( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )
اصطلح السياسيون والمتابعون والمراقبون على تسمية ثلاثاء البارحة بـ(الثلاثاء الكبير) وربما يحق لنا ان نسميه نحن بـ (الثلاثاء المثير) اذ ان الولايات المتحدة ومنذ ما لا يقل عن سبعة عشر عاماً ما انفكت حركتها عن المتغيرات التي تحصل في الساحة العراقية، وقد اتخذ ذلك الترابط العضوي آصرته الاقوى منذ التاسع من نيسان عام 2003 وحتى اللحظة الراهنة.
أمس الثلاثاء، الامريكيون شعباً وامريكا قراراً سياسياً ومادة اعلامية؛ استدارت ماكنتها باتجاه اربعة وعشرين ولاية من ولاياتها الاثنتين وخمسين لترى الخسوف السياسي الذي سيشهده التاريخ السياسي الامريكي لاول مرة، فلقد بدا واضحاً جداً ان البيت الامريكي اما ستدخله بعد اقل من عام (امرأة) او (رجل اسود) وهذه ظاهرة لا تختلف عند الأمريكيين عن اية ظاهرة كونية سواءً أكانت خسوفاً ام كسوفاً.
ربما يعتقد البعض ان الامر لا يعدو كونه شأناً أمريكيا محلياً وهذه الرؤية - بكل تأكيد - فاقدة للعديد من مقوماتها.. فهذه الظاهرة ومنذ زمن طويل باتت علاقتها اكثر من عضوية مع البورصات السياسية والنقدية والاقتصادية والنفطية، فما بعد نتائج هذه الظاهرة ربما ستخترق اسعار برميل النفط في كل السلات الحجب المفترضة وربما ستطير مكعبات الذهب بأجنحة مثنى وثلاث وربما تنتحر بورصة ناسداك ونيكي وداوجونز على اعتاب طوكيو ونيويورك وربما ايضاً سيستحيل اليورو الى تنين يلقف ما القى الآخرون من ثعابين.
اما نحن في العراق فالقادم سواء أكانت كلينتون او اوباما فاننا دخلنا البرزخ السياسي الدولي بانتظار قيامته التي ستقوم في كانون القادم وما بين شباط وكانون امامنا طريق لا بأس به من الفرص التي بإمكاننا ان نسلكها نحو (الجنة) او تأخذ بنا نحو (الجحيم)، ما بين شباط وكانون ... الجميع ينتظرون.
https://telegram.me/buratha