المقالات

بيعة الغدير والاختبار الأعظم للأمة

1840 2019-08-19

عبد الكريم آل شيخ حمود الشموسي

 

شكًَل الحدث الأهم من حياة الأمة الإسلامية الذي تمثل ببيعة الغدير، بعد حجة الوداع، يوما تأريخياً في خلود الإسلام وامتدادة المستقبلي لما عرف بعصر الإمامة التي إمتدت قرابة مائتان وخمسون عاماً وهو اليوم الذي اختارة الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله وسلم وبوحي سماوي بلا شك فيه تشديد كبير فقرن إخبار الأمة بمبدأ الإمامة مع تبليغ الرسالة وإلا فلا معنىً لتبليغها ؛ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ۖ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ.المائدة ٦٧ وفي هذا اليوم العظيم كانت الحجة بالغة مع وجود جمع من المسلمين يربوا عددهم على مائة ألف وعشرون ومن مختلف الأمصار والحواظر الإسلامية. 
ولأن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام هو نفس الرسول بدلالة آية المباهلة الشريفة ، فإن بيعة الغدير هي الإمتداد الجلي لعصر الرسالة المحمدية ، لا يختلف عنها بشيء.
لتصبح الإمامة هي المحجة البيضاء التي على الأمة السير خلفها والهدي بهداها.
لكن الأمة بعد هذا اليوم تنكرت لنبيها ولم تأخذ الأمر على محمل الجد ، وسلكت الطريق الخطأ ،مندفعة وفق ما أملته عليها عصبيتها القبلية وكأن الأمر لا يعدو كونه حكم لاغير ، فصرح بعضهم بأن لا تجتمع النبوة والإمامة في بيت واحد هو البيت الهاشمي.
فكانت القلة القليلة ممن وفت البيعة والولاء لخط الخلافة الربانية والتفت حول أميرها وامامها علي بن ابي طالب عليه السلام ،لتشكل نواة التشيع الأولى وتعاني ماتعاني من إبعاد وتهميش بعد رزية يوم الخميس وإنعقاد مؤتمر السقيفة التي قضت على طموح الأمة ، حال رحيل النبي الاكرم الى الرفيق الأعلى الذي ترك فيهم؛ما إن تمسكوا بهما لن يضلوا أبدا كتاب الله الكريم وسنته الشريفة، لتتوالى الارزاء والمحن رزية بعدها رزية حتى تسلط شرار الخلق على مقاليد الأمور يوم شج رأس الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بسيف البغي والعدوان في محراب صلاته ،لتفتح أبواب الشر الإموي على مصراعيها، وتغرق بلاد الإسلام ببحور من الدماء على أيدي سلاطين بني أمية وبني العباس ،وقد انتحلوا صفة إمرة المؤمنين زورا وبهتانا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك