بقلم مجاهد منعثر منشد الخفاجي
نرى في وسائل الاعلام الحديث عن الفساد الاداري ! ومكافحته , ولم نلاحظ القانون الاسلامي لعلاج الموضوع منذ بداية الامر . ونقصد بالقانون الاسلامي العمل في احاديث الرسول الاكرم (ص) وأهل بيته الطبين الطاهرين ,فعصمتهم سلام الله عليهم أكبر الية وقانون نأخذ منها للحد من الفساد الاداري ,وبنفس الوقت لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب ,فتكون النتائج مثمرة ..
وزمن الدكتاتورية والاستبداد قد انتهى ,ولايقبل أي عراقي هذا اليوم ان يعود للخلف وزمن ملوث بالتسلط وقمع الحريات الشخصية ..بل الآن يشعر المواطن بحريته ولابد من فسح المجال له ليأخذ دورة في ابداع وطنه بعيدا عن المزاجيات الشخصية .. وأن الابتعاد عن المنهج الاسلامي في الادارة يجعل انحرافات لدى منحرفين من اساسهم ..ومنبع الفساد يكون من طبقات مارسة الفساد سابقا واكتسبت خبرة في هذا المجال ,فعادت تخترق الطيبين لتدخل من تلك الابواب ..وتعمل من أجل غاياتها الشخصية وتفسد في المعمورة وبالتالي يتهم المسؤولين ككل وبدون تشخيص ثم تبدأ اعداء الوطن والشعب بترويج اشاعات بدليل كاذب ضد القادة السياسيين الذن فنوا اعمارهم لمقارعة الاستبداد التكتاتوري . وعلى المؤمن أن يكون مرأة أخيه وذكر عسى ان تنفع الذكرى .
واذكر لكم العهد الذي بعث به الامام امير المؤمنين (( عليه السلام )) الى مالك الاشتر النخعي ( رضي الله عنه ) حينما خلفه واليا على مصر ، والذي يعتبر احسن العهود من نوعه نجد فقرات عديدة تشعر الاهتمام بأصالة النسب ، كما في وصيته باختيار الاصحاب من العوائل الشريفة ، وذلك قوله (( عليه السلام )) : " ثم الصق بذوي الاحساب واهل البيوتات الصالحة والسوابق ثم اهل النجدة والشجاعة والسخاء والسماحة ، فانهم جماع من الكرم ، وشعب من العرف ))1.
ولنقرأ اليه (( عليه السلام )) يقرر لابن الاشتر كيفية انتخاب الموظفين الاكفاء ، ومراعاة الشروط في توليتهم المناصب والمهمات : (( وتوخ منهم اهل التجربة والحياء من اهل البيوتات الصالحة والقدم في الاسلام المتقدمة ، فانهم اكرم اخلاقا ، واصح اعراضا ، واقل في المطامع اشرافا وابلغ في عواقب الامور شرفا " 2. فيشترط في الموظف الذي يقلد امور الادارة ان يكون عفيفا منتميا الى عشيرة شريفة واسرة عريقة في الاسلام والتدين ، كما في ذلك من مصالح عظيمة ، ودرء لمخاطر كثيرة ، فهولاء يؤدون واجباتهم بأخلاص ، لا يرتشون ولا يستغلون مناصبهم لاطماعهم وغاياتهم الشخصية.يقول ( عليه السلام ) في الفضائل العائلية :- (( إذا كرم أصل الرجل كرم مغيبه ومحضره )) 3.فمن كان ينتمي الى نسب عريق في الفضائل كان ملازماً للصفات الخيرة في حضوره وغيابه وذهابه وأيابه . وكذلك قال ( عليه السلام ) :- (( عليكم في قضاء حوائجكم بكرام الأنفس والاصول ، تنجح لكم عندهم من غير مطال ولامنَّ )) 4.
ومن هنا يعلم ان الشرف العائلي في الافراد يجعلهم يقضون حوائج الناس من دون ان يحملوهم مناً او يتجاهلوا في ادائها وروي عنه (( عليه السلام )) أيضاً : " عليكم بطلب الحوائج بشراف النفوس ذوي الاصول الطيبة ، فانها عندهم اقضى ، وهي لديهم ازكى " 4. كما يقول في مورد اخر (( حسن الاخلاق برهان كرم الاعراق )) 5
فيستكشف من حسن اخلاق الانسان شرافة طباع عائلته وكرم نفوسهم . وكقاعدة عامة يمكن ان نقول : انه يجب البحث عن الافراد الشرفاء من بين العوائل الشريفة والعريقة ، فالأسر التي عرفت طوال سنين متمادية بالطهارة والتقوى ، والتي خرجت من جمع الامتحانات في الحياة بنجاح باهر ، لابد وان يبرز من بينها رجال شجعان يجاهدون في الصفوف الاولى دائما ( يتضح هذا جليا في اختيار الامام علي (( عليه السلام )) لفاطمة الكلابية ( ام البنين ) بعد وفاة ابنة عمه الصديقة الزهراء ، اذ قال ( عليه السلام ) لآخيه عقيل ،وكان عارفاً بالانساب :- ( اخطب لي امرأة ولدتها الفحولة من العرب لأرزق منها ولداً يكون عوناً لولدي الحسين يوم عاشوراء الخ )) فان الامام ينظر الى شجاعة الاسرة التي يريد ان يخطب منها زوجته لتنجب له ولدا شجاعاً . وكراما يمدون يد المعونة الى الفقراء في اوقات الازمة ، ويقدمون ثروتهم بكل خلوص وارتياح للمحتاجين ، فيسلكون بذلك قلوب المصابين ويكونون اباء عطوفين لليتامى ، تملأ قلوبهم الرحمة والشفقة والخير والمحبة للناس .ــــــــــــــــــــــــــالمصادر 1.نهج البلاغة شرح محمد عبدة ج 3 .2. البلاغة شرح محمد عبدة ج3 / ص 105.3. من كتاب غرر الحكم ودور الكلم للامدي ص 144 . 4. 2غرر الحكم ودور الكلم ص 214 5. المصدر السابق ص 167.
https://telegram.me/buratha