المقالات

شعار حزب الله والسيد مقتدى الصدر

4321 2019-09-15

🖊ماجد الشويلي

 

القاصي والداني يعلم علم اليقين ان مثل حزب الله اللبناني لا يختار شعاراته جزافا او ينتقيها اعتباطا .

وبالاخص شعار العاشر من محرم الحرام في كل عام .

هذا الشعار الذي يظهر  على يمين السيد حسن نصر الله وهو يلقي خطابه المعتاد في ليلة العاشر  ونهار  عاشوراء حمل هذه السنة عنوان (أنبقى بعدك)

ومن المعلوم ان هذه الجملة مقتبسة من كلام اصحاب الحسين ع ليلة العاشر من محرم الحرام سنة 61 هـ وهم يعاهدونه ويجددون البيعة له على الجهاد والطاعة والفداء والتضحية لاجله ولاجل دينهم وعقيدتهم .

وقد اراد الحزب على مايبدو هذا العام ان يقارب طاعته للولي الفقيه القائد الخامنئي بطاعة اصحاب الحسين للحسين ع في ليلة العاشر ونهاره.

وهذا ما صرح به سماحة السيد حسن نصر الله بكل وضوح حين وصف القائد الخامنئي بانه حسين العصر وانه قائد مخيم الحق والمقاومة في هذا الزمان !

 ورغم ان هذه هي حقيقة ايمان حزب الله بالقائد الخامنئي (اعزه الله) وهي معروفة على المستوى العالمي والاقليمي والمحلي الا ان السيد حسن نادرا ما يلجا للحديث عن الجمهورية الاسلامية وعن القائد الخامنئي بهذه الصيغة الى الحد الذي يخاطبه فيها معاهدا ب ((ماتركناك يابن الحسين))

وما دام اختيار الشعار لدى الحزب ليس اعتباطيا فمن المؤكد ان كلمات سماحة السيد حسن محسوبة بدقة وعناية فائقة لما لها من تاثير على مستوى المنطقة والعالم .

اذا مالذي دفع به ان يصدح بهذه الكلمات وفي هذا الوقت بالتحديد ؟!

لاشك ان ثمة معطيات جديدة اصبحت بحوزة الحزب تنذر باحتمالية وقوع حرب شاملة في المنطقة وهذا مايمكن لنا نحن المتابعين تلمسه من سلسلة الوقائع الميدانية والسياسية في المنطقة .

بل هذا ما صرح به سماحة السيد حسن نفسه حين لم يستبعد وقوع هذه الحرب وقال بانها اذا وقعت  فستكون نهاية اسرائيل وخروج امريكا ومصالحها بشكل كامل من المنطقة .

والمعطى الجديد الذي يعزز هذه الفرضية هو اعلان فصائل المقاومة الفلسطينية مجتمعة بان اي  عدوان على المقاومة في لبنان سيعد عدوانا على جميع فصائل المقاومة في فلسطين والتي ستقف فيه حتما لجانب حزب الله .

ومن جانب آخر فان حزب الله بدوره ايضا كان قد اكد على انه يجسد هذا التلاحم مع المقاومة الفلسطينية من خلال حرصه على ان يكون الرد على العدو الصهيوني بخصوص حادثة الطائرة المسيرة التي اسقطت في الضاحية الجنوبية من الاراضي المحتلة .

وكانه اراد بذلك اعلانه تدشين مرحلة الشروع بتحرير الاراضي الفلسطينية وان قواعد الاشتباك وجغرافية المواجهة قد تبدلت تماما.

هذه المعطيات الامنية والاستخباراتية والعسكرية والتحولات الكبرى في معادلة الصراع مع العدو

  لم تكن لتمر دون ان تترك اثرها على الساحة العراقية. بل ان العراق في قلب المعركة كما قد تبين من خلال استهداف اسرائيل لمخازن اسلحة الحشد وتصفياتهم الجسدية لبعض قادته .

ولا شك ان السيد مقتدى الصدر معني بشكل مباشر بهذه المعطيات الهامة ، وهو لازال يحمل لواء مخاصمة امريكا ومعاداتها ولازالت قاعدته الشعبية مناوئة للسياسات الامريكية في المنطقة ولاحاجة للتذكير بدور جيش المهدي بقيادته في مواجهة الامريكان ومقارعتهم .

وقد يكون الاخوة في ايران او لبنان قد وضعوا بين يديه تلك المستحدثات الخطيرة على الصعيد الامني والسياسي فاراد ان يؤكد على انه لازال على ثوابته العقائدية وانه لن يسمح باعتداء امريكا على اي بلد مسلم _كما صرح بذلك عدة مرات _سيما ايران الجمهورية الاسلامية التي وقفت معه ودعمته بالمال والسلاح ابان مواجهته للاحتلال الامريكي

فحرص على ان يظهر لجنب السيد القائد الخامنئي وعن شماله الحاج قاسم سليماني في مجلس عزاء ابي عبد الله الحسين ع  ليؤكد لكل من يشاهده ان مايجمعه مع الجمهورية الاسلامية وقائدها اكبر مما يتصوره الاعداء وما يظنه الجهلاء فهم بجتمعون بالحسين ع رمز مقاومة الطغاة والمستكبرين  .

بل لعل تلك الجلسة الحميمية قرب القائد الخامنئي  تحمل معنى ذلك الشعار الذي رفعه حزب الله ((انبقى بعدك)) ولكن على الطريقة الصدرية .

فالسيد مقتدى  الصدر كان قد حضر هذا المجلس فيما مضى ولكن لم يكن بهذا القرب من السيد القائد الخامنئي(اعزه الله)

اللهم وحد كلمتنا وانصرنا على عدوك وعدونا

آمين يارب العالمين

ــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك