المقالات

الشعائر الحسينية بين الايمان والرفض

1358 18:47:00 2008-02-06

( بقلم : مؤمن ال جشعم )

الله سبحانه وتعالى عندما انزل وحيه على الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) أمر الناس بإتباع ما انزل في وحيه دون تبديل أو تحريف ولم ينزل الوحي وتعاليمه السمحاء لجماعة معينة أو فئة بذاتها بل كانت رحمة للعالمين جميعا وفاز بهذه الرحمة من اتبع الهدى وامن بصدق وتيقن من الإيمان وكان ذلك الأساس الذي يقيم به المؤمنين .. ومن خلص المؤمنين في زمن الوحي وبإجماع الصحابة والتابعين هم علي وأولاده (عليهم السلام ) الذي خصهم الله بالطهر والمودة من المؤمنين جميعا وكان ممن وضع الله في قلوبهم الإيمان ورسخه في عقولهم وكانوا كما وصفهم الرسول الكريم (صلى الله عليه واله وسلم ) بأنهم خزنة علم الله وحفظته وكانوا هم أهل السنة النبوية الذين عملوا بعد انتقال الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم ) إلى الرفيق الأعلى المبلغين والحافظين لها بعد أن أمر الخليفتان الأول والثاني بحرق جميع الأحاديث النبوية الشريفة التي تم تدوينها في حياة الرسول محمد(صلى الله عليه واله وسلم ) بقولهما (حسبنا كتاب الله وكفا وان محمد قد مات لكن القران لا يموت) وبذلك كان واجبا بل لزوما" على المؤمنين أن يتبعوا الحق والحق أحق أن يتبع فانقسم المسلمون بين مشايع للرسول وآله أي متبع لتعاليم الرسول التي اقرها في أحاديثه وبين من اتبع هواه فسميت الفئة المؤمنة الأولى بالشيعة أو( الرافضة) لتعاليم الخليفتين الأول والثاني . والسؤال هنا هل الحق كان مع الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) أو مع الخليفتين!!؟ وبمرور التاريخ حاول المنافقون تشويه صورة آل البيت الذين أعزهم الله ورسوله وهم أصحاب الكساء بإجماع المسلمون وهم العترة الطاهرة وهم الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا كما ذكر الله ( سبحانه وتعالى) في كتابه العزيز(( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)) وهم الذين فرض الله مودتهم على الناس جميعا بقوله تعالى وعلى لسان رسوله الكريم (( .... قل لا اسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)) ... واني لأعجب من الذين يقرؤن كتاب الله كيف تمر عليهم هذه الآيات ولا يتبعون الحق والسنة النبوية التي حفظها آل البيت وأتباعهم دون تحريف أو تدليس وليقرءوا ما شاؤو من المصادر التاريخية بل فليقرؤوا كتب الصحاح والأحاديث للبخاري ومسلم وابن عساكر وسواهم من ناقلي الأحاديث وليراجعوا التاريخ جيدا" ليشاهدوا بقلب مؤمن كيف حفظ بعض الصحابة والتابعين لهم وصية الله ورسوله الكريم في الإمام علي وأولاده الحسن والحسين (عليهم السلام) الذين قتلو غدرا" ونفاقا" وظلما" وكفرا على مرئا ومسمع المسلمين لينظروا كيف عامل أهل الغدر حرائر ومخدرات الرسول الكريم بعد معركة ألطف التي خرج الإمام الحسين ( عليه السلام) لخوضها من اجل رفض الظلم والأمر بالمعروف بعد ان عاث يزيد وأتباعه فسادا" في الأرض الذي كانوا يسمونه خليفة المسلمين وهو الذي ضرب الكعبة بالمنجنيق لليالي عدة وهو الذي كانت ليالي الانس عنده احسن من الصلاة والتاريخ يدون ذلك بحروف كبيرة.

ان (الرافضة) كما يسمونهم البعض من منافقي المسلمين كانوا من أتباع الرسول ورفضوا الظلم والكفر والعصيان وهم شيعة الرسول وال بيته وعندما يبكون على الحسين ومظلمة الحسين ليسوا هم الذين ذبحوه وذبحوا إخوته وأصحابه كما يصفهم البعض ويتطاول عليهم في مواقع البغي والضلالة ويستهزئوا بفكرهم وعقيدتهم عندما يستذكرون صولة الحق ضد الباطل وعندما برز الإيمان كله ضد الكفر كله (( ما لكم كيف تحكمون)) وان استذكار هذه المصيبة التي بذل السلاطين ما لديهم من جيوش شيطانية ليمحوها لكنهم لم ولن يستطيعوا لان الله حفظهم وحفظ ذكرهم إلى يوم الدين (( ويأبى الله إلا أن يتم نوره....)) .

إن الموقف الذي وقفه يزيد وأتباعه من الإمام الحسين وال بيت النبي كان موقفا" مخالفا لتعاليم الله ورسوله وقد كفر بكل القيم السماوية والأغرب من موقفه البشع هذا موقف الذين يؤيدونه بعد قرون من الزمان وكأن الغشاوة ما زالت على أعينهم وفي قلوبهم اكنة ولا يبصرون الحق من الباطل وكأنهم يحافظون على رسالة البغي والكفر التي ابتدئها يزيد وأتباعه اللعناء ومن قبله الخوارج ولم يكلفوا أنفسهم عناء البحث والتمحيص من الحق لينقذوا أنفسهم من الضلالة ويعودوا إلى رشدهم فضلوا في طغيانهم يعمهون .

إن استذكار أتباع آل البيت لذكرى استشهاد سبط النبي وأصحابه وإخوته هي طقس من طقوس العبادة لأنهم يستذكرون وقفة الحق ووقفة الدين ضد الشرك والكفر الذي أعلنه الظلمة والطغاة وليس كما يصفه البعض بأنه ندم على ما فات أو تكفير عن ما قام به الأسلاف لان إتباع الحق والهدى لا يورث بل هو فطرة فطرها الله على عباده وان هذه التخرصات التي يطلقها البعض بين الفينة والأخرى ما هي إلا حقد موروث تناقلته أجيال الحقد التي وقفت أمام أئمة الإسلام في( بدر واحد والجمل والنهر وان) .

إن التاريخ الذي حفظ ذكرى عاشوراء سيبقى يحفظها إلى يوم الدين ما دام هنالك أتباع للحق وما دام هنالك أنصار للدين الإسلامي لان ذكراهم لن تنسى مهما سعى لها المبطلون وكادو كيدهم او مكروا مكرهم بتجنيدهم للأقلام الرخيصة والمسمومة التي باعت الآخرة بدراهم قليلة ليشتروا فيها دنيا زائلة (( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)) .

وستبقى أصوات الحق تنادي( لبيك يا الله) ،( لبيك يا رسول الله)،( لبيك يا دين الله)، (لبيك يا حسين)،( ونور عيني يا حسين) وستبقى هذه الأصوات تصدع وتتكرر لأنها كلمة الحق والعدل التي انطلقت لتنشر ثورة العدل الإلهي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك