المقالات

الاقليم..تكريم ام تسليم ..


ا.د.ضياء واجد المهندس

 

لي حوارات كثيرة مع سياسي بغداد و نواب البرلمان والنخب السياسية حول اقليم البصرة ، وهل الاقليم منحة من المركز باسلوب تكريم البصرة لعطائها، اما هو تسليم لاستحقاقات البصرة لما يستنزف منها دون مقابل ؟!

في كل خلاف اونزاع او تفاوض او حرب ،ثمة حدود منفصلة بين الاطراف المتنازعة الا في مسالة اقلمة البصرة فالخنادق متداخلة ، فترى من ينادي بالاقليم في البصرة يتخلى عنه في بغداد ، واخر يطلب حقوق محافظة وليس استحقاق اقليم ، واخر يضيع ادارة الاقليم باسلوب ادارة مجلس المحافظة . وعليه فان الذهاب الى الاقليم يتطلب ثلاث مستويات من العمل .

 المستوى الاول: التوافق الجمعي للنخب على رؤى مشتركة واستراتيجية موحدة ،واليات متفق عليها، وخارطة طريق للعمل بجداول زمنية وتكاليف لاشخاص وجهات معرفة .

المستوى الثاني :يعتمد على التوعية والتثقيف الجماهيري، المرتكز على ان الاقليم اسلوب تنظيم وليست عملية تقسيم، وان المطالبة به هو تطبيق الدستور ،وان عملنا الشعبي الواحد سيدفع المركز الى الجلوس الى طاولة التفاوض، او ايجاد فرص و ظروف افضل مما عليه نحن الان .

المستوى الثالث: يتمثل بالقوى السياسية الفاعلة في مجلس النواب والمرتبطة باحزاب المركز ،فهي اما ان تكون جسر التواصل والتفاهم لنقل مطاليب جماهير البصرة ونخبها ،او تقف الحياد لان القضية لا تستحمل الحلول الوسط في المرحلة الاولى .

عندما سالني احد الاخوان : لماذا الاستقبال المهيب ل محمد الحلبوسي وهو رئيس مجلس نواب عراقي صغير السن عند زيارته امريكا قبل اشهر، والحلبوسي حديث خبرة بالسياسة، وهم لم يفعلوها مع روؤساء مجالس الوزراء السابقيين ولا روؤساء مجلس النواب .قلنا ان النصيحة المقدمة من ثعالب السياسة الصهيو- امريكية : اكسبو العرب بالكلام والترحاب والحفاوة، وامنحوهم الوعود ،وخذوا منهم ما تريدون ...لن تخرج امريكا ولا قواتها بعد اليوم ، فسفارتها في خضراء بغداد اكبر من مقر الامم المتحدة في نيويورك وجنيف بعشر مرات، وهي اكبر من مجموع سفاراتها في كل الدول العظمى ، و الذين يعملون في السفارة يتجاوز عددهم ال ٥ الاف خبير وفني . وهل اتى ترامب الى قاعدة عين الاسد باضوية معتمة وبصحبة مئات المقاتلات الامريكية وفي رحلة استغرقت ١٤ ساعة ليقضي ٤ ساعات مع القوات الامريكية، ليلقي التحية على الجنود كما يزعمون وعلينا ان نصدق به.

انها الجولة الجديدة من الصراعات الدولية ، فالصين بدات تغزو حتى امريكا ، فلا يوجد اي معمل للسيارات في العالم الا وتجد هذا المعمل في الصين التي تعد اكبر سوق للسيارات والالكترونيات و وووو. وبدات تسيطر على سوق العقارات في امريكا واوربا واستراليا ووو، و تدخل اساطيلها في كل بحار ومحيطات العالم . ان جزيرة فيلكة اصبحت صينية لمئة عام مقابل ٥٠ مليار للكويت مقدم وتوفير الحماية الصينية على الكويت ،وقد تدخل بلدان خليجية في غضون السنتين القادمتين ومنهم سلطنة عمان ، في حين ان قطر اعتمدت على اللاعبين الاقليميين تركيا وايران في التلويح بحماية سيادتها من العنجهية السعودية ..اذن البصرة في غضون عقد من الزمن ستكون محط انظار جميع الكبار لانها الممر الاقرب لطريق الحرير و خزين العالمي النفطي ..

وبالرغم ان الشائع ان بدائل الطاقة ستنتشر ،وتحد من اهمية النفط ،وان الغاز والطاقات المتجددة هي الاساس في المستقبل ، ولكن الحقيقة ان النفط كمادة هايدروكاربونية اولية اساس في كل شيء ، وان برميل النفط( ٧٠ دولار ) ارخص من برميل الماء الصافي وارخص من برميل الحليب وارخص من برميل الكولا وارخص من برميل الويسكي وارخص من برميل عطر الشانيل (١.٥ مليون دولار ) .  سألت احد الخبراء الامريكيين، وكان مع مستشار لرئيس الوزراء عن موقفهم من اقليم البصرة المقترح ، كان رده: انه لا يتحقق ،وغير مرغوب به بالاسلوب الذي بينته فيه، وبشكل مغاير عن مشروع بايدن التقسيمي لثلاث دويلات شيعية وسنية وكردية .حيث قال : ان البصرين سيرمون نفسهم في الحضن الايراني ، حتى قبل ان يرمي الايرانيون شباك ولاية الفقية عليهم..اذن الموقف الدولي لاقلمة البصرة امر مهم وحاسم لمن يمتلك مقومات القوة عل الارض، لان العالم براغماتي ليس فيه للضعفاء والمترددين مكان..  وهنا لابد ان نسأل:

هل تظاهرات الاحزاب قوة لمطالب البصرة في الاقليم او في الحصول على الحد اللدنى من الخدمات؟!، اما ان تظاهرات الاحزاب هي صورة من الصراع على الحصص في الدرجات الخاصة من خلال اللعب في جبهة مشتعلة بالرفض لسياسات الحكومة المحلية و المركزية تجاهها ، وبهذه الجبهة التي ساحتهاالبصرة تستطيع الاحزاب ان تجني مكاسب ما لم تستطع ان تجنيه في تظاهراتها في بغداد..؟!..لو كانت للاحزاب نية او رؤية او رغبة او مبادرة لانتشال البصرة من الدرك الاسفل من الانهيار لفعلت عندما كانت في السلطة ، فكل الاحزاب كان له دور في ادارة البصرة، وفي المشاركة في ادارة الحكومة المركزية ...كل السياسيين يدركون ان انتفاضات الجنوب، او عصيان الشمال لم يسقط حكومة بغداد منذ تاسيسها منذ قرن من الزمن ،وان اقليم كردستان ما كان ان يكون لولا الارادة الامريكية والاوربية والاسرائيلية و البلدان الخليجية و بعض البلدان العربية ، ولن يتحقق اقليم البصرة الا عبر الرضا الدولي على قياداته الدافعة  لتشكيل اقليم النفط والغاز ...

اتمنى من كل الاحزاب ، لو كان لديها النية والرغبة في دعم مطالب البصريين في الحياة الكريمة ان يحددو يوم للتضامن مع البصرة في كل العراق بكل محافظاته ، ولاداعي للذهاب الى البصرة لاسقاط محافظها ، لان السؤال الذي يجب ان يجيب عليه الراحلون الى ثغر العراق ، هل ستذهبون الاسبوع القادم الى كركوك للتظاهر مع بقاء كركوك عراقية ؟!، او هل تشدون الرحال الى اربيل للمطالبة باستحقاقاتنا من نفط الشمال ؟!

وللحديث بقية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك