المقالات

فوضى "السيستاني"

1342 2019-07-21

جواد أبو رغيف aburkeif@yahoo.com

 

مفهوم الفوضى الخلاقة الذي طرحه وزير الخارجية الأمريكي  السابق "هنري كيسنجر" في سبعينيات القرن المنصرم،لم يكن نتاجاً فلسفياً خالصاً لـ كيسنجر أو من مخلفات أفكاره،بقدر ما هو "صياغة نص"،لواقع ومتغيرات تعرضت لها الشعوب،بعد نهاية الحرب العالمية الثانية،نتيجة  أنظمة "الوصاية" أو "الانتداب" التي فرضتها الدول الغالبة على الدول المغلوبة.

فوضى كيسنجر فعلت،كفعل "حشرة الأرضة" في منطقتنا العربية،فقد آتت على ذلك الجسد المحتضر على مدى قرون،لترديه طوداً أجوفا خاوياً يعاني "الزهايمر"،لا يد تصول ولا بصر يطول.

 لتدخل الأمة في نفق مظلم طويل،أصابها بيأس شديد بدده خيط ضياء في نهاية النفق،لأقلية معارضة صامته في غاية الرقي،اتخذت من الصمت كهف لها،ودانت لأغلبية الأمة،لكنها تعلم أن الطريق ليس الطريق،فدفعت ضرائب كثيرة وهي صامدة على مدى قرون أربعة عشر.

قبل عقد من الزمن أعيد أنتاج الفوضى الخلاقة تحت مسمى رومانسي "الربيع العربي"،فترنحت أنظمة وبان خوائها رغم تسلطها الطويل على مقدرات الشعوب،فقد كانت في واد والشعوب بآخر!.

استهدفت خلال الربيع العربي طاقات الأمة ودول الممانعة،فيما تركت "بقرة الأمة"بعيداً عن شرارة ذلك الربيع،ولأسباب بات يدركها ابسط مواطن عربي،فحروب أمريكا التي تخوضها ضد العرب تكاليفها من "ضرع بقرة الأمة"!.

سيناريو العراق كان مختلف،فقد طبخ على عجالة،خشية تجاوز سقف "صف القرن"،فلم يُقدر وجود المرجعية الدينية ودورها وسط "الرأي العام العراقي"،فدخلوا العراق دون استشارة العم "سام".

عندما حُذر "بوش" الأب من وجود عقدة المرجع "السيستاني"،قال: أعطوه أموال.أجابوه انه يملك مليارات ويسكن الإيجار ،وأمرته تطبخ له!!!،قال : لا اعرف... اوجدوا معه حلاً.

مع وطء أقدام جنود " المارينز" ارض " بلاد النهرين" وتنصيب "بريمر" حاكماً مدنياً على العراق،أصبح صراع الأمر الواقع بين الحاكم والمرجعية،وكان صراعاً في غاية الحكمة من جانب المرجع الكبير،الذي طالب في استفتاء عام،رداً على محاولات بريمر كتابة دستور على غرار الدستوري الياباني الذي كتبه الجنرال الأمريكي "مارك آرثر" عام (1945)، ولازال نافذاً!.

تحجج بريمر بوجود مناطق ساخنة،طالب المرجع بـ "الجمعية الوطنية"،لتمثيل جميع المكونات العراقية.

استمر صراع الطرفين،أثناء كتابة الدستور،فدعت المرجعية الى "نظام برلماني" وليس "رئاسي" لضمان عدم تغيير النظام السياسي ،لإمكانية تغيير الأنظمة الرئاسية بسهولة،كما حدث مؤخراً في مصر،فعملية تغيير الأنظمة الرئاسية،لا يحتاج سوى إلى دعم خارجي وجنرال يقرأ بيان رقم (واحد).

لم ينجح المشروع الأمريكي في العراق لحد اللحظة،بوجود المرجعية الواعية،ما اغضب أمريكا،فسعت إلى معاقبة الشعب العراقي.

في سيناريو على غرار أفلام "هوليود"،دخلوا "رعاة الإسلام" الموصل،بشعار "باقية وتتمدد"!.

تهلل وجه صانع القرار الأمريكي فرحاً،بعدما خطط لمذابح العراقيين عدة عقود.

انتفض مرجع الأمة من محرابه،فأعلن "فوضى خلاقه" أنتجت وحدة وطن وشعب، أعادت روح النصر بعد هزيمة لتطرد "خفافيش" الظلام إلى جحورها.

فشتان بين فوضى كيسنجر التي دمرت البلدان والإنسان،وفوضى الأمام "السيستاني" التي قدمت أعظم قوى حشدية في القرن الواحد والعشرين،حفظت بلدان المنطقة من تداعيات خطيرة، لذلك علينا استثمار تلك القوى الحشدية والدفاع عنها من محاولات تجري في الخفاء لتفتيتها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك