المقالات

سلف (الماستر كارد) رحلة شاقة من التسديد تستمر لسنوات

1596 2019-10-12

احمد كامل عودة

 

بدأ العراق يواكب التطور الحاصل في البلدان ، من خلال التعامل الالكتروني في شتى مجالات الحياة ، حيث قامت المصارف العراقية الحكومية والاهلية منها ، بتحويل نظامها الى الالكتروني والتعامل مع المواطنين من خلال صرافات آلية تقوم  بصرف رواتب الموظفين والمتقاعدين حسب بطاقات  (الماستر كارد ) مقابل عمولة تجبى عن كل راتب ، وقدمت المصارف خدماتها للمواطنين من اجل كسب اكبر عدد من الزبائن ، واهم تلك الخدمات هي السلف المالية.

 وهذه من اولويات اسئلة المواطن العراقي لما يعانيه من شظف العيش ومتطلباته الكثيرة ، وعسر حاله المادي وعدم امتلاكه للأموال الكافية لسد احتياجاته اليومية ، فيضطر الى طلب السلف من غير ان يفكر بأي شيء اخر لقاء تسديدها ، فراحت المصارف تنشر اعلاناتها حول السلف الممنوحة من خلالها.

 ولو تمعنا قليلاً حول آلية صرف تلك السلف ، تجدها عملية يسيرة جداً ومريحة وبوقت قصير ، على عكس السلف التي كانت تمنح للمواطنين سابقاً ، من خلال المصارف الحكومية ومنها الاسكان والعقاري وغيرها ، حيث كانت معاناة المواطنين تستمر اياماً طويلة ، ومراجعات متعبة اضافة الى كشوفات اللجان العديدة حتى الحصول على القسط الاول من السلفة ، والتي كانت تقسم على شكل اقساط متعددة.

 لكن بالرغم من تلك المعاناة المنهكة  ، فقد كانت الفوائد الممنوحة عن تلك السلف قليلة جداً فضلاً على ان مبلغ التسديد الشهري لتلك السلف يكون مبلغ بسيط وليس فيه اي تأثير على راتب الموظف ،  عكس ما نشاهده اليوم خلال منح السلف الالكترونية والتي يكون فيها الوقت يسير جداً لايتجاوز فيه النصف ساعة بعدها يتم ارسال رسالة للموظف يتم فيها منحه الموافقة وتحويل المبلغ في بطاقته ، ليتم بعدها تسديد السلفة الكترونياً وبشكل مباشر يستقطع المبلغ ، وبعدها تستمر معاناة المواطن العسيرة ورحلته الشاقة التي تستمر لسنوات في تسديد مبلغ السلفة ، وتثقل كاهل المواطن وتعري راتبه وتُصَعبَ من حياته كثيراً ، وكثيراً ما شاهدتُ الندم  يعتلي على وجوه المستلفين بسبب ثقل التسديد خصوصاً بعد تفكيرهم بالفوائد التي تستحصل منه لقاء تلك السلفة.

 وقد تكون تلك السلفة التي استلمها لم تحل مشاكله ولم تفك عقد معاناته المعيشية ، ان تلك السلف وفوائدها المترتبة على المواطن جعلته مكبلاً لديون تقصم الظهور ، وتزيد من معاناته بسبب تلك الفوائد الضخمة والتي قد تصل الى نصف المبلغ الكلي للسلفة ، وتتوصل فيها الى حقيقة مفادها ان الرابح الوحيد من تلك السلف هو صاحب المبالغ الممنوحة للمواطنين والتي تتضاعف فيها امواله بشكل خيالي.

 ولم نشاهد التنافس بين المصارف في منح السلف ، من خلال تقليل الفوائد الممنوحة على تلك السلف وكأن الجميع اتفق على امتصاص راتب الموظف ، وزيادة معاناته فبعد ان كانت السلف تسدد خلال خمس سنوات اصبحت الان تسدد خلال ستة سنوات وهذا يزيد الحال  صعوبة وعسراً على كاهل المواطن  ، فكلما ازدادت مدة التسديد تزداد معها الفوائد ، فبالنظر الى ان السلف الممنوحة من المصارف للمواطنين قد تحل بعض المشاكل ، والمواطن من طبيعته يفرح عند استلامه مبلغ السلفة في بادئ الامر .

 لكن تلك السلف هي ديون بفوائد جمة تكبل  المواطن بديون واجبة التسديد بفوائدها خلال سنوات ، وان الاستمرار بمنح تلك السلف وبذات الفوائد ستصعب كثيراً من حياة المواطنين ، وتجعل من  المجتمع غارق في ديونه ، ما لم يتم النظر جلياً بموضوع الفوائد من الناحية الاسلامية خصوصاً وان دستورنا يعتمد الدين الاسلامي لتشريعاته وايضاً النظر من الناحية الانسانية وتقليل معاناة المواطن العراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك