المقالات

جذور الفكر الطائفي في العراق

1751 15:53:00 2008-02-11

( بقلم : سعد البغدادي )

الحديث عن الجذور الطائفية في العراق تجرنا الى الارث التاريخي الذي ورثه هذا البلد من العهود السابقة فهي لم تنشأ في العهد الوطني ولا في العهود التي تلته بقدر ما هي ارث استورثه العراق من ايام السلاجقة والصفويين. فقد كان العراق ولاسباب جغرافية واقتصادية ان يكون مسرحا للصراع بين السلاجقة الاتراك والبويهيين الفرس. فحينما استولى السلاجقة الاتراك على الحكم في العراق قاموا باضطهاد جميع الفرق الاسلامية التي تخالف معتقدهم وارتكبوا ابشع المجازر ورسخوا مقولة الفكر الاخر كذلك كان حكم البويهيين. استمر هذا الحال الطائفي في العراق بعد سيطرة الاتراك الدولة العثمانية على العراق .ولم يكن الحال باحسن منه ايام الحكم الملكي الذي ورث هذه الاشكالية العميقة فتاسيس اول حكومة وطنية برئاسة عبد الرحمن النقيب لم تضم ولا وزير شيعي بينما ضمت وزيرا مسيحيا واخر يهوديا وحينما يسئل النقيب عن ذلك ينفي ان يكون الشيعة مسلمين؟

ويستمر ارث العراق الطائفي بروزا في العهد الملكي بحيث يصبح من الصعب جدا على شاعر عربي كبير مثل محمد مهدي الجواهري ان يحصل على تعين في وارة التربية كمعلم لاسباب طائفية وتبرز اكثر في ازمة الصولي وكتابه الذي اثار ضجة .في العهد الملكي تلاشت الفروق بين المذاهب كما كانت عليه ايام السلاجقة والبويهيين ليصبح هنا لدينا معادلة سنة+شيعة هي الحاكمة في العراق .

حاول الملك فيصل الثاني ان يتجنب الولوج في هذه المعادلة وان يكون اكثر وطنية باعتباره لكل العراقيين لكن الظروف وواقع العراق الجغرافي كان هو الذي يفرض سياسته

استفاد فيصل الاول من كونه ينتسب الى ال الرسول من جذب الاطراف الشيعية اليه ويقال انه اصر على دخول العراق في يوم يصادف من اهم اعياد الشيعة (عيد الغدير) ليوحي للمرجعية في النجف بانه مازال ملتزما بتلك الروح الدينية. قرب اليه الشيعة لكن هذه الامور سوف تجر البلاد الى ازمة اكبر حينما نعرف ان ثمانية اشخاص فقط استلموا منصب رئاسة الوزراء هم من الشيعة مقابل 60 شخص سني تقلدوا هذا المنصب والتاريخ يسجل ان ثلاثة ملوك حكموا العراق وخمسة ر ؤوساء من السنة مقابل نسبة سكانية 60% من الشيعة و17% للسنة

الامور سوف تكون اكثر تعقيدا حينما حاول عبد الكريم قاسم ان يقضي على الفكر الطائفي في العراق وسوف يدفع الرجل حياته ثمنا لهذا التوجه الذي عد غريبا عن سياسة العراق وفعلا اطاح بالزعيم ر جل من اقرب المقربين اليه(عبد السلام عارف) لانه خرج عن المنظومة الطائفية .اول الاعمال الطائفية والاستفزازية لعبد السلام عارف هي ضرب المرجعية الدينية ومخاطبتها بروح الاستعلاء .وفي هذا الوقت صدرت اوامر جمهورية ببناء مساجد للسنة تاخذ مسميات تاريخيا لشخصيات سنية ومنع بناء او عرقلة بناء مساجد او حسينيات للشيعة .يستمر هذا التوجه في كل مؤسسات الدولة ويصبح تدريجيا الشيعة مواطنون من الدرجة الثانية

وحينما يستولي البعثيون على مقاليد السلطة يكون الفكر الطائفي قد وصل الى مداه فيتم اقصاء كل الشيعة من الحكم وتدريجيا يحاسب المواطن على هويته المذهبية حتى حينما بدات الحملة ضد الشيوعيين كان يسال المعتقل هل انت شيوعي سني ام شيوعي شيعي؟الشيوعي الشيعي يعدم والشيوعي السني يفرج عنه.ويستمر الفكر الطائفي الى ما وصل اليه من محاولات ليس اخرها القمع الوحشي ضد الشيعة ومقدساتهم في انتفاضة اذار عام 1991 ورفع شعار لاشيعة بعد اليوم

هذا الارث التاريخي المزدوج( القامع والمقموع) هو ارث التجربة الجديدة فما زلنا ننظر الى السنة باعتبارهم حاملين لتك الافكار وتلك العقد ومازالوا ينظرون الينا باعتبارنا درجة ثانية؟ كيف اذن تم التعامل مع هذه الحالة في ظل تهاوي الافكار القمعية وسلطة العسكر التي تمتع بها السنة طيلة الفترة الماضية التي امتدت لعقد من الزمانلغة الثار كانت هي اللغة السائدة والكامنة والمسكوت عنها بين الطرفين وصولا الى الحدث الاكبر الذي فجر المسالة الطائفية في العراق وابرازها الى السطح( تفجير سامراء)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك