( بقلم : مؤمن ال جشعم )
الله سبحانه وتعالى عندما انزل وحيه على الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) أمر الناس بإتباع ما انزل في وحيه دون تبديل أو تحريف ولم ينزل الوحي وتعاليمه السمحاء لجماعة معينة أو فئة بذاتها بل كانت رحمة للعالمين جميعا وفاز بهذه الرحمة من اتبع الهدى وامن بصدق وتيقن من الإيمان وكان ذلك الأساس الذي يقيم به المؤمنين .. ومن خلص المؤمنين في زمن الوحي وبإجماع الصحابة والتابعين هم علي وأولاده (عليهم السلام ) الذي خصهم الله بالطهر والمودة من المؤمنين جميعا وكان ممن وضع الله في قلوبهم الإيمان ورسخه في عقولهم وكانوا كما وصفهم الرسول الكريم (صلى الله عليه واله وسلم ) بأنهم خزنة علم الله وحفظته وكانوا هم أهل السنة النبوية الذين عملوا بعد انتقال الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم ) إلى الرفيق الأعلى المبلغين والحافظين لها بعد أن أمر الخليفتان الأول والثاني بحرق جميع الأحاديث النبوية الشريفة التي تم تدوينها في حياة الرسول محمد(صلى الله عليه واله وسلم ) بقولهما (حسبنا كتاب الله وكفا وان محمد قد مات لكن القران لا يموت) وبذلك كان واجبا بل لزوما" على المؤمنين أن يتبعوا الحق والحق أحق أن يتبع فانقسم المسلمون بين مشايع للرسول وآله أي متبع لتعاليم الرسول التي اقرها في أحاديثه وبين من اتبع هواه فسميت الفئة المؤمنة الأولى بالشيعة أو( الرافضة) لتعاليم الخليفتين الأول والثاني . والسؤال هنا هل الحق كان مع الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) أو مع الخليفتين!!؟ وبمرور التاريخ حاول المنافقون تشويه صورة آل البيت الذين أعزهم الله ورسوله وهم أصحاب الكساء بإجماع المسلمون وهم العترة الطاهرة وهم الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا كما ذكر الله ( سبحانه وتعالى) في كتابه العزيز(( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)) وهم الذين فرض الله مودتهم على الناس جميعا بقوله تعالى وعلى لسان رسوله الكريم (( .... قل لا اسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)) ... واني لأعجب من الذين يقرؤن كتاب الله كيف تمر عليهم هذه الآيات ولا يتبعون الحق والسنة النبوية التي حفظها آل البيت وأتباعهم دون تحريف أو تدليس وليقرءوا ما شاؤو من المصادر التاريخية بل فليقرؤوا كتب الصحاح والأحاديث للبخاري ومسلم وابن عساكر وسواهم من ناقلي الأحاديث وليراجعوا التاريخ جيدا" ليشاهدوا بقلب مؤمن كيف حفظ بعض الصحابة والتابعين لهم وصية الله ورسوله الكريم في الإمام علي وأولاده الحسن والحسين (عليهم السلام) الذين قتلو غدرا" ونفاقا" وظلما" وكفرا على مرئا ومسمع المسلمين لينظروا كيف عامل أهل الغدر حرائر ومخدرات الرسول الكريم بعد معركة ألطف التي خرج الإمام الحسين ( عليه السلام) لخوضها من اجل رفض الظلم والأمر بالمعروف بعد ان عاث يزيد وأتباعه فسادا" في الأرض الذي كانوا يسمونه خليفة المسلمين وهو الذي ضرب الكعبة بالمنجنيق لليالي عدة وهو الذي كانت ليالي الانس عنده احسن من الصلاة والتاريخ يدون ذلك بحروف كبيرة.
ان (الرافضة) كما يسمونهم البعض من منافقي المسلمين كانوا من أتباع الرسول ورفضوا الظلم والكفر والعصيان وهم شيعة الرسول وال بيته وعندما يبكون على الحسين ومظلمة الحسين ليسوا هم الذين ذبحوه وذبحوا إخوته وأصحابه كما يصفهم البعض ويتطاول عليهم في مواقع البغي والضلالة ويستهزئوا بفكرهم وعقيدتهم عندما يستذكرون صولة الحق ضد الباطل وعندما برز الإيمان كله ضد الكفر كله (( ما لكم كيف تحكمون)) وان استذكار هذه المصيبة التي بذل السلاطين ما لديهم من جيوش شيطانية ليمحوها لكنهم لم ولن يستطيعوا لان الله حفظهم وحفظ ذكرهم إلى يوم الدين (( ويأبى الله إلا أن يتم نوره....)) .
إن الموقف الذي وقفه يزيد وأتباعه من الإمام الحسين وال بيت النبي كان موقفا" مخالفا لتعاليم الله ورسوله وقد كفر بكل القيم السماوية والأغرب من موقفه البشع هذا موقف الذين يؤيدونه بعد قرون من الزمان وكأن الغشاوة ما زالت على أعينهم وفي قلوبهم اكنة ولا يبصرون الحق من الباطل وكأنهم يحافظون على رسالة البغي والكفر التي ابتدئها يزيد وأتباعه اللعناء ومن قبله الخوارج ولم يكلفوا أنفسهم عناء البحث والتمحيص من الحق لينقذوا أنفسهم من الضلالة ويعودوا إلى رشدهم فضلوا في طغيانهم يعمهون .
إن استذكار أتباع آل البيت لذكرى استشهاد سبط النبي وأصحابه وإخوته هي طقس من طقوس العبادة لأنهم يستذكرون وقفة الحق ووقفة الدين ضد الشرك والكفر الذي أعلنه الظلمة والطغاة وليس كما يصفه البعض بأنه ندم على ما فات أو تكفير عن ما قام به الأسلاف لان إتباع الحق والهدى لا يورث بل هو فطرة فطرها الله على عباده وان هذه التخرصات التي يطلقها البعض بين الفينة والأخرى ما هي إلا حقد موروث تناقلته أجيال الحقد التي وقفت أمام أئمة الإسلام في( بدر واحد والجمل والنهر وان) .
إن التاريخ الذي حفظ ذكرى عاشوراء سيبقى يحفظها إلى يوم الدين ما دام هنالك أتباع للحق وما دام هنالك أنصار للدين الإسلامي لان ذكراهم لن تنسى مهما سعى لها المبطلون وكادو كيدهم او مكروا مكرهم بتجنيدهم للأقلام الرخيصة والمسمومة التي باعت الآخرة بدراهم قليلة ليشتروا فيها دنيا زائلة (( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)) .
وستبقى أصوات الحق تنادي( لبيك يا الله) ،( لبيك يا رسول الله)،( لبيك يا دين الله)، (لبيك يا حسين)،( ونور عيني يا حسين) وستبقى هذه الأصوات تصدع وتتكرر لأنها كلمة الحق والعدل التي انطلقت لتنشر ثورة العدل الإلهي.
https://telegram.me/buratha