المقالات

فعلنا العَبرة.... فهل حققنا العِبرة!! من قضية الإمام الحسين عليه السلام

3368 2019-09-10

أحمد كامل عودة

 

وهاهو العام ١٣٨٠ على مرور الحادثة العظيمة في أرض كربلاء، حادثة إنتصار الدم على السيف، حادثة مقتل الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه، عندما استدعي من قبل أهل الكوفة يطلبون فيها نصرتهم وتخليصهم من الظلم والجور الذي واجهوه في تلك الفترة ازاء الحكم الأموي، والذي حاول فيه طمس الهوية الإسلامية ونشر الفساد، وإعادة تقاليد وعادات الجاهلية من جديد على الرغم من الفترة الوجيزة بين بداية الرسالة المحمدية وبين تسلم الحكم الأموي لزمام الأمور عنوةً ومكراً بعدما استطاعوا من تثبيت حكمهم وكسب الكثير من المسلمين المرتدين والذين دخلوا الإسلام خوفاً او طمعاً وليس إيماناً منهم وطوعاً.

فلو تمعنا بقراءة الأحداث التي دارت في تلك الأيام نجد فيها الكثير من العِبر والأهداف التي تستفاد منها المجتمعات في كل زمان ومكان، دروس تجعل من الإنسان أن يكون صاحب تجربة حتى وان لم يخضها.

فقد شملت القضية وجمعت العديد من الخصال الإنسانية، ففيها الوفاء والصدق والصبر والايثار والتسامح والشجاعة والزهد والعلو والرفعة... الخ من الخصال، التي وفرت نهجاً متكاملاً للبشرية، ويكون لهم سفينة نجاة من هاويات الدنيا.

فالحسين عليه السلام عِبرة وعَبرة وقدمت فيها العِبرة على العَبرة لما تحتويه تلك الكلمة من معنى في بناء الإنسان، لقد هيآت قضية الإمام الحسين عليه السلام نهجاً متكاملاً للباحثين في قضايا بناء الإنسان، ويعتبر ذلك من أهم القضايا في إصلاح المجتمعات.

كنا سابقاً نتسائل عن سبب منع النظام السابق للتطرق لقضية الإمام الحسين عليه السلام والتعمق فيها، وهذا ما يفعله كل حاكم جائر، وكانوا يضعون القيود ويشددون على جميع الشعائر التي تتطرق إلى قضية الإمام الحسين عليه السلام، وكان الجواب على ذلك هو خوفاً من استنهاض البشرية وتنشيط وعيها، لأن النهضة التي تشعلها القضية الحسينية في صدور محبيه وناصريه يصعب اخمادها.

لكن بعد سقوط النظام الجائر وانفتاح الحريات وممارسة الطقوس الدينية بتمامها، نعود لنتسائل هل بدأت النهضة الحسينية في قلوبنا، هل اصلحنا ذاتنا هل نحن الآن سفراء للقضية الحسينية لباقي الشعوب والاديان والمذاهب الأخرى، هل عكسنا الصورة المشرقة لتلك القضية للانسانية جمعاء، وهل نحن قانعون بما نعمل تجاه قضية الإمام الحسين عليه السلام واهدافها، فالعَبرة هي البكاء والتأسي بالقضية وهذا قد اديناه وعملنا به، فهل حققنا العِبرة من تلك القضية؟ سؤال نطرحه على أنفسنا ونحن فقط من نجيب عليه.

 وقبل ان نجيب يجب أن نعلم ان سفينة الحسين عليه السلام والتي سميت بسفينة النجاة كما في الحديث الشريف (الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة) لا يركب فيها الا من صلحت نفسه من حب الدنيا وزخارفها.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محرز
2022-04-22
مقال جيد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك