تابعنا هذا اليوم من خلال شاشات التلفاز حدث له اهمية كبيرة في المنطقة الاقليمية وان كانت التغطية مختصرة على كم قليل من الفضائيات حيث ان هكذا حدث لايهم العالم الاسلامي الذي اجمع على ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله و لم يجمع الا بشكل جزئي على ان علي ولي الله !.
وما الحدث الا هو ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في ايران ، وبينما انا اكتب السطور الاولى من المقال وصولا الى جملة ( الثورة الاسلامية في ايران ) حتى هممت بترك الموضوع وانا اتخيل وجوه زملائي بالعمل حينما يذكر اسم ايران كيف انهم يتهموننا بتهمة الصفوية ويتفرق الجمع اذا اخذنا الجمهورية الاسلامية كمثل هذا ان لم تذهب اسماءنا الى عصابات التصفية للصفويين على غرار ما كنا ندرس في كتاب الوطنية الصدامي من منجزات الثورة والتي في مقدمتها تصفية شبكات التجسس !! فيا قلبي لا تحزن وانت تنتقل من كونك جاسوس الى كونك صفوي !, غير اني استدركت واحتسبت الله في من يظن بنا الظنون فلابد من الاشارة الى حدث رفع هامة المسلمين عامة وشيعة امير المؤمنين بشكل خاص .
لقد نقلت الفضائيات صوراً رائعة لشعب وُفق لاحتضان ثورة انتشلته من كونه مجتمع فاسد بقيادة فاسدة الى اقوى دولة اسلامية جعفرية في العالم ، لقد كانت الصورة تبين مظاهرات مليونية لهذا الشعب احتفالا بالذكرى 29 لقيام الثورة الاسلامية في ايران وبينما انا منتبهة ما يقوله المذيع من معلومات عن هذه الثورة اضافة الى ما تناقلته البرامج عن الامر ورد امر وجدته في غاية الروعة الا وهو ان الشعب الايراني اعتاد في ساعة معينة وفي يوم معين من ايام الثورة ان يصعدوا الى سطوح منازلهم ويقولوا بصوت واحد (الله اكبر) كتعبير عن وحدتهم وتمسكهم بالنهج الاسلامي .
وجدت الامر جميلاً جداً وبينما عيناي تتأمل المظاهرات تخيلت للحظة بريئة مجرد خيال !! ان هكذا امر في العراق واننا كشعب نجتمع على امر وان كان امراً لا يختلف عليه اثنان من ان (الله اكبر) غير ان قلبي فزع من غفوته تلك بتسائل اذ لربما لا يجتمع شعبنا على هكذا امر !! , استغفرت الله لهذه الخاطرة غير ان ما يحصل في بلدنا يجعلنا نتوقع كل شيء فالفرقة باتت شعارنا والتنافر عنواننا والمجادلة هويتنا والدماء دليلنا .
كثير ما تسائلت بصوت خفي عن امر تلك الجمهورية فالجهر بالامر يجلب التهم وذات مرة تناقشت مع انسان مؤمن من اهل الثقة في الامر في مقارنة بين بلدنا وايران وعن اسس اقامة ثورة لديهم امام اسُس امتلاكناها سابقا ً وحتى السقوط فان قلنا بان الله منّ عليهم بعقلية اسلامية رائعة كشخص الامام الخميني قدس سره الشريف فانه قد منّ علينا بذات المنة في الماضي والحاضر وان قلنا ان مجتمعنا قد حطمه صدام التكريتي حد ان الاصلاح بات صعباً فان مجتمعهم كان قد وصل ذروة في الفساد وان كانت معلوماتي ضئيلة في امتداد الفساد الى المنحى الاداري ام لا وان كان الجواب واضحا غير انه ليس لي ان اجزم . وان قلنا ان هناك فئة من الشعب لديها من الايمان ما يدعم الثورة فلنا من القلوب المؤمنة كماً يدفع عنا بلاءاً يمكن ان ينزله الله في ارض عُذبت بها ارواح المؤمنين كارضنا . اذن لماذا ؟ ظل الشخص الذي احاوره صامتاً بعد ان اتعبه البحث عن صفة لديهم لا ادحضاها بما لدينا !!! وصمتنا سوياً الا ان قلت له هل تريد ان تعرف السبب وهو كلمة واحدة انها التوفيق يا اخي انه توفيق من الله عز وجل ولم اجد سبباً اخر للامر وان كانت معلوماتي جد ضئيلة في شان تلك الدولة لشدة الانغلاق الذي نعاني لكن هذه الكلمة هي جل ما استنتجت .
مؤمنة جدا بأن المعصومين اربعة عشر وان دولة الحق هي دولة الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف غير ان تجربة الدولة الاسلامية في ايران تستحق التامل بكل ما تحمل من تناقضات ربما واخطاء شانها شأن أي دولة في العالم فنحن لا نمجدها وانما نفخر بهكذا تجربة وكم كنا نحلم بان يكون لنا بلد لا نقول اسلامي !! فهي كلمة ترعب الكثير من القلوب المؤمنة وغير المؤمنة!!!! وانما دولة يعيش فيها الموالي بحرية واطمئنان ورأس مرفوع .
والى من يعتقد من شعبنا خاصة فئة الشباب من كون حب الحسين ع والتعبير عنه في زيارات كالاربعينية وعاشوراء وغيرها هي سبب تخلف العراق اقول لاترموا الحسين ع بالحجارة بهذا القول فهامته قد اصابته حجارة وصدره مكسور فلا تزيدوا جروحه والتفتوا الى دولة جمعتها كلمة الله اكبر وحب الحسين شعارهم وها هي دول عظمى تخشى تطورهم فهذه الدولة ذكية فلقد علمت ان العالم سيحاصرها فاكتفت ذاتياً وسلحت نفسها وها هي تملك النووي واقمار صناعية شانها شان أي بلد متقدم ولم يمنعهم حب الحسين ع من ذلك بل بالعكس قد وفقوا لذلك ولهم دولة لا تجامل الكفرة لانهم اقوياء
انه ذل من احتاج لقوى خارجية لحل شؤونه وان كانت هناك قوى قد رفضت الامر الا انها دخلت من بعد السقوط لايمانها ان الامر قد حدث ولابد من التصدي ايا كانت النتائج فتحية لهذا الركب الصالح الامين على هذا الوطن ولنا الله في كل ما يحصل ونسال الله ان يوفقوا لان يدفعوا عنا بعض الذل الازلي الذي لازمنا بفيدراليات تحفظ لنا حقوقنا اتمنى من قلبي في هذا اليوم ان نوفق بمشيئة الله ان نرسم بفرش سلمية لوحة جميلة تنطق خطوطها حلولاً لهذا البلد ، اتمنى ان تكون ثورته لا تشبه ثورة احد و ان تنحني امامها كل الثورات اجلالاً وان لا نستورد حلاً لدولة اخرى فلكل دولة خصوصيتها لكن ارى انه من الممكن الاستفادة من الخطوط العامة لثورات العالم الناجحة وهذا ليس عيباً وان كنا نتأمل ان لا نحتاج لذلك والله موفق كل من اخلص النية لله ورسوله وللمؤمنين .
اللهم ارفع هذه الغمة عن هذه الامة ووفق بلدي وابناءه الى كل ما تحب وترضى ولا تاخذنا من هذه الدنيا الا وانت راض عنا ووفقنا لمعرفة الحق واهله في زمن ضبابي كالذي نعيش فيه ولا تجعلنا من الغافلين امين رب العالمين وصلى الله على رسوله وعلى اله الغر الميامين وسلم تسليما كثيرا .
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha