( بقلم : حامد جعفر )
كنت في الخامسة من عمري, والطفل في مثل هذا العمر تحفر الاحداث الكبيرة في حياته في ذاكرته الطرية فيظل يذكرها ما مد الله في عمره وكانها حدثت قبل ساعات. كان اخي يحملني على ساعده وهو يقف امام صحن الامام موسى الكاظم عليه السلام, واذا بي ارى سيارة تسير في بطيء شديد والناس يتراكضون معها ويتجمعون حولها تجمع النحل حول كورته, ولما اقتربت السيارة منا اندفع اخي مع الجموع وهو يحملني فاصبح امام نافذة السيارة الخلفية وكانت مفتوحة تماما فادخل راسي من النافذة واذا الزعيم عبد الكريم قاسم الذي كان يجلس على المقعد الخلفي يمد يده الكريمة ويقرص خدي وهو يبتسم بحب وحنان.
وها انا حتى يومنا هذا وقد بلغت ما بلغت من العمر لا انسى هذا المشهد الجميل الذي ان دل على شيء فانه يدل على تلاحم الزعيم مع شعبه وكانه واحد من كل عائلة عراقية يتفقدهم ليل نهار ويراعي مصالحهم ويناصر فقراءهم ويبني لهم البيوت ليسكنوا فيها محترمين بدلا من الصرائف البالية وبيوت الصفيح, ويصدر قانون الاصلاح الزراعي لنصرة الفلاح البائس وقطع يد الاقطاعي و جلاوزته السراكيل وقانون النفط رقم ثمانين وغيرها كثير جدا من المنجزات التي كانت تصب في صالح الفقراء.
وفي ايام الحكم البعثي الشوفيني , صدرت رواية مليئة بالاكاذيب ,أسمها الايام الطويله,عن حياة بطل التحرير القطني صدام حسين وكان مؤلفها عبد الامير معلة .. اخذت اقرأ هذا الكتاب وكان كل شيء قد يبدو صحيحا لاني لم اكن اعرف الحقيقة حتى وصل الكاتب المنافق الى مشهد اقدام احدى عصابات البعث القتلة على محاولة اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم . فاذا به يصف الزعيم بسيارته وهو محاط بالشرطة والامن والحرس لحمايته وكانه يريد ان يضحك على ذقوننا ليظهر زعيمنا خائفا جبانا يحرص على الحياة وان صداما وعصابته ابطال فدائيون لايخشون رجال الامن ولا الشرطة, ونسي هذا الكاتب البعثي ان الزعيم كان محميا من شعبه ولايحتاج للامن والشرطة كقائده العار ابن العوجة صديم بن صبحة.
انا اليوم اشهد امام الله باني رايت الزعيم تحيط به الجماهير ولاوجود لاي حماية له غير الناس المحيطين به وكل ما يقال غير ذلك هو كذب وافتراء . من صفات البعثي العفلقي انه لايخجل ولايستحي. ففي الوقت الذي كانوا يصورون الزعيم محاطا برجال الامن لحمايته ويستهزئون به ويتهمونه بالجبن , كان يظهر قائدهم الملهم من قبل الشيطان على شاشات التلفزيون ليس محاطا بحماية فقط بل بفرقة عسكرية بدروعها وراجماتها وطائراتها , واذا بالمكان الذي يذهب اليه القائد الطرطورة يحتل بشكل كامل واذا بالمباني العالية يعتليها افراد من حمايته المدججين بالسلاح والمدربين على الذبح والعدوان . كل عراقي يتذكر زيارات القائد الفلتة الاعلامية وكيف تحيط به اطواق واطواق من الحماية حتى انني مازلت اذكر كيف كان ينادي بفمه الاعوج : حماية.... رحم الله الزعيم عبد الكريم قاسم وكل شهداء الشعب على يد العفالقة والموت والتفسخ للبعث العار وفكره العفلقي الشيطاني وكل فكر قومجي عنصري.
حامد جعفر صوت الحرية
https://telegram.me/buratha