المقالات

الولاء بين الشخصنة والموضوعية


عبد الكاظم حسن الجابري

 

يمثل الولاء حالة انسانية فطرية, فلا يكاد يوجد فرد في هذه الحياة لا يحمل ولاء لشيء ما أو لشخص معين, فهناك من يوالي القائد وهاك من يوالي قيم العائلة أو العشيرة, وهناك من يوالي الارض والوطن وهكذا.

الولاء بمفهومه العام هو التبعية والالتزام بما تستلزمه حالة الولاء من فروض وواجبات.

على المستوى الديني فإن الولاء أمر شرعي وفيه تفاصيل فقهية كثيرة.

الولاء ليس أمرا محمودا دائما ولا هو أمر مذموم دائما.

الولاء للوطن وللعقيدة الحقة من أهم وأعلى مراتب الولاء, وهي صفة حميدة تستلزم الدفاع عنهما, والتضحية في سبيلها, ويبذل العقائديون والوطنيون جهدهم وكل ما يملكون من أجل أن يحافظوا عليهما.

المشكلة في الولاء هو الولاء للأشخاص, ولأسباب مختلفة, نعم قد يكون الولاء الشخصي نابع من أمر عقلاني كالولاء للأنبياء والأئمة عليهم السلام ووكلائهم من رجال الدين, أما الولاء للأشخاص وباعتبارات عشائرية او عائلية أو سياسية حزبية فهو قد يسبب كارثة مجتمعية كبرى قد تصل حد الاحتراب.

الولاء لأشخاص بعينهم وللاعتبارات العائلية او العشائرية او المناطقية الحزبية او السياسية يعطي للموالي حق –هو يفترضه- في تسقيط الاخرين واعلان الحرب على كل من لم يوالي وليه.

الولاء الشخصي يعد افة اجتماعية كبرى, وتغييب للمفاهيم, حيث يؤدي هذا الولاء لتصديق الكاذب, وتأمين الخائن, والتبرير للفاسد, واتباع الطالح, ويؤدي إلى اتهام الصادقين, وتخوين الامينين, ومحاربة النزيهين وإبعاد الصالحين.

الشخصنة في الولاء وترك الموضوعية هي باب من أبواب انقسام المجتمعات, وتحويلها إلى فئات تدعي أنها على حق, وإن الامعان في الولاء وتحويله الى طاعة عمياء سيجعل من الاتباع قنبلة موقوتة من الممكن أن تنفجر في أي لحظة, وسيتمكن الولي من اللعب بعقول مريديه وأتباعه كيفما يشاء ومتى ما يشاء.

لا يستقيم المجتمع إلا بالانحياز للحق, وقول الصدق, ولو على النفس او الاقربين, والابتعاد عن الولاء الاعمى, والاتباع الاهوج, والجهل, وقد صرح القران الكريم بذلك حيث قال "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ" وقال أيضا "وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَ" وجاء في الأثر ايضا "قل الحق ولو على نفسك".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك