( بقلم : ناهدة التميمي )
قبل حوالي اسبوع عرضت قناة الحرة مشاهد بؤس ومعاناة لا يقبلها وجدان ولا ضمير ولا ترتضيها انسانية او فطرة سليمة لارامل عراقيات ونساء ثكالى معدمات فقدن الزوج او الابن وهو المعيل الوحيد للاسرة ... فبقيت هؤلاء النسوة المبتليات يقاسين شظف العيش في اعالة الاطفال لانه وببساطة ليس لهن اعانات من الدولة فراح بعضهن ولانقطاع السبل بهن يعشن على تصدق الاخرين من الذين بدورهم يعيشون على الكفاف .. كادت الدموع تفر من عيون احداهن وهي تحكي الماسي التي مرت وتمر بها بسبب فقدها الزوج المعيل الذي اختطفته عصابات القاعدة وقتلته ذبحا, وترك لها ارثا من المعاناة والفقر واطفال اكبرهم بنت في السادس الابتدائي قالت الام انها ستجبرها على ترك المدرسة لانها لا تقوى على المصاريف وهي لا تعرف اين تذهب بهم وكيف تعيلهم فالتجأت الى اختها الصغرى وهي بدورها ارملة ايضا قتلت عصابات البعث والقاعدة زوجها وتركتها للاقدار لتعيش على الكفاف ولديها طفلة مصابة بسرطان تكسر كريات الدم.
كل ذلك والكاميرا كانت لازالت تتجول في مدينة الثورة او الصدر لتلتقي بعجوز لم تستطع الكثير من الكلام لان ماساتها اكبر من ان تحكيها فجلبت صورة لشاب جميل في التاسعة عشرة من عمره لتقول انه ولدها وفلذة كبدها وقد ربته يتيما ( بدمع العين وماجرى) وبعد ان وجد وظيفة( بالشافعات) في الشؤون الاجتماعية فرحت فرحا غامرا وتصورت ان الزمان قد ابتسم لها وان الاوان قد حان لتستريح من العناء لانه سندها الذي سيلم كبرتها وتتعكز عليه في عجزها .. ولكن الفرح لم يدم , فبعد شهرين فقط من تعيينه نصبت له مقاومة اخوة صابرين سيطرة وهمية قتلوه فيها ورفاقه ليتركها وحيدة .. وقد عجزت من المراجعات لوزارة الشؤون الاجتماعية للحصول على راتب تقاعدي ولكن لاحياة لمن تنادي لان الجماعة لاهين بجمع ماتيسر من السحت الحرام مما خف وزنه وغلا ثمنه . . فمن بحال الفقير والمعدم.
وقبل فترة قرأت استنجاد من مواطن مريض في مدينة الجبايش الى وزير الصحة .. كما كتب الاستاذ سيف الله علي مشكورا بدوره نداء استغاثة الى وزير الصحة عن هذا المواطن.. ولكن اقول هل هذا هو الحل ان نستنجد ونستغيث لكل مواطن ام ان هنالك امكانيات في العراق تساوي ثروات العالم مجتمعة لو احسن تدبيرها وتوزيعها بشكل عادل على جميع الشعب وعلى المعسرين بشكل خاص .. اليس المفروض ان تكون هنالك وفي كل مدينة دائرة رعاية اجتماعية ذات ضمير والمقيمين عليها من المعروفين بالنزاهة وعفة اليد والانسانية لتغيث مثل هؤلاء وبشكل عاجل ودون ابطاء ..
ثم نقول لمؤسسة الشهيد .. اين انتم من هؤلاء الارامل والايتام لتمدوا لهم يد العون وتعينوهم على تصاريف الدهر وقسوته فهؤلاء دفعوا الثمن غاليا لانهم انتخبوا الاحزاب الشيعية.. واين ايران وهداياها وعطاياها لحماس وغزة وسوريا ولبنان من هؤلاء الشيعة الفقراء والذين ذبحهم الارهاب البعثي السعودي الوهابي لانهم محسوبين على ايران الشيعية .. ام ان ضمير العالم كله مات .. فهل شاهد العالم من قبل حربا كهذه مادتها الرئيسية المدنيين والتجمعات البشرية وادواتها التفخيخ والتفجير والذبح والخطف وتهديم البنية التحتية والتخريب العارم لكل مظاهر الحياة واقتلاع دور العبادة والمدارس والمستشفيات بالنسف والتفجير.
من العار ان تجوع الارامل والايتام في بلد تساوي ثروته كل ثروات العام مجتمعة ولقد يئسنا من مخاطبة الحكومة والاحزاب المتنفذة لانه ما لجرح بميت ايلام ولكننا نخاطب التيار الصدري لان هذه المدينة محسوبة عليهم وهي معقلهم ان يجدوا حلا لهؤلاء النسوة واطفالهن.. ومن العار وقد بلغت ميزانية الدولة خمسين مليارا او يزيد ان يبقى الفقراء بدون ماوى او طعام او يعيشون وينامون على المزابل ومن العار في ظل هذه الميزانية ان يبقى الفيلية مشردين في مخيمات البؤس في ايران يقاسون مايقاسون وكانهم خارج التاريخ ومحرومين من ابسط مقومات الحياة.
https://telegram.me/buratha