( بقلم : علاء هادي الحطاب )
يقال انه ليس بامكان المرء ان يكون سياسياً الا بعد ان يكون متلوناً ... او منافقاً..او كاذبا.ً ليس بالضرورة ان تكون تلك المقولة صحيحة ،لكنها (مقولة) ومن هنا عرّف بعضهم السياسة (بفن الممكن) الذي هو بالنتيجة خلاف المبدأ.. والقضية .. والمعتقد ... من هذه التعاريف وغيرها فهم السياسيون في العراق اللعبة السياسية بعدة رؤى كانت في الاغلب تتفق مع البيئة السايكلوجية لشخصياتهم ومن ثم ديمغرافية كل منهم .
النفاق السياسي ليس جديداً في واقع الحياة الانسانية وهذا المفهوم راسخ في الذهن البشري منذ بداية الخليقة ،لكن ما اثارني لكتابة هذا الموضوع هو ما قرأته في احدى الصحف العراقية قبل ايام والتي تحدثت من خلال (اعلان مدفوع الثمن) بمقدار صفحة كاملة عن وجود (1000) شيخ عشيرة لم تذكر الصحيفة اسماءهم او اسماء عشائرهم مع عددٍ من الاحزاب السياسية ومنها حركة الوفاق الوطني بزعامة السيد اياد علاوي.. ومؤتمر اهل العراق بزعامة السيد عدنان الدليمي .. ومجلس الحوار الوطني بزعامة السيد خلف العليان.كل هؤلاء بعثوا برسالة التمسوا فيها وزير الدفاع الامريكي (سيادة غيتس) كما اسموه في رسالتهم التدخل ضد التدخلات الايرانية ...ها ... نفسه غيتس الذي كان محتلاً بنظر بعض هؤلاء (موغيره تره).
المهم نحن ضد كل انواع التدخل ومن كل الدول والجهات الخارجية وهذا امرٌ لا نقاش فيه ومن ضمنها ايران .هؤلاء ال(1000) مع الاحزاب الانفة الذكر اشادوا بجهود منظمة مجاهدي خلق الايرانية (من اجل العراق) وشكروها على مواقفها من القضية العراقية وتفانيها من اجل الشعب العراقي ... كما طالبوا(سيادة الوزير) بوضع حدٍ لفرق الموت الحكومية ... كما اسموها... و(تفليش) الحكومة الحالية وتشكيل اخرى منتخبة (امريكياً) بقيادة الدكتورعلاوي... ووقف الدعم السياسي الامريكي لهذه الحكومة لأنها جاءت من جراء اعمال الغش واستغلال قناع الديمقراطية واختلاق الاكاذيب والمخادعة ... ووووو(خرط) كثير مما ورد هذا الاعلان.
وهنا لا اسأل شيوخ (التسعين) ممن باعوا ذممهم لمن دفع اكثر بل اسأل الاحزاب السياسية واخص بالذكر هنا .. مؤتمر اهل العراق.. و.. مجلس الحوار الوطني..ألم يكن (سيادة غيتس) محتلاً ...غاشماً ...غازياً... للبلاد قبل الانتخابات؟وكان اخراج جنوده من البلاد ضمن اولى اهتماماتكم الانتخابية ألم يكن خروج المحتل مانشيت عريض يزين بوسترات حملاتكم الانتخابية ؟ فكيف اصبح اليوم وزير الجنود الذين احتلوا بلدكم وقتلوا بعضاً ممن انتخبكم من الابرياء في (الفلوجة والرمادي وصلاح الدين) وغيرها صديقاً حميماً ومنقذاً لكم من الحكومة العراقية؟ ... الشريك السياسي .. والوطني .. والانساني .. والقومي .. والديني ... وثمة امور اخرى؟ألم ينفِ السيد علاوي مراراً (اعلامياً) عزمه القيام بانقلابٍ ابيض على هذه الحكومة ؟ رغم انه حاول ذلك اكثر من مرة ولم يفلح .... ألم يكن السيدان الدليمي والعليان جالسين بقرب المالكي (قبل ايام) معربين استعدادهم لفتح الحوار من اجل عودة وزرائهم برئاسة المالكي؟ألم تشكل لجان من التوافق والحكومة من اجل مطالبهم التي قالوا ان الحكومة نفذت معظمها؟ألم ...ألم...ألم...الخ ،لكن يبدو ان السادة الاعضاء يقولون ما لايفعلون ويفعلون ما لا يقولونه ... وانهم ماضون في استثمار اية فرصة للاطاحة بالسيد المالكي حتى لوكان ثمن ذلك المبادئ والاهداف التي جاءوا من خلالها الى البرلمان ... حتى لو كذبوا على ناخبيهم ... حتى لو التمسوا المحتل سيادة غيتس.يبقى على السيد المالكي ان يعرف جيدا ما يفعله الاخرون ...وهو يعرف ذلك حتماً ....لكن ليعمل بواقع ما يعرف دون مجاملة...فالتاريخ هو الذي يخلد الرجال لا الكراسي.................................................................كاتب واعلامي عراقي
https://telegram.me/buratha