المقالات

 الجنة تحت أقدامها ... فما هو الذي تحت يديها !!

1249 2019-06-28

أحمد كامل

 

بصوتها الشجي سمعت أمي وهي ( تلولي ) على صدر طفلي الرضيع ، والذي قضى يومه باكياً لا نعرف سبب بكاءه حتى عجزنا أنا وأمه من اسكاته على الرغم من استخدامنا الكثير من الأدوية المهدئة لكن دون جدوى حتى انقض علينا النوم بعد إرهاق وسهر شديدين ، نمنا سويعات قلائل بعد أن فقدنا السيطرة على يقضتنا ، وبعد وقت من النوم.

 فتحت عيني ولم أسمع صراخ طفلي الممل ، فأرتعشت خوفاً على طفلي فقد يكون حصل فيه شيء مكروه ، ونهضتُ من مكاني ولم أجده ، فأزداد خوفي ، ونهضت مسرعاً إلى الباب ، فأتتني ترنيمات شجية ، وصوتاً خافتاً بنبرة أنين حزينة ( دللول الولد يبني دللول عدوك عليل وساكن الچول ) ، فنظرت من باب غرفتي اترقب ، فرأيت طفلي نائماً في أحضان أمي ، وعيونها تنثر دموعاً بغزارة ، لكن بدون صوت بكاء.

 علمتُ في حينها إن أمي تبكي على أخي كعادتها عند وقت وحدتها، أخي الذي فارقنا قبل ثلاثين عاماً ، عندما اعتقلتهُ السلطات الأمنية وضيعت أثره دون معرفة مصيره ، بسبب حملهِ كتاباً دينياً لا أتذكر أسمه بالضبط ، عند عودته من مدرسته الإعدادية ، حيث علمت ذلك بعد فترة من اعتقاله على لسان أحد أصدقائه المقربين ، أن فقدان أخي قد ترك أثراً بالغاً في صحة أمي ، ومن مغادرته ولهذا اليوم لم أراها تضحك أو مرتاحة البال ، على الرغم من مضي أكثر من ثلاثين عاماً على الحادثة .

فطفلي بكى ساعات وهدأ ، ونحن لم نتحمل معاناته ساعات قلائل ونمنا ، لكن روح أمي مستمرة لا تعرف الاستسلام ، فلا تعبٌ ينال منها ، ولا نسيان ينعش آمالها ، ولا مشهد يستطيع أن يسيطر على عيونها وينسيها مشهد أخي ولو للحظات .

فالامُ مخلوق لا يمكن تعويض حنانها وبركاتها التي جعل الله الجنة تحت أقدامها ، فلا أعرف سر ما في داخل يدها ، والتي جعلت الطفل ينام وتغلبت على جميع التقنيات الطبية في صناعة الأدوية المهدئة والتي عجزت عن إسكات طفلي ، تلك اليد الممتلئة بالوشوم الخضراء ، والتي كان يستخدمونها سابقاً للتجميل ، وذلك الخاتم ذو الشذرة الزرقاء الذي لم تخلعه يوماً فيبدو أيضاً له سراً ، في حياتها ، حينها تناقشت مع نفسي ، ولم أصل إلى ذلك السر الخفي ، (إذا كانت الجنة تحت أقدامها ، فما هو الذي تحت يديها ).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك