المقالات

ازدياد حالات الطلاق تحتاج إلى وقفة من أصحاب القرار

1288 2019-07-11

أحمد كامل عوده

 

أصبحت الظواهر السلبية منتشرة بشكل واسع في مجتمعنا ، وهذه حقيقة يجب أن نعترف بها جميعاً ، شئنا أم أبينا ، المجتمع يسير بمنحدر خطير ، فرامل العادات والتقاليد شبه معطلة ، والأسباب عديدة ، نستمع عن حدوث مشاكل وأحداث في المجتمع يندى لها الجبين ، ويعاب عليها الجميع ، فجميعنا مسؤولين عن ما يحصل من دمار وخراب لحق بمجتمعنا ، وفي مقدمتنا رجال السياسة والدين وشيوخ العشائر ، والذين تسيدوا المشهد العراقي بعد سقوط النظام السابق ، فمن المحزن جداً وفي غاية الحزن ونحن نسمع تقارير ومن مصادر شبه رسمية ، تتحدث عن أرقام مخيفة حول زيادة حالات الطلاق ، حتى تكاد تصل وتنافس أرقام عقود الزواج ، الأسباب متعددة والنتيجة واحدة ، هي انهدام مشروع أسرة ، وضياع مستقبل أطفال ، وخطر مجهول يحدق بالمطلقة ، كل هذه النتائج هي مدعاة قلق مما تؤول إليه الأمور مستقبلاً، والفساد والفقر بإنتظار تلك الأسر ، ذئاب المجتمع أصبحت كثيرة جداً ، وهي تترقب من تقذفه الظروف أمامها ، ليكون فريسةً سهلة المنال أمام الرغبات الجامحة ، والأنانية المقيتة والتي لا تعرف مبدأً بالحياة ، سوى كيفية إستغلال الآخرين، والحصول على المكاسب الشخصية بغض النظر عن حيثيات الأمور .

إن كثرة حالات الطلاق ليست مرحلة عابرة وحسب ، بل هي ظاهرة يجب الوقوف عندها وعدم تجاوزها لأن تداعياتها خطيرة ، وتبدأ من العوائل نفسها التي تستعجل بحالات الزواج دون سابق دراسة معينة للموضوع ، والنظر للزواج لديهم كأنه اي سلعة يمكن أن يشتروها ، ويمكنهم الاستغناء عنها في وقت ما شاءوا ، كذلك المهمة الأكبر تنصب على الشخص نفسه الذي يرغب بالزواج ، فيجب أن يكون لديه النضج العاطفي قبل إتخاذ القرار بالارتباط بزوجة المستقبل ، لأن الزوجة في مجتمعنا هي الكائن الانساني الأضعف ، وتحتاج من يرعاها ، ليس على المستوى المادي فحسب ، بل يجب أن تشمل الرعاية الأهلية الكاملة ،أي أن يكون الزوج قادر أن يعوض زوجته إهتمام أهلها سابقا ، قد يبدو ذلك شرطاً ليس يسيراً ، لكن على الأهل التمعن جيداً بشخص ابنهم قبل أن يزوجوه ، ويجب ان يتيقنوا أن مجتمعنا قد تغير في طريقة تفكيره وتصرفاته وتغيرت معها التصرفات والتقاليد ، أن النساء يعتبرن هن الضحية الوحيدة من مشاريع الزواج الفاشلة ، وليس طرف آخر ، وليعلموا أهالي النساء إن بقاء بناتهم دون زواج أفضل بكثير من تزويجهن لرجال ليسوا قادرين على تحمل المسؤولية ، فالعنوسه فيها ظلم ، لكن الطلاق أكثر ظلماً وفتكاً بالمجتمع ، كذلك يفترض من المحاكم عدم الاستعجال بحالات الطلاق وتفعيل آلية عمل المصلح الإجتماعي ، ليس فقط داخل المحاكم بل يصل دوره لزيارة المنازل ومنح كتب شكر وتقدير وامتيازات لكل مصلح إجتماعي يستطيع إرجاع الزوجين لبعضهما قبل او بعد حدوث حالة الطلاق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك