المقالات

اهكذا نستجيب لدموع الارامل والايتام...!!

1540 00:47:00 2008-02-10

( بقلم : ناهدة التميمي )

قبل حوالي اسبوع عرضت قناة الحرة مشاهد بؤس ومعاناة لا يقبلها وجدان ولا ضمير ولا ترتضيها انسانية او فطرة سليمة لارامل عراقيات ونساء ثكالى معدمات فقدن الزوج او الابن وهو المعيل الوحيد للاسرة ... فبقيت هؤلاء النسوة المبتليات يقاسين شظف العيش في اعالة الاطفال لانه وببساطة ليس لهن اعانات من الدولة فراح بعضهن ولانقطاع السبل بهن يعشن على تصدق الاخرين من الذين بدورهم يعيشون على الكفاف .. كادت الدموع تفر من عيون احداهن وهي تحكي الماسي التي مرت وتمر بها بسبب فقدها الزوج المعيل الذي اختطفته عصابات القاعدة وقتلته ذبحا, وترك لها ارثا من المعاناة والفقر واطفال اكبرهم بنت في السادس الابتدائي قالت الام انها ستجبرها على ترك المدرسة لانها لا تقوى على المصاريف وهي لا تعرف اين تذهب بهم وكيف تعيلهم فالتجأت الى اختها الصغرى وهي بدورها ارملة ايضا قتلت عصابات البعث والقاعدة زوجها وتركتها للاقدار لتعيش على الكفاف ولديها طفلة مصابة بسرطان تكسر كريات الدم.

كل ذلك والكاميرا كانت لازالت تتجول في مدينة الثورة او الصدر لتلتقي بعجوز لم تستطع الكثير من الكلام لان ماساتها اكبر من ان تحكيها فجلبت صورة لشاب جميل في التاسعة عشرة من عمره لتقول انه ولدها وفلذة كبدها وقد ربته يتيما ( بدمع العين وماجرى) وبعد ان وجد وظيفة( بالشافعات) في الشؤون الاجتماعية فرحت فرحا غامرا وتصورت ان الزمان قد ابتسم لها وان الاوان قد حان لتستريح من العناء لانه سندها الذي سيلم كبرتها وتتعكز عليه في عجزها .. ولكن الفرح لم يدم , فبعد شهرين فقط من تعيينه نصبت له مقاومة اخوة صابرين سيطرة وهمية قتلوه فيها ورفاقه ليتركها وحيدة .. وقد عجزت من المراجعات لوزارة الشؤون الاجتماعية للحصول على راتب تقاعدي ولكن لاحياة لمن تنادي لان الجماعة لاهين بجمع ماتيسر من السحت الحرام مما خف وزنه وغلا ثمنه . . فمن بحال الفقير والمعدم.

وقبل فترة قرأت استنجاد من مواطن مريض في مدينة الجبايش الى وزير الصحة .. كما كتب الاستاذ سيف الله علي مشكورا بدوره نداء استغاثة الى وزير الصحة عن هذا المواطن.. ولكن اقول هل هذا هو الحل ان نستنجد ونستغيث لكل مواطن ام ان هنالك امكانيات في العراق تساوي ثروات العالم مجتمعة لو احسن تدبيرها وتوزيعها بشكل عادل على جميع الشعب وعلى المعسرين بشكل خاص .. اليس المفروض ان تكون هنالك وفي كل مدينة دائرة رعاية اجتماعية ذات ضمير والمقيمين عليها من المعروفين بالنزاهة وعفة اليد والانسانية لتغيث مثل هؤلاء وبشكل عاجل ودون ابطاء ..

ثم نقول لمؤسسة الشهيد  .. اين انتم من هؤلاء الارامل والايتام لتمدوا لهم يد العون وتعينوهم على تصاريف الدهر وقسوته فهؤلاء دفعوا الثمن غاليا لانهم انتخبوا الاحزاب الشيعية.. واين ايران وهداياها وعطاياها لحماس وغزة وسوريا ولبنان من هؤلاء الشيعة الفقراء والذين ذبحهم الارهاب البعثي السعودي الوهابي لانهم محسوبين على ايران الشيعية .. ام ان ضمير العالم كله مات .. فهل شاهد العالم من قبل حربا كهذه مادتها الرئيسية المدنيين والتجمعات البشرية وادواتها التفخيخ والتفجير والذبح والخطف وتهديم البنية التحتية والتخريب العارم لكل مظاهر الحياة واقتلاع دور العبادة والمدارس والمستشفيات بالنسف والتفجير.

من العار ان تجوع الارامل والايتام في بلد تساوي ثروته كل ثروات العام مجتمعة ولقد يئسنا من مخاطبة الحكومة والاحزاب المتنفذة لانه ما لجرح بميت ايلام ولكننا نخاطب التيار الصدري لان هذه المدينة محسوبة عليهم وهي معقلهم ان يجدوا حلا لهؤلاء النسوة واطفالهن.. ومن العار وقد بلغت ميزانية الدولة خمسين مليارا او يزيد ان يبقى الفقراء بدون ماوى او طعام او يعيشون وينامون على المزابل ومن العار في ظل هذه الميزانية ان يبقى الفيلية مشردين في مخيمات البؤس في ايران يقاسون مايقاسون وكانهم خارج التاريخ ومحرومين من ابسط مقومات الحياة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صباح محسن كاظم
2008-02-10
من المؤسف حقا ان يصبح عراقنا وطن الايتام والارامل بسبب القتلةالبعثيين في عهدين ،يوم قرصنوا على السلطة ويوم هزموا منها مذعورين في الحفر ودول الجوار دول السوء في عهدين ايضا،يوم كانوا يمدوه بالسلاح للفتك بجوارنا المسلم ثم انقلب ثعلب البعث الماكر عليهم فولوا فرارا ،واليوم البعث السوري وعربان الصحراء وجوارنا المسلم يتفرج على الثكالى والايتام دون مد يد العون لحكومتنا للقضاء على سرطان الارهاب الممول بالبترودولار،وآسفي ياعزيزتي ياناهدة ياأيها القلم الوطني على ما نرى ونسمع ،لكن سلاحنا اقلامنا لوطن
عمر عبد الله
2008-02-10
والله مو صوج الحكومة . كلها من عصابات ابن صبحة و امنه و مخابراته الدونيه و اللي جابوهم وياهم من العربان و الجربان مثلهم. جا ما كفاهم الارامل و الايتام نتيجة حربهم العربانية وي ايران و امريكا؟؟؟؟؟!!!!!
عاشق براثا الحر
2008-02-10
بوركت يا براثا الحق في نقل الحقيقة.راتب شهري من الحكومة لأنقاذ هؤلاء العوائل و لكن مع الاسف لم نرى من الحكومة اي بادرة خير.ارجو من سيادة رئيس الوزراء المالكي النظر واللة يعينك.
صباح الكناني
2008-02-10
نعم والله لقد لمست عين الحقيقه اين الحكومه من هؤلاء الفقراء ولعل المشكله الواقعه هي ان عصابات القتل والتسليب تمنع اي من المنضمات الحكوميه والانسانيه من العمل داخل هذه المدينة الا باملا من المكتب والمكتب ساكت عن تصرفات هذه العصابات التي تنتسب له فمن المشؤل هل هو مقتدى الصدر ام عبد الزهره السويعدي وهو مدير هذا المكتب في الرصافه ووجود مكتبه في هذه المدينه يحمله هذه المسؤليه وسيطول وقوفه ومن معه يوم القيامه
سلام الحر
2008-02-10
على كل عراقي مساعدة اهله العراقيين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك