المقالات

التفريط بالقدرة !

823 2019-07-16

جواد أبو رغيف  aburkeif@yahoo.com

 

المراقب لمسيرة التجربة العراقية السياسية بعد (2003 )،يلاحظ غياب (المنهج التراكمي) في أداء النظام السياسي،وشيوع  (منهج الإزاحة)،فكل حكومة تأتي بطاقم كامل يزيح ما قبله وتبدأ رحلتها الجديدة دون أن تتعقب آثار سلفها في توطين القوة ومعالجة الوهن !.

التجارب كثيرة لما قدمت،لكني سأتناول قضية،لطالما شغلت الرأي العام،وغرف السياسة،ودوائر الاستكبار،ودول الجوار.

"الحشد الشعبي" التجربة التي ساقتها لنا يد الغيب،ونفذتها المرجعية،لتقديم نموذج تقف الأقلام عاجزة والأفواه "مكمومة" عن حقيقة وحدة شعب ووطن،راهن الجميع على ذهاب ريحه وكسر شأفته.

لم يكن غزو "داعش" محض صدفة عابرة،بل مخطط كبير رسمته دوائر الصهيونية العالمية،ساهمت للأسف بعض القيادات العربية السنية بتنفيذه ،كردة فعل، أو نتيجة "ارتباط متربص" بـ "البيئة السياسية".(على خلفية إقصاء السيد المالكي لهم، فرفعوا شعار "بديلاً للمالكي "، أو الاستعانة بـ "داعش "ثم التفاوض!، رغم أن الرجل أقصى الجميع بما فيه بعض قيادات "حزب الدعوة"،فالرجل واضحاً يرى أن العراق دولة مركزية منذ "العصر الآشوري"،وهي بحاجة إلى دكتاتور تفرزه "صناديق الاقتراع").

المشكلة التي تواجه النظام السياسي الحالي،هي محاولة تطبيق أفكار شخصية،تفتقد إلى قاعدة جماهيرية،(أشبه ببذر في حماد).

الأمر الديواني الذي أصدره السيد رئيس الوزراء،فيما يتعلق بالحشد الشعبي،وأثار لغطاً "شعبوياً ونخبوياً،"فسره البعض محاولة لقطع الطريق على التوجه "الأمريكي" بتسليح العشائر السنية  في منطقة "الطارمية" وأطراف بغداد،ومن جانب تطمين للقوى السنية،هو خطوة جيدة في وقتها التي نعتقد لم يحل بعد!،فالشعب العراقي يبحث عن "الأمن الاجتماعي" المتمثل بتأمين الحدود وعودة الحياة الطبيعية للمناطق الساخنة، وبالتالي الوصول إلى "الأمن المجتمعي"، لازال مهدد بفعل الصراعات السياسية،التي ما انفك بعض الساسة من "نفخ رمادها" بين حين وآخر،فضلاً عن  تهديدات أمريكا و دول الجوار.

ما يعني أن جميع تلك الظروف يجب أن تكون حاضرة على طاولة  صانع القرار،عند البدء الفعلي بتنفيذ بنود "الأمر الديواني"،عدا ذلك يعني تطويح بجميع المنجزات الاجتماعية والأمنية،وهو "تفريط بالقدرة" التي تحققت بفعل الدماء الزكية التي أريقت على مناحر حدود المدن التي احتلها داعش.

وقد يفسره الرأي العام العراقي جحود لتضحيات الشعب العراقي يرسخ حالة الانكسار،وبالتالي أمكانية عدم الثبات في مواجهة أية أزمة قادمة،قد تؤدي إلى نسف التجربة الديمقراطية التي تنفسنا من خلالها الصعداء.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك