المقالات

هجوم #بالگورنيت … على السيستاني ..


الكاتب Ailia_Emame

قبل أيام قالت الوالدة حفظها الله وحفظ أهاليكم .. وهي تحلل الأحداث بطريقتها الخاصة كالعادة :  ( يمه .. شو هم صارت الفره على هذا السيد !! يمكن الله مو قاسمله يسمع حچايه طيبة بالدنيه ) .

ويبدو لي هذا التحليل _ _ رغم قسوته _ واقعياً الى حد ما .. خصوصاً وقد مات من هو خير من هذا السيد وبعض الناس لم تعلم حتى وفاته .. أن علياً كان يصلي !!

ولكن كيف جرت الأمور هكذا ؟ لاتغادرنا لو سمحت : 

@ بعد تحرير الموصل بأيام كتبت مقالاً بعنوان ( هجمة مرتدة على السيستاني ) وأشرت بأن من السذاجة التفكير بأن القوة العالمية التي جمعت عناصر داعش من ستين دولة وإستطاعت أن تزودهم بصواريخ شركة هيوز الأمريكية ( صواريخ تاو ) في نفس سنة تصنيعها .. وجمعت لهم أكثر من عشرين ألف سيارة تويوتا (هيلوكس) حتى إضطرت شركة تويوتا أن ( تحلف يمين ) بأنها غير مسؤولة عن ذلك  .. من السذاجة التفكير بأن هكذا قوة سوف تنسى .. وتسمح .. وتغفر .. لشيخ عجوز جالس في زقاق ضيق أن يحبط كل هذا التحشيد والإنفاق المالي منذ عام 2004 وحتى الآن ! بكلمة يقولها وكيله على منبر من الخشب .. في يوم حار من سنة 2014 .. وينتهي كل شيئ .

 لو تفضلت إرجع معي الى الوراء ... ( 2017 ) قبل تحرير مدينة الموصل بأيام قليلة ، ظهرت موجة إعلامية يبدو أنها أرادت أن تستبق إعلان الانتصار .. لم يكن لظهورها أي مناسبة وأي ربط بأحداث العراق ، ولكنها ظهرت وشغلت بعض ( الشيعة ) بالحديث عنها ، وهي موجة ( ترك التقليد ) .

وكانت مفارقة غريبة .. كيف أن العالم كله يستعد لتلقي خبر الانتصار على داعش في العراق .. ذلك النصر المسجل للسيستاني ، بينما يقفز بعض ( الشيعة ) لينادوا بتركه وأن تقليده باطل ، وأن العلماء أفيون الشعوب !!

وحتى الآن لم يعرف أحد من أين جائت هذه الموجة ، ولماذا هذا التوقيت بالذات ، ومن سبب ظهورها .

لنرجع الى الوراء أكثر (2016 )  … في وسط المعركة مع داعش .. وقد كانت القوات تقاتل على تخوم الشرگاط .. كان يحصل تفجير هنا وآخر هناك .. حتى وقع تفجير الكرادة الأليم الذي ذابت فيه أجساد الأبرياء بنار الحقد الداعشي .

أما المنفذ فكان داعش .. وأما المقصر في حفظ الأمن فهو القيادات الأمنية .. 

ولكن من بين هؤلاء وهؤلاء … ظهرت موجة حادة من الإنتقاد لتترك الجميع خلف ظهرها وتقع في المرجعية بدون أن يفهم أحد ماعلاقتها بالموضوع !! ولماذا تمت مهاجمتها في هذا التفجير بالذات … رغم أن تفجير مدينة الصدر حصل قبله بأيام قليلة ولم ينتقد المرجعية أحد … وحصل بعده تفجير في الشعلة ولم ينتقد المرجعية أحد !! فلماذا تفجير الكرادة بالذات ؟ لا أحد يعلم .

يبدو من تجميع هذه القصاصات على مدى ١٥ سنة أن هناك نوعاً من الهجوم على المرجعية يتم عبر صواريخ الكورنيت الإعلامي !!

تعرفون أن الصواريخ الحرارية الموجه لها ميزة فريدة وهي أنها لا تنطلق بشكل مستقيم وعشوائي .. بل تتحرك وراء هدف محدد ومرسوم من قبل الرامي وتبقى تدور وتناور في الهواء حتى تصل الى الهدف وتضربه .. كما أنها تنفجر على مرحلتين وليس واحدة .. الأولى بحشوة جوفاء تعمل على إذابة وإختراق الدروع أولاً … لتمهد لدخول القذيفة النهائية داخل جسم الهدف وتفجره . 

 إن المتأمل في قضايا مثل ( ترك التقليد / لماذا يحرم كلاش أوف كلانس ولايحرم الفساد / تفجير الكرادة / لماذا لايرسل أولاده الى القتال / لماذا لم يتكلم هذه الجمعة عن المظاهرات / لماذا يفتي ضد داعش لماذا لماذا ) يخرج بحصيلة واضحة أن هناك هجوماً على هذا الرجل بطريقة صواريخ الكورنيت .. هجوم يريد من البداية أن يتجاهل كل شيئ ويضرب غاية محددة .. فما أن يبدأ الحدث وتتأثر الناس ، حتى تنطلق كلمات وصور ولافتات _ يشعرك حسك الإعلامي أنها مجهزة مسبقاً _ .. لتتجاوز الحدث نفسه … وتبقى تدور وتناور يميناً وشمالاً وتصل الى هدف واحد وتفجر مكانته في نفوس الشعب .. وهو السيستاني . 

وعندما تنفجر هذه الصواريخ فهي أيضاً تنفجر على مرحلتين … في المرحلة الأولى يجب أن تنفجر الحشوة الجوفاء وتسخن أحداث البلد ويشتعل الغضب في النفوس وتذوب دروع هيبة العلماء والثقة بحكمة المرجعية … ثم تنفذ الحشوة الداخلية لتنفجر قائلة : إنظروا لهذا الدمار وهذا الحال المزري للشعب .. كله بسبب السيستاني . 

 دعني أخبرك بشيئ آخر .. هل سبق وشاهدت بشكل حقيقي او في مقطع فيديو إطلاق صاروخ حراري ؟ هل تمكنت أن تصرف نظرك عن الصاروخ وهو يلف ويلف حتى يصيب هدفه ؟ 

بالتأكيد لا … كلنا سنبقى نتابع إنطلاقته حتى يصل الى هدفه .. لأن حركة الصواريخ الموجهة بطبيعتها تأخذ العين . 

 هذه هي مشكلة شبابنا الذين نراهم يتأذون دوماً إذا أطلقت صواريخ الكلمات الجارحة والصور المسيئة بحق الرجل الي يؤمنون بحكمته وحبه للعراق ( السيستاني ) .. إنهم يبقون يتصفحون هذه المواقع التي لا مكان لها سوى الكيبورد .. ويزداد لديهم منسوب الإحباط وكأن الشعب كله ضد المرجعية !!

والى هؤلاء الشباب أقول كلمة : 

 أيها الأحبة .. على مدى تاريخ العراق كان الناس فيه ثلاث : 

١) قسم يعمل لمن يدفع أكثر .. لايهمه مبدأ ولا يحركه ضمير .. وهؤلاء سيحملون صواريخهم ويطلقونها سواء على السيستاني أو غيره .. وسواء أفتى بالجهاد وحفظ أعراضهم أو لم يفت .. لأنهم خارج منظومة القيم والشرف بشكل كامل .. وسوف تضيعون وقتكم إذا حاولتم تغييرهم .. وستتعبون إذا أثار اهتمامكم ما ينشرون على منصات إطلاقهم .

٢) قسم تابع للعقل الجمعي .. أينما مال هوى الشارع فهو معه .. الناس مسلمون إذن هو مسلم .. الناس كفار إذن هو كافر .. إذا الفيس مال .. مال حيث يميل . 

٣) قسم يفهم الأمور ويدركها .. ثابت الجنان .. ناضج الفكرة .. لايهمه الزعيق ولا النعيق .. فهو على بينة من ربه وهدى من سبيله . 

ومن الواضح أن القسم الأول رغم قلته يريد إختطاف القسم الثاني والسيطرة على عقله .. بينما أنتم يا أصحاب القسم الثالث متألمون لهذا الوضع .. ولو كنت مكانكم لفكرت كيف أسترجع هذا القسم الثاني .. لأن مدفوع الثمن ليس أولى بشبابنا منا. 

صدقوني أن الأمر لا يستحق تألمكم .. صحيح بأننا لانطلب منكم السكوت الكامل .. فهذا من ( عزم الأمور ) وليس كل الناس يحسنون الصبر والأحتمال كالسيستاني .. ولكن نقول لكم .. أن الإستغراق في الردود الفيسبوكية يستهلك طاقتكم ويضيع ماهو أهم .

إذا كانت لديكم عشر حبات .. ضعوا واحدة في مواقع التواصل .. وتسعة في الميدان .. إلتقوا بشبابكم المتظاهرين .. وتداولوا أمركم كيف تجعلون التظاهر أفضل .. كيف تقاربون وجهات النظر .. كيف تعالجون وجود المغرضين في صفوفكم .. لأنكم مهما شرقتكم أو غربتم .. لن تجدوا مثل التواصل الميداني والنزول الى ساحة العمل كما نزلتم في ساحة القتال .. التي تمنى سيدكم كبير السن .. أن ينزل إليها معكم .

الكاتب #Ailia_Emame

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك