المقالات

ما مدى صحة هذا..؟!


نزار العبادي

 

احذر أصحاب هذه العبارة، فهم جنود الطابور الخامس مروجي الاشاعات وصناع الفتن.. تحت هذه العبارة يوزعون الوثائق والصور المزورة والأخبار المفبركة على كروبات مواقع التواصل... لديهم صفحات وهمية ينشرون فيها الاشاعة ثم ينسخوها او يصوروها وينقلوها للكروبات تحت عنوان ((ما صحة هذا الخبر..؟))، أو (هل هذا صحيح..؟).

ان استنكر احدكم نقلهم الاشاعة سيردون ان (ناقل الكفر ليس بكافر).. خذوها- على ذمتي- هو كافر ان اراد به نشر الكفر، والفتن، وتمزيق الأمة، والفساد في الأرض.

جنود الطابور الخامس نجحوا في دس انفسهم في الغالبية العظمى من الكروبات العراقية النشطة، وهم يحملون صفات نخبوية.. مهمتهم ليست محصورة على بث الاشاعات، بل أيضا تسفيه النخب، وقتل محاور نقاشهم الجاد بحرف النقاش الى جدل مقيت وسفسطة واخراجه عن هدفه النبيل. فهم في اوج التحاور بقضية حيوية مهمة تجدهم يفتحون موضوعا جانبيا، ويردون على بعضهم بعبارات قصيرة ليضيع ماكان متداول في زحمة التفاهات.

ولانهم جنود مدربون جيدا، فإنهم يتقنون أشغال الكروبات بقضايا ثانوية جدا، وجر الآخرين الى مواضيع خلاف وفتنة، وتهويل كل مايضر البلد، واعادة تسويق كل ماينشره الاعلام الخارجي ودوائره الاستخبارية من اتهامات وشبهات واساءات ودعايات مغرضة، وتناوله كحقيقة دامغة، وباسلوب يدغدغون به عواطف الناس، أو يناسب ثقافتهم ويلامس همومهم.

ما اتحدث به ليس مجرد تحليل شخصي، بل هو حصيلة عملية رصد طويلة ومتابعة دقيقة لعدد كبير من أنشط الكروبات العراقية التي تضم مسؤولين ومثقفين وناشطين واعلاميين وغيرهم. 

وللأسف فأن كثيرين تنطلي عليهم الخدعة بفعل حسن ظنهم وعدم المامهم باسرار العالم الافتراضي، ويظنون ان هؤلاء فعلا يبحثون عن الحقيقة، ويحرصون على المصداقية لذلك يتساءون (ما مدى صحة هذا الخبر..؟).

ان السبب الرئيسي لنجاح الطابور الخامس، وجنود الحرب الناعمة، هو أن كثيرا من الناس يفكرون بقلوبهم وليس بعقولهم، فلا يستحضرون المنطق والعقل في تفحص ما يتم تداوله، وينجرفون وراء عواطفهم وعصبياتهم، فيقعون في فخ من يخطط لكل شي بعقله، لتحويل الآخرين الى (قطيع) يقوده حيثما شاء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك