المقالات

النفاق السياسي في المشهد العراقي

1635 17:41:00 2008-02-12

( بقلم : علاء هادي الحطاب )

يقال انه ليس بامكان المرء ان يكون سياسياً الا بعد ان يكون متلوناً ... او منافقاً..او كاذبا.ً ليس بالضرورة ان تكون تلك المقولة صحيحة ،لكنها (مقولة) ومن هنا عرّف بعضهم السياسة (بفن الممكن) الذي هو بالنتيجة خلاف المبدأ.. والقضية .. والمعتقد ... من هذه التعاريف وغيرها فهم السياسيون في العراق اللعبة السياسية بعدة رؤى كانت في الاغلب تتفق مع البيئة السايكلوجية لشخصياتهم ومن ثم ديمغرافية كل منهم .

النفاق السياسي ليس جديداً في واقع الحياة الانسانية وهذا المفهوم راسخ في الذهن البشري منذ بداية الخليقة ،لكن ما اثارني لكتابة هذا الموضوع هو ما قرأته في احدى الصحف العراقية قبل ايام والتي تحدثت من خلال (اعلان مدفوع الثمن) بمقدار صفحة كاملة عن وجود (1000) شيخ عشيرة لم تذكر الصحيفة اسماءهم او اسماء عشائرهم مع عددٍ من الاحزاب السياسية ومنها حركة الوفاق الوطني بزعامة السيد اياد علاوي.. ومؤتمر اهل العراق بزعامة السيد عدنان الدليمي .. ومجلس الحوار الوطني بزعامة السيد خلف العليان.كل هؤلاء بعثوا برسالة التمسوا فيها وزير الدفاع الامريكي (سيادة غيتس) كما اسموه في رسالتهم التدخل ضد التدخلات الايرانية ...ها ... نفسه غيتس الذي كان محتلاً بنظر بعض هؤلاء (موغيره تره).

المهم نحن ضد كل انواع التدخل ومن كل الدول والجهات الخارجية وهذا امرٌ لا نقاش فيه ومن ضمنها ايران .هؤلاء ال(1000) مع الاحزاب الانفة الذكر اشادوا بجهود منظمة مجاهدي خلق الايرانية (من اجل العراق) وشكروها على مواقفها من القضية العراقية وتفانيها من اجل الشعب العراقي ... كما طالبوا(سيادة الوزير) بوضع حدٍ لفرق الموت الحكومية ... كما اسموها... و(تفليش) الحكومة الحالية وتشكيل اخرى منتخبة (امريكياً) بقيادة الدكتورعلاوي... ووقف الدعم السياسي الامريكي لهذه الحكومة لأنها جاءت من جراء اعمال الغش واستغلال قناع الديمقراطية واختلاق الاكاذيب والمخادعة ... ووووو(خرط) كثير مما ورد هذا الاعلان.

وهنا لا اسأل شيوخ (التسعين) ممن باعوا ذممهم لمن دفع اكثر بل اسأل الاحزاب السياسية واخص بالذكر هنا .. مؤتمر اهل العراق.. و.. مجلس الحوار الوطني..ألم يكن (سيادة غيتس) محتلاً ...غاشماً ...غازياً... للبلاد قبل الانتخابات؟وكان اخراج جنوده من البلاد ضمن اولى اهتماماتكم الانتخابية ألم يكن خروج المحتل مانشيت عريض يزين بوسترات حملاتكم الانتخابية ؟ فكيف اصبح اليوم وزير الجنود الذين احتلوا بلدكم وقتلوا بعضاً ممن انتخبكم من الابرياء في (الفلوجة والرمادي وصلاح الدين) وغيرها صديقاً حميماً ومنقذاً لكم من الحكومة العراقية؟ ... الشريك السياسي .. والوطني .. والانساني .. والقومي .. والديني ... وثمة امور اخرى؟ألم ينفِ السيد علاوي مراراً (اعلامياً) عزمه القيام بانقلابٍ ابيض على هذه الحكومة ؟ رغم انه حاول ذلك اكثر من مرة ولم يفلح .... ألم يكن السيدان الدليمي والعليان جالسين بقرب المالكي (قبل ايام) معربين استعدادهم لفتح الحوار من اجل عودة وزرائهم برئاسة المالكي؟ألم تشكل لجان من التوافق والحكومة من اجل مطالبهم التي قالوا ان الحكومة نفذت معظمها؟ألم ...ألم...ألم...الخ ،لكن يبدو ان السادة الاعضاء يقولون ما لايفعلون ويفعلون ما لا يقولونه ... وانهم ماضون في استثمار اية فرصة للاطاحة بالسيد المالكي حتى لوكان ثمن ذلك المبادئ والاهداف التي جاءوا من خلالها الى البرلمان ... حتى لو كذبوا على ناخبيهم ... حتى لو التمسوا المحتل سيادة غيتس.يبقى على السيد المالكي ان يعرف جيدا ما يفعله الاخرون ...وهو يعرف ذلك حتماً ....لكن ليعمل بواقع ما يعرف دون مجاملة...فالتاريخ هو الذي يخلد الرجال لا الكراسي.................................................................كاتب واعلامي عراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك