المقالات

أدارة الإرادات

849 2019-08-23

جواد ابو رغيف

 

أمس بجوار مرقد رائد العدل والإنسانية،التقيت طالب علوم دينية، جذبني اليه لون بشرته السمراء المشرأبة بحمرة الإيمان،تبادلنا لغة العيون،أعقبتها ابتسامة غريب أطمعتني بتبادل الحديث معه علني أقدم له خدمة.

تحدث بلسان عربياً فصيح اسمه (محمد) وهو من (غينيا)،يدرس العلوم الدينية في “مدرسة النجف الأشرف”.

سألته هل يوجد “مسلمين شيعة” في غينيا وكم عددهم؟

قال: نعم نصف مليون من أتباع أهل البيت في غينيا، رغم حداثة انتشار مدرسة أهل البيت في غينيا، فقد عُرف عندنا قبل (25 )سنة.

هل تتعرضون لضغوط من الحكومة؟

قال: أتباع المدرسة الوهابية كتبوا للرئيس (أن الشيعة غير مسلمين، ويجب محاربتهم!، سألهم الرئيس: لماذا تتهمونهم غير مسلمين؟. قالوا :لأنهم يقولون بإمامة علي ابن أبي طالب.قال لهم: انتم كذلك قولوا بإمامة من تشاؤون).

أكمل صديقي أن “المملكة العربية السعودية” أعطت الرئيس الغيني مبالغ مالية ووعدته، بإصلاحات اقتصادية مقابل محاربة المد الشيعي!.

قلت له : وماذا فعل الرئيس؟

قال بابتسامه رائعة: (اخذ الفلوس للبلد ، وقال لهم كل واحد يختار أمامه على راحته، إنا مسؤول عن امن أهل البلد ).

قلت له: الرئيس مسلم؟!.

قال:( مسلم…أظن على المذهب المالكي).

أعجبتني كثيراً حسن أدارة الرئيس الغيني، لأزمة تعد من اخطر الأزمات التي تهدد الأنظمة السياسية في حال تمددها وهي (الفناء الذاتي).

لقد نجح الرئيس في الحفاظ على أبناء شعبه من الأجندات الخارجية التي تبحث عن ساحات صراع خارجية، تعالج عبرها مشاكلها الداخلية،و أحرج “النظام السعودي”، والجم لسانه بالمطالبة بالمبالغ المالية التي دفعها، لان المطالبة تعني كشف “عورة النوايا السعودية” بمساعدة غينيا كبلد مسلم فقير.

ولم تأخذ الرئيس العزة بالكرامة،ورفض الأموال السعودية، فمهمة القادة البحث عن مصالح شعوبهم.

بقيت بقرب صديقي جسد، وسرحت بالمقارنة، بين سوء حظنا كشعب عراقي،يفتقد وجود قادة يستطيعون (أدارة الإرادات الخارجية)،وتحويلها إلى عناصر قوة.

وتساءلت كيف لبلد مثل غينيا صغير يقع في زاوية الفقر، بأقصى “قارة أفريقيا”، يعيش شح الموارد البشرية والمادية، يتعامل بكبرياء وتوازن وبحكمة؟!.

ولماذا لا نحول صراع الإرادات الخارجية، إلى رزق و فرص لسعادة العراقيين جميعاً،سيما وان تلك الإرادات تمثل دول عظمى مثل (الولايات المتحدة الأمريكية)، ودول إقليمية وعربية مثل ( إيران ـ تركيا ـ والسعودية وغيرها).

ترى أين المشكلة؟

هل هي بشكل النظام السياسي؟

أم “بسايكلوجيا” الإنسان العراقي،الذي ولد مهدد من الطبيعة ومن الجيران،فعاش فقدان الهوية؟!.

اعتقد ليس ذلك،لان النظام الحالي هو من بين أفضل الأنظمة في المنطقة،فيما لم يعد الإنسان العراقي مهدد من الطبيعة ففيضان “دجلة” عاد من أساطير الأولين،وارض الرافدين شهدت طمر “ داعش” بعدما “تغول”،وأدرك العالم أن ليس هناك شعب يستطيع مواجهته سوى من وصفهم رب العالمين بـ (رجال أولي بأس شديد) فأوهمهم بغزو العراق،فكانت مقبرتهم الجماعية.

أذن ما نحتاجه هو أعطاء التأريخ “شاغر”، لعقدين من الزمان،بدءاً من “حمورابي”،حتى حكم “البعث”، ونعيش المواطنة العراقية الخالصة كل على ما ولد يعبر عن معتقده وحريته دون مساس بعضنا، وبلا “حديث الأفضلية”، عدا ذلك فتحزموا لـ “معارك المصير”.

لنعيش اطمئنان “محمد الغيني”،فقد كنت غريباً خائفاً بجواره، سوى من جوار “علي”!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك