المقالات

من رحمِ المعاناة يُولَد الأبطال

1516 2019-08-10

أحمد كامل عودة

 

في الظاهر تبدو المعاناة منهكة تماماً للعوائل التي يمرون فيها، فتراهم محرومين من أبسط مقومات حياتهم اليومية، وعندما تراقب حياتهم تتذكر معاناة اغلب العراقيين أبان عقد التسعينات أيام الحصار الاقتصادي، فلا زالت هناك عوائل تعيش تحت سقوف من العمدِ وجذوعِ النخلِ، ولازالت هذه العوائل تفتقد لأبسط وسائل الراحة في حياتها، لكن على الرغم من ذلك فهم يحمدون الله كثيراً، ولازالت جباههم تنضح غيرة وكرامة، فهل تعلمون أن اغلب رجال الحشد الشعبي خرجوا من تلك البيوت المتهالكة، وهل تعلمون إنهم كانوا يقاتلون بشراسة لم يشهد لها مثيل، وجعلوا مقاتلي داعش يفرون منهم ويبحثون عن جحور يختبئون فيها لعدم استطاعتهم من مجابهة مثل هكذا رجال، وهل تعلمون ان هؤلاء الرجال كانوا يبقون ايام طوال دون العودة إلى منازلهم لعدة اسبابٍ، اولها عدم امتلاكهم الأموال للذهاب والإياب من وإلى منازلهم، وهل تعلمون أن اغلب التضحيات التي قُدِّمت هي من تلك المنازل، لأنهم يقاتلون كالابطال، وتجدهم دائماً في مقدمة الجبهات، فتلك المعاناة جعلتهم اكثر قوة وصلابة كشجرة واقفة وسط الصحراء، فتحملت العطش ولهيب الحرارة وعنف الرياح، وكانت ظلاً لمن تاه في واستنجد بها هارباً من قسوة الصحراء ، وأن كتب الله الحياة لهذا الشخص نسى فضل تلك الشجرة التي ساعدته في إكمال مسيرته وحياته، ولم يكلف نفسه بإيصال الماء لتلك الشجرة ولو لمرة واحدة، لتساعدها بإن تستمر في حياتها وتكون ملاذاً للتائهين.
أن ما حققه الطالب حسن محسن معيوف الابن البار للمعاناة لتلك القرية النائية، اثبت ان منازل الفقراء لازالت وستبقى تولدُ الأبطال، عندما حقق المركز الأول على العراق في الإمتحانات الإعدادية، محققاً مجموعاً عالياً كشموخ رؤوسهم التي لن تحنيها المعاناة والظروف الصعبة، كذلك فعلها الطالب احمد قاسم عباس نهير والذي حقق أمنية ابيه الذي استشهد خلال معارك شرف القتال ضد قوى الكفر والظلام، حيث كان الشهيد يتحدث مع مدير مدرسة ابنه عن امنيته الوحيدة وهي تحقيق احمد لمجموع عالٍ يضمن له مستقبلاً واعداً، وفعلاً حقق احمد أمنية أبيه ورفع رأس أبيه الشهيد، وأصبح خيرَ مثالاً يحتذى به من إدارة مدرسته او مدينته، حيث قامت إدارة المدرسة بتكريمٍ خاص ل أحمد واوصلوا رسالة للشهيد البطل ان الأمانة التي اودعتها عندنا ردت إليكم بابهى صورة.
ان أبطال المعاناة يكونون قدوةً دائمة للمجتمع، وهذا ما تحدثت عنه كتب التاريخ والسير عن الأبطال، والذين تجد أكثرهم وِلدوا من رحم المعاناة، ولم تكن المعاناة لهم سبباً لفشلهم بل كانت المعاناة لهم سبباً لانطلاقتهم نحو الأمام رافعين الغبار من اكتافهم، ومتحدين الصعاب ومتقبلين التحدي، رافعين شعار من لايقبل التحدي فهو فاشل.

     
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك