المقالات

المدرسة الحسينية..!


حامد الحمراني

 

اما مدرسة الحسين عليه السلام فإنها تمزج بين الدروس النظرية والعملية ولجميع مراحلها الدراسية (الابتدائية والثانوية والجامعية)، ويقبل في تلك المدرسة من يحترم حياة الثائرين، ويفشل فيها من يكره موت المصلحين، وعلى من يدخل في تلك المدرسة ان يحفظ عن ظهر قلب وضمير ووجدان ما كتب على بابها قبل اكثر من الف وثلاثمائة سنة (من التحق بنا استشهد ومن تخلف لم يدرك الفتح).

اما الذين يستمرون في تلك المدرسة فــلابد انهم يمتلكون المؤهلات الخاصة وتتوفر لديهم معدلات عالية في الولاء والحب لتنطبق عليهم شروط امامهم (من كان باذلا فينا مهجته وموطنا الى لقاء الله نفسه).

وقد يصبح اشخاص معيدين في تلك المدرسة ومنهم من يحصل على شهادة الدكتوراه خاصة الذين يعرفون السر الالهي بين ما كان يردده النبي الخاتم (اللهم اغفر لقومي انهم لا يعلمون) وبين بكاء الامام الحسين على من سيقتله فيما بعد (ابكي على هؤلاء القوم الذين سيدخلون النار بسببي).

نعم ادارة المدرسة لا تستقبل البخلاء والمترددين والذين يقبلون بالامر الواقع ويهادنون السلطان وايديهم ملطخة بموائده النتنة ؛ لان استمارة القبول للانتماء للحسين تشترط ان يتمتع الطالب بالفداء والعطاء ونكران الذات وحب الحرية ونبذ الظلم والطغيان اياً كان مصدره، وهي تحتاج الى معدلات كبيرة في التوحيد وهو الذوبان في رب الحسين الذي اعطا للحسين كل شيء.

دروس المدرسة الحسينية لا تتعدى الحب والفضيلة وصناعة حياة جديرة بالعيش في ظل العدل والحرية والرخاء، بعيدا عن الفراعنة والظلمة دعاة الفقر وانصاف الطغاة، وشهادة التخرج لا تمنح الا لمن يرتوي من مقولة السيدة زينب عندما قال لها امير المجرمين يزيد (كيف وجدتي فعل الله بكم؟ قالت: ما رأيت إلا جميلا، والحمد لله الذي مّن علينا بنبيه الخاتم؛ لذلك فأن مقررات الدراسة الابتدائية فيها تقول "اذا كان الاسلام محمدي الوجود وحسيني البقاء فأن عاشوراء حسيني الحدث وزينبي البقاء.

ويتم في المدرسة تخريج دفعات كبيرة من الملاكات الحسينية التي تخدم قضيته في الميدان وخاصة ايام الفجيعة سواء في العاشر من محرم ام في العشرين من صفر، فاذا ما كُلفوا في المواكب الخدمية فان ادارة المدرسة تتحدى اي "كادر" في العالم يعمل ويجد في الليل او في النهار ويخدم ولا يعرف الملل والكسل والفساد والمحسوبية كما هم، وتتحدى اكبر المؤسسات في العالم بتخصيص الاموال لإقامة المناسبات لأية شخصية في الكرة الارضية كما يرصدون هم.

وعلى الطالب ان يجيد لغات العالم اجمع وخاصة المفردات الخاصة بحب الحسين والبراءة من المجرمين اعدائه، فاذا ما وفق لزيارة سيد الشهداء فعليه ان لا يتعجب اذا ما وقف بجانبه جميع خلق الله، وتفوح منهم جميعا رائحة العنبر، وهم يبكون او وهم يرددون بالسنة شتى وقلوب واحدة (لبيك ياحسين).

ومعروف ان عميد المدرسة هو ابو الفضل العباس والسيدة زينب اما مدرسيها الدائمون فهم مسلم بن عقيل وعلي الاكبر وزهير بن القين وحبيب ابن مظاهر والمختار الثقفي وعابس الشاكري والحر الرياحي ووهب وشوذب وشبيب وبرير ومسلم بن عوسجه وهاني بن عروة ووهب بن حباب الكلبي وعمر بن خالد الصيداوي واخرون لا اعرفهم.

قال لي صديقي: هل انت منتمي لتلك المدرسة؟ قلتُ انا استحي ان املي استمارة القبول حتى يوفقني الله ان اقتل ألف يزيد في داخلي.

 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك