المقالات

الارهاب بثوب جديد

1255 14:43:00 2008-02-11

بقلم: عبد الرزاق السلطاني

لقد اثبتت مسارات الخارطة السياسية العراقية إن استمرار الاوضاع الامنية لا تبدو مريحة لمن ارتبط بالمنظمة الارهابية الدولية التي تتحرك لخلق فوبيا ضد الديمقراطية والتغيير، فقد حاولت بشتى الوسائل فرض منظومة اسلاموية متطرفة لتشويه الواقع الانساني والانحدار به نحو آيديولوجيتها المنحرفة من خلال لجوئها الى عمليات لا علاقة لها باي هدف عسكري او حكومي من قتل جماعي واستهداف الابرياء وترويعهم، كما عملت على اشاعة ظواهر الهيمنة والاستبداد ومصادرة الحقوق والتسلط على مرافق الحياة كافة، فضلاً عن سعيها وبشكل خطير الى هدم مرتكزات النمو والتطور المجتمعي، وهنا فإن انعدام المضمون البنيوي الواضح والمحدد لها اسقطها في مستنقع التمرد والتقلبات المتذبذة، اذ ان احدى اهم التطبيقات التحويلية في البنى الوطنية هو تحقيق نجاحها في العراق بتماسك قوانا الوطنية وهذه الديناميكية ستجعل من العراق نموذجا للمحيطين العربي والدولي، فتصدير الازمات غير وارد في حساباتنا لكن في الحقيقة إن أمن العراق هو جزء من امن المنظومة ليست الاقليمية فحسب إنما المنظومة الدولية ككل، ومن هنا فنحن اكثر وضوحاً في تأكيدنا المحافظة على عدم اهدار المكاسب الامنية التي تحققت في العراق وعلى الجميع تعزيزها بما يسهم في توفير الاجواء لبناء مؤسساته بمشاركة كل اطياف المجتمع العراقي لتحقيق التقدم والازدهار وعلى كل الصعد، لا سيما ملف ضبط الحدود ومكافحة التسلل.

فإن عودة العراق بقوة مضطردة الى سوق التجارة العالمية يعد عنصراً من العناصر الاساسية المحددة لطبيعة العلاقة بين بغداد والعالم في شقها الاقتصادي، لكن هذه المسألة مرتبطة ببناء المؤسسات العراقية واعادة الاعمار وتوزيع الثروات بما يتناسب مع الاستحقاق السكاني لكل العراقيين. ويدخل في اطار البناء المؤسسي الرصين توخي الشفافية الكاملة مع الجماهير بفضح الفساد الإداري كونه جريمة لا يستطيع احد ضبطها بسهولة لأنها جريمة ضمير وقد تمس القانون وتتجاوزه باختلاف المبررات من الاختلاس والرشاوى والابتزاز وممارسة التجارة غير المشروعة، فهي تخفي بجوهرها الجرائم المنظمة فربما تتحول بالتدريج الى اخطبوط يلتف حول المجتمع، ليتحول الابتزاز الى طقس حياتي يومي يمارسه اصحاب الضمائر الميتة في ظل عمى عارم ليرتع المفسدون على هواهم وسط لا مبالاة اتكالية المجتمع، وكأنه حقيقة من حقائق الحياة، ليصبح اسلوبا ونمط حياة يحاصر من يقف بوجهه، غير أن الحرية ليست هبة تهبط من الأعلى بضربة ساحرة على طالبيها، انما هي فعل إنساني تتأسس فيه شرائع العدالة والحقوق، والحرية تحاصر اهتزاز النظام القيمي وليست تقوض الوعي والمعرفة ليتحول الى مساومة على الامن والاستقرار ليكون في نهاية المطاف سمة ملازمة للنظام، ومما لا شك فيه ان هذه اشكاليات وعوائق تعترض المسيرة البنيوية فلا بد من موازنة الموقف والخروج بتقييم لتحديد اتجاه البوصلة لبيان مكامن الارهاب بكل أنواعه لتبدا صفحات الاعمار الحقيقي وطي تراكمات الماضي الاجرامي بكل تداعياته.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك