( بقلم : عبد الكريم الحاج صالح الحيدري )
القاصي والداني يعرف العلاقة القوية والمتينة التي ارتبط بها اهالي النجف الاشرف بصورة خاصة والشيعة بصورة عامة واسرهم مع الاكراد.. ولعلَ كل عائلة منها لها ذكريات كثيرة مع الاسر الكردية في كردستان العراق,وتوجت هذه العلاقة بفتوى الامام السيد محسن الحكيم زعيم الطائفة ,والتي مازال العالم يتذكرها ..فتوى الامام الحكيم الذي القمت علماء الدين المحسوبين على الطرف الاخر حجرا واخرستهم واذهلتهم بحرمة قتال الاكراد,في حين وقفوا يتفرجون على ابادة شعب مسلم بكامله,وكنا عندما نقوم بزيارة كردستان في ستينات وسبعينات القرن الماضي نرى صور الامام الحكيم رضوان الله عليه معلقة في الشوارع والمقاهي والمخابز والمطاعم فضلا عن منازلهم..
الى ذلك نشأت علاقة خاصة بين الاسر النجفية والاكراد بصورة خاصة وبشيعة العراق والعالم بصورة عامة ,فكانت صدورالاكراد رحبة وكريمة لاسرنا ولعوائلنا ,وبعد انقلاب 17 تموز المشؤوم واستلام البعث مقاليد السلطة ,توثقت هذه العلاقة بصورة اكبر لما اصابنا على حد سواء من ظلم واضطهاد,فخضنا مخاضا يشهد له كل من اكتوى بنار البعث وجحيمه وممارساته, دون غيرهم من كان اباؤهم واعمامهم وذويهم من جلادي السلطة ,واعتاشوا على فتات البعث ليتلاقفوها ويتقوون بها على ابناء جلدتهم ..
تذكرت كل ذلك عندما اتصل بيَ احد الاصدقاء الذي استمع الى احدى النكرات (وعبر اذاعة محلية) وهو يسرد احدى القصص الملفقة يريد منها الاساءة الى الزيارة التاريخية لمام جلال طالباني الى النجف الاشرف ,والذي طالما تعلق بها وتعلق باسرها العلمية والادبية المجاهدة ولاسيما المرجعية الدينية ..ولولا كبر سنه ومرضه ومسؤولياته الكثيرة والكبيرة لاتخذ له في االنجف الاشرف منزلا ليلتقي به باحبته واخوته الذين وقفوا معه في ساحات الجهاد وهذه حقيقة اوردها طالباني بلسانه ولعدة مرات عند زيارته للنجف الاشرف ولقائه باهله واخوته فيها ,الذين وقفوا مع قضيتهم العادلة ضد النظام البعثي في يوم قلَ ناصرهم,
احد النكرات وعبر هذه الاذاعة قد تفوه باقاويل كاذبة بحسبما اخبرني صديقي الذي سمعه يقول عند حديثه عن زيارة رئيس الجمهورية للنجف يقول:ان طالباني قد استنجدت به احدى النسوة ولم يعر الرئيس لها اهمية بحسب ماقاله وان المحافظ سمع بذلك وان الاثنين لم يعرا اهمية لذلك,واقسمت لصديقي انني كنت قريبا جدا من الرئيس وانه قد التفت اليها والصورة المرفقة خير دليل على ذلك وهي توضح انه سمع الصوت والتفت اليها وهو يمشي الهوينا بعد ان ناهز عمره 75 عاما ,فطلب من سكرتيره الخاص ان يستلم ويلبي نداء المرأة التي تحمل بيدها اليسرى رسالة وهي تنادي بلهجة غير واضحة واظنها كردية لكونها صاحت بصوت قوي وجهوري: مام جلال .. مام جلال ..ويتضح انها كردية ومن مناطق خانقين لكون لهجتهم الكردية تختلف عن ماتعارفنا عليه من اللكنة الكردية في السليمانية واربيل ودهوك وحتى الموصل والكوت ..ذهب سكرتيره مسرعا اليها واستلم الرسالة وقال لها ان رسالتك ستكون موضع عناية الرئيس.. وعاد مسرعا بقرب الرئيس ..فرددت مرة اخرى امام جلال بصوت اقل من سابقته فأومأ السكرتير بأن الرسالة قد وصلت للرئيس واشار بالرسالة وهي فوق رأس الرئيس وفهم الحاضرون ان الرسالة قد وصلت ..
هذه الحادثة شهدها كلُ ذي بصيرة ومرت مرور الكرام على الحشد الذي كان يحيي الرئيس في شارع الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) ومنهم نحن الاعلاميين الذين كنا نغطي زيارته التاريخية لمدينة العلم والعلماء والصدق والصادقيين,الا من كان في نفسه غلُ مدفون لهذه المدينة التي اصبحت منارا لكل الاحرار والشرفاء والتي اغاضت المحسوبين على هذه المدينة والذين لايعرفون ولو حتى شيئا نزيرا من تاريخها وتضحية ابنائها الذين صبغت دماؤهم واشلاؤهم سجون ومعتقلات العراق ,وهؤلاء المرتزقة لايريدون لها ان يعاد ولو شيئا بسيطا من مجدها والقها الذي وتره اشباه الاعلاميين والمحسوبيين على النجف والذين تبوءوا خلسة مناصب ومسؤوليات دون ابنائها وكأن النجف لم تلد الجواهري ومحيي الدين والصافي والحبوبي والخليلي والحصيري وكاشف الغطاء وووو ..
فعلى الذي يعنيه النجف ويريد لها زهوها والقها وعنفوانها وان تبقى على علاقاتها التاريخية مع شعبنا الكردي وترصينها ..عليهم اخراس هذه الافواه الافاكة والاسنة التي نقلت وقائع زور وبهتان وزورت الحقيقة واساءت كثيرا للزيارة التاريخية لمام جلال واين؟ في وسيلة اعلام تدعي انها نجفية ,فعلى من يعنيه الامر ان يضع ضوابط لهكذا مؤسسات وان توضع باياد امينة ومن اهلها و تحافظ على قدسيتها وقدسية ارتباط اسرها بالنهج والخط التي عرفت به .
عبد الكريم الحاج صالح الحيدريالنجف الاشرف المحروسة بالله ورسوله واسده الغالب
https://telegram.me/buratha