المقالات

الحذر من حياة الشباب في دوامة الفراغ

1880 2019-08-26

أحمد كامل عودة

 

الوقت كالسيف ان لم تقطعه يقطعك ، حكمة قيلت منذ مئات السنين قالها احد الحكماء العرب في دلالة على اهمية الوقت لدى الانسان ، وتسابقه مع الزمن في اشارة مهمة ان الوقت يمضي سريعاً ولابد للإنسان استغلاله بأفضل استغلال ، لكن هل عمل العرب بتلك الحكمة فعلياً ، ومن هو الذي استفاد من تلك الحكمة وسارع الزمن حتى سبقه بعدة سنوات في العديد من التجارب ، فلو لاحظنا العرب وطرق حياتهم تجدهم غير مكترثين تماماً للوقت من خلال كثرة المقاهي ودور الاستراحة التي تملئ مدنهم ، والتي تعج بالشباب الذي يقضي ساعات طوال بالجلوس على مساطبها .

ان اخطر آفة تصيب المجتمع هي التكاسل وعدم الاكتراث للوقت ، والفراغ الطويل في حياة الانسان خصوصاً في مرحلة المراهقة والشباب فتكون تداعياتها خطيرة جداً ، ونتاجها مظاهر سلبية تكاد تفتك بالمجتمع ، فمن هو المسؤول عن زيادة الفراغ في حياة الانسان وعدم اهتمامه للوقت ، هل هي كثرة البطالة وعدم العمل ؟ او هو الانسان بذاته يتحمل مسؤولية نفسه ، اكيد البطالة هي احد الاسباب في الفراغ لكن تقع المسؤولية الاكبر على الانسان نفسه ، فهو يمكن ان يقضي وقته بأشياء مفيدة وعدم الاستسلام ووضع نفسه في دوامة الفراغ التي تجعل منه شخصاً ضعيفاً ومستسلماً للظروف المحيطة به .

تفاجئت في يوم من الايام وانا في زيارة لاحد اقاربي في المناطق الزراعية المعروفة في واسط ، والتي تنتج اراضيها افخر انواع القمح وخلال  مسيري اليهم رأيت بين مسافة واخرى غرف منتشرة على الشارع ، وعندما وصلت الى اقاربي سألتهم عن تلك الغرف اجابوني انها مقاهي تفتح عصراً ، وتبقى الى ساعات متأخرة من الليل يتناول فيها الشباب (الناركيلة) ولعب (الدومينا )وتصفح الانترنيت فأستغربت كثيراً من تلك الحالة ، ايعقل اهل الريف والمناطق الزراعية التي كانت تضرب بها الامثال بالطبقات الكادحة امست هكذا ، والتي يقابلها اهمال الاراضي الزراعية وعدم استغلالها بالشكل الامثل  في المواسم الزراعية على الرغم من توفر المياه ، بسبب انشغال الشباب بالسهر والنوم في النهار ، وعندما التقيت بالشباب في المقاهي وجدتهم متذمرين من الوضع ، ويريدون التعيين في دوائر الدولة وهم يرفضون الزراعة بحجة انها مورد اصبح غير مجدي ونافع ورأيتهم يقارنون انفسهم بهذا وذاك ، وبعد لقائي بآهالي الشباب لمست منهم الحسرة والالم على اراضيهم التي صارت بوراً بسبب رفض ابنائهم زراعتها وهم يرمون السبب (بالانترنيت )الذي ساهم بضياع الشباب واضعف قواهم ، صراحة لا اخفي عليكم كنت مسانداً في الرأي لكبار السن لانهم اهل حكمة ومروا بظروف سيئة للغاية ، وبصبرهم وجهدهم تغلبوا عليها ، ويجب ان نستفاد من درايتهم في تسيير الامور وعدم الاستسلام للعادات الدخيلة على مجتمعنا والتي انهكت قواه .

نعيب الزمان والعيب فينا ، تلك مقولة اختصرت علينا الكثير ، فتطور وسائل الحياة لم نحسن استغلالها بالشكل الامثل ، وذهبنا الى الجلوس وتناول الحديث وعدم العمل ، اضافة الى ذلك لم تضع الدولة خطط كفيلة تنقذ المجتمع من الركود وانعاش الاقتصاد خصوصاً وان ارضنا تدر خيرات لاتنفذ ، وهناك مشاريع كثيرة يمكن بها زج الاف الشباب فيها وتحويلهم الى شباب منتج ، وانقاذ المجتمع من هاوية الفراغ الذي اصاب الشباب ، ويمكن الاستفادة من افكار النهضة الصناعية التي عملت بها الدول الغربية خلال القرن الماضي والتي غيرت من شعوبها وصارت دولهم من دول العالم الاول بعد ان انهكتها الحروب العالمية .

ـــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك