالمجان.

تخيلوا عندما تأتي هذه الملايين من خارج العراق وهي تعيش وسط انظمة اما منهكة اخلاقيا او ماليا بالضرائب، يأتون من كل اصقاع الارض , من بلدان لا ترى قيمة الاشياء الا بالدينار والدولار.

عندما ترى هذه الملايين كرم العراقيين!، وعندما ترى كيفية انسياب الزيارة بشكل جنوني

فاي دولة منهكة واي شعب منهك يستطيع انجاح زيارة اكثر من 20 مليون في بقعة جغرافية صغيرا، وما فيها من تكلفة امنية ولوجستية وصحية والخ؟

هذا النجاح الاعجازي يستطيع ان يجعل هؤلاء سفراء للشعب العراقي في بلدانهم.

و شخصيا تعاملت مع العديد من الايرانيين فوجدت كل ايراني زار العراق عائدا وهو عاشقا له ما عدا الذين ما زالوا متأثرين بافكار الشاه العنصرية وحتى هؤلاء عندما يأتون للعراق تتغير نظرتهم.

هنا لا اتكلم بالبعد الديني للزيارة فهذا امر اخر، وانما عن اهميتها القومية، نحن نقدم دعاية ذكية وبالمجان لدولتنا ولشعبنا وبطريقة مذهلة ستجعل العالم يوما بعد اخر يعشق الشعب العراقي.

فلهذا الوطني الحقيقي هو من يساهم بانجاح هذه الزيارة ويساهم باستقدام اكبر عدد من الاجانب للعراق، وخصوصا الشعب الايراني.

اذا كنت ترى ايران عدو لك فهذه فرصتك لجعل ايران بالكامل محبة لك، فهذا الشعب هو الذي يقرر شكل الحكومة الايرانية , فاذا جعلناه يعشق العراق ستكون حكومته كذلك.

ومن لا يفهم هذا المنطق استطيع ان ارشده لدراسات مفصلة عن العمل الامريكي بهذا المجال وعن نجاحه ومدى تمسكها به بسبب النتائج المذهلة التي توصلوا اليها.

ـــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك